قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الإثنين، إن هناك "مبادرة إسرائيلية" لتبادل محتجزين في قطاع غزة بأسرى فلسطينيين، دون الكشف عن تفاصيلها.

جاء ذلك خلال لقاء نتنياهو بممثلين عن أهالي المحتجزين الإسرائيليين في غزة، نافيًا أن يكون هناك مبادرة قدمتها حركة "حماس" بهذا الشأن، حسبما أفاد بيان صدر عن مكتب نتنياهو.

وذكر البيان أن نتنياهو "قال لعائلات المختطفين الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس خلال لقائه معهم، ليس هناك اقتراح حقيقي من قبل حماس، هذا غير صحيح"، وفقًا لـ"الأناضول".

وأضاف: "أقول ذلك بأقصى وضوح أستطيعه، لأن هناك أشياء كثيرة غير صحيحة تعذبكم. على النقيض، هناك مبادرة من طرفنا ولا أفصح تفاصيلها".

وكانت عائلات الأسرى أقامت الأحد خيامًا على مقربة من منزل رئيس الوزراء بالقدس الغربية لمطالبة الحكومة بالتوصل إلى صفقة لإعادة الأسرى من قطاع غزة.

ومساء الأحد، جدد نتنياهو في بيان، رفضه "شروط الاستسلام" التي وضعتها "حماس" رفضًا قاطعًا. وقال: "مقابل الإفراج عن مختطفينا، تطالب حماس بإنهاء الحرب وبإخراج قواتنا من غزة وبالإفراج عن جميع القتلة والمغتصبين التابعين لقوات النخبة وبإبقاء حماس على سدة الحكم".

وتابع نتنياهو: "لست مستعدًا لأقبل بمثل هذا المساس الخطير بأمن إسرائيل"، على حد تعبيره.

 

مقتل 3 محتجزين إسرائيليين بغاز سام

وفي السياق ذاته، دعت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، الإثنين، إلى فتح تحقيق مستقل حول مقتل 3 محتجزين إسرائيليين بغاز سام، ألقاه الجيش الإسرائيلي داخل أحد الأنفاق في قطاع غزة.

وقالت الصحيفة في افتتاحيتها: "في 14 ديسمبر، انتشل الجيش الإسرائيلي من نفق في جباليا (شمال غزة) جثث 3 إسرائيليين اختطفوا إلى قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، وهم الجنديان رون شيرمان، وإيليا توليدانو، إضافة إلى ثالث مدني".

وأضافت: "بعد حوالي شهر، سلم الجيش إلى عائلاتهم التقرير الطبي وتقريرًا عن كيفية العثور على الجثث، وتثير هذه الأمور أسئلة صعبة ومثيرة للقلق وتتطلب توضيحات أمام الرأي العام".

وأشارت إلى أن "هذه الأسئلة أثيرت بكل خطورتها من قبل الدكتورة معيان شيرمان، والدة رون، وهي طبيبة بيطرية".

وفي منشور لـ"شيرمان" على "فيس بوك"، اتهمت الجيش الإسرائيلي بـ"قتل ابنها عندما ضخ الغاز السام إلى النفق، الذي كان الرهائن محتجزين فيه وكانوا بمثابة دروع بشرية لأحمد غندور، أحد كبار قادة حماس"، على حد تعبيرها.

وكتبت شيرمان عن ابنها: "رون قُتل بالفعل، ليس من قبل حماس، ولا برصاص طائش وليس في تبادل لإطلاق النار. كان هذا قتلا عمدًا، قصف بالغاز السام".

وتابعت: "وجدوا أن رون كان مصابًا بعدة أصابع مهشمة، وعلى ما يبدو بسبب محاولاته اليائسة للهروب من القبر المسموم".

وأضافت أن "ابنها اختطف بسبب الإهمال الإجرامي من جانب جميع كبار الشخصيات في الجيش وهذه الحكومة الفاسدة، التي أعطت الأمر بقتله لتصفية الحسابات مع (إرهابي)"، وفق تعبيرها.

وبحسب صحيفة "هآرتس"، فإن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري "رد بشكل مراوغ"، بأنه من غير الممكن تحديد مَن قتل الرهائن الثلاثة".

وأضاف: "في هذه المرحلة، لا يمكننا أن ننكر أو نؤكد أنهم قتلوا بسبب الاختناق أو الخنق أو التسمم أو آثار هجوم الجيش الإسرائيلي أو عمل حماس".

وعلّقت الصحيفة: "يبدو أن هذا الرد المراوغ كان يهدف إلى إسكات النقاش وإثارة الشكوك حول ادعاءات العائلة، دون إنكارها مباشرة أو الدخول في شجار مع الأهل الثكالى".

واستدركت: "يجب ألا نقبل بهذه المراوغة، ما كتبته شيرمان عقب الإحاطة التفصيلية التي قدمها لها ممثلو الجيش لا يمكن أن يبقى دون إجابة".

وتساءلت الصحيفة: "هل استخدم الجيش الإسرائيلي الغاز السام في غزة لقتل الناس في الأنفاق؟ وإذا استخدم مثل هذا التكتيك، فهل هذا قانوني بموجب قوانين الحرب التي تلتزم بها إسرائيل؟ وإذا استُخدم، فمن الذي أعطى الموافقة على استخدامه؟".

وتابعت: "بالإضافة إلى ذلك، هل يتم أخذ حياة الرهائن في الاعتبار على الإطلاق عند اتخاذ القرارات بشأن الأنفاق، أم أن الاعتبار الوحيد هو الحاجة العملياتية لضرب نشطاء حماس؟".

 

شروط حماس للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين

وكشف وزير إسرائيلي، الجمعة، أن حركة المقاومة الإسلامية “حماس” وضعت 4 شروط مقابل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين الذين تحتجزهم في غزة، على رأسها انسحاب جيش الاحتلال كليًا من القطاع.

جاء ذلك بحسب ما نقلته صحيفة “معاريف” العبرية، عن الوزير بلا حقيبة، عضو المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية “الكابينت” جدعون ساعر، وفقًا لـ"الجزيرة مباشر".

وقال الوزير إن الشروط تتمثل في “الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة بأكمله، بما في ذلك المنطقة الأمنية شرقي وشمالي القطاع، ووقف الحرب، وإعطاء ضمانات دولية بعدم العودة إلى الحرب، وإطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين من سجوننا، بما في ذلك أولئك الذين تم القبض عليهم في 7 أكتوبر”.

وتابع ساعر، “بالطبع لن نوافق”.

والمجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية “الكابينت”، هو المسؤول عن اتخاذ قرارات الحرب والسلم قبل عرضها على الحكومة الموسعة.

وتقدر سلطات الاحتلال “وجود نحو 137 إسرائيليًا ما زالوا محتجزين في قطاع غزة”.

في السياق، نقلت صحيفة “هآرتس” عن أحد المسؤولين الذين يشاركون في اجتماعات الحكومة، لم تسمه، قوله: “هذه الحرب ليس لها هدف ولا مستقبل، لكن إطالة أمدها هي طريقة نتنياهو لتأجيل التعامل مع مسألة المسؤولية”.

 

"الخيار لكم.. توابيت أم أحياء"

ومن جهتها، حذرت كتائب الشهيد عز الدين القسام – الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، عائلات أسرى الاحتلال لدى المقاومة، من نفاد الوقت أمام حياة ذويهم، بسبب مماطلة حكومة نتنياهو في العمل على إنقاذهم.

جاء هذا التحذير في رسالة جديدة أرسلتها الكتائب لعائلات الأسرى، أمس الأحد، باللغات العربية والعبرية والانجليزية، كان نصها: “إلى عائلات الأسرى.. الخيار لكم: في توابيت، أم أحياء؟.. حكومتكم تكذب، الوقت ينفد”.

يشار إلى أن فحوى هذه الرسالة تكرر سابقًا، حين كشفت الكتائب عن أن العشرات من الأسرى الصهاينة لديها أرسلوا بنداءات استغاثة لنتنياهو، تطالبه بإنهاء الحرب حماية لهم من الموت بسبب القصف المستمر على القطاع، ثم أظهرت الفيديوهات أن هؤلاء قُتلوا لاحقًا تحت هذا القصف.

ومؤخرًا أعلنت “القسام” انقطاع الاتصال ببعض الخلايا المسؤولة عن تأمين الحماية للأسرى بعد “قصف إسرائيلي”.