محمد أسوم- عضو هيئة علماء المسلمين في لبنان

 

في غزوة أحد تمكن المشركون من قتل ٧٣ صحابيا ...

تمكنوا من اغتيال القائد الأهم في الجيش المحمدي وهو حمزة رضي الله عنه

تمكنوا من الوصول الى القائد الأعلى وهو النبي صلى الله عليه وسلم وأصابته إصابات عديدة ...

تمكنوا من الالتفاف على المسلمين والانقضاض عليهم خلف خطوطهم الدفاعية بعد أن ترك الرماة مواقعهم في جبل أحد اعتقادا منهم أن المعركة انتهت

 

كل هذا جعل من المشهد انتصارا شكليا للمشركين على المسلمين ...

لكن في النظر إلى المآلات والنتائج

كل المحللين يجمعون على فشل غزوة أحد في تحقيق أهدافها الثلاثة :

-قتل النبي صلى الله عليه وسلم

- انهاء دولته في المدينة

- القضاء على دعوته ورسالته والعودة الى عبادة الأصنام...

 

ونفس الأمر يتكرر في غزة اليوم مع إضافة بسيطة

هناك تفوق شكلي في المعركة وليس انتصارا

تفوق في التدمير والقتل والتنكيل بشعب غزة

تفوق في الدخول والتمركز في كل مدن القطاع

تفوق في القدرة على اغتيال مجموعة مهمة من قادة المقاومة في الداخل والخارج ...

لكن المعركة لا تزال مستمرة ...لذلك لا يمكننا أن نسمي هذا التفوق الشكلي انتصارا شكليا ..

 

الغرب مصدوم ...فكيف بالكيان الغاصب

 

تعود الغرب على الانتصارات الشكلية السريعة المتمثلة باحتلال البلاد العربية والاسلامية بوقت قياسي وتشتيت قوة الدفاع عنها

والحصول على صور النصر الرمزية التي يقدمها لجمهوره وللعالم.

 

حتى لو اضطرت جيوشه الى الانسحاب بعد ١٠ أو ٢٠ سنة تحت ضربات المقاومة ...إلا أن الانتصار الشكلي يبقى في أذهان الناس ولا يزول

 

أما في غزة

فإن القوة التدميرية الإسرائيلية المدعومة من كل دول الغرب الأوروبي والأمريكي عجزت عن تحقيق هذا الانتصار الشكلي رغم اقتراب المعركة من يومها ال١٠٠

 

كانوا يتحدثون عن مرحلة ما بعد غزة بثقة

فصاروا يتحدثون عن مرحلة ثالثة تحمي الجيش الصهيوني من الدمار ...

 

غزة حرمتهم صورة النصر الشكلي الذي تعودوا عليه على مدار ١٠٠ عام

حرمتهم تحقيق أي هدف من أهدافهم

فلم يقضوا على المقاومة

ولم يصلوا الى قادتها

ولم يستطيعوا تهجير شعبها خلف الحدود

ولم يستطيعوا تحرير أسير واحد بالحرب

ولم يستطيعوا السيطرة على أية منطقة والبقاء فيها

 

في غزة بعد أكثر من ٩٠ يوما

لم يحصد العدو إلا الفشل الذريع شكليا وعمليا ....

 

وصدق الله تعالى:

(إن ينصركم الله فلا غالب لكم)