قال رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، إن الحديث عن "اليوم التالي لحماس" سابق لأوانه، لأنه "لم تتم هزيمة الحركة بعد" في قطاع غزة.

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها، مؤخرا، خلال انعقاد لجنة الشؤون الخارجية والأمن في الكنيست (البرلمان)، وذلك بعد مرور 103 أيام على حرب غزة، وفقًا لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية.

 

لم تتم هزيمة حماس بعد

وقال هنغبي: "لا يزال من السابق لأوانه الحديث عن اليوم التالي لحماس، حيث لم يتم هزيمة حماس بعد".

وتواجه القوات الإسرائيلية المتوغلة داخل قطاع غزة منذ 27 أكتوبر الماضي، مقاومة شرسة من قبل مقاتلي "حماس" والفصائل الفلسطينية المسلحة الأخرى.

ومنذ بداية الحرب في 7 أكتوبر، قُتل 529 جنديًا وضابطًا إسرائيليًا، بينهم 193 سقطوا منذ التوغل البري، بحسب بيانات الجيش الإسرائيلي.

وخلال الآونة الأخيرة، تعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لانتقادات من خصومه السياسيين بشأن عدم إعداد خطة لليوم التالي للحرب.

وكان نتنياهو قد وضع ثلاثة أهداف مع بداية الحرب: القضاء على "حماس"، وإعادة المحتجزين الإسرائيليين في القطاع، وضمان ألا تشكل غزة تهديدًا على إسرائيل في المستقبل؛ لكن لم يتم الكشف عن تحقيق أي منها حتى اللحظة.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أعلن الاثنين الماضي، انتهاء العمليات البرية في شمال غزة إلا أن القوات الإسرائيلية عادت وتوغلت في عدد من المناطق شمال القطاع، ولا تزال مستمرة في المعارك والاشتباك مع عناصر المقاومة الفلسطينية.

 

الجيش الإسرائيلي بعيد عن تحقيق أهدافه

وقال عاموس هارئيل، المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" العبرية: "إن حركة "حماس" الفلسطينية لا تستسلم ومن الصعب هزيمتها، والجيش الإسرائيلي لا يقترب من تحقيق الأهداف التي حددها لهذه الحرب".

وتابع، في مقال له، إسرائيل حددت أهداف الحرب بإنهاء حكم "حماس" لقطاع غزة والقضاء على القدرات العسكرية للحركة وإعادة الأسرى الإسرائيليين من القطاع.

وأضاف هارئيل: "لقد هز الهجوم القاتل الذي وقع في 7 أكتوبر (من قبل حماس على غلاف غزة) مع الإخفاقات الفادحة التي كشفها في مجتمع الاستخبارات، والمفهوم الدفاعي للجيش الإسرائيلي البلاد بشدة".

وأردف: "كانت إحدى نتائج ذلك تشكيل إجماع واسع النطاق على نحو غير عادي حول الحاجة إلى توجيه ضربة قاتلة لحماس".

واعتبر هارئيل أن "احتلال الجزء الشمالي من قطاع غزة، وتوسيع العملية الآن إلى المناطق الوسطى والجنوبية من القطاع قد ألحقا أضرارا جسيمة بحماس".

وأضاف أن ذلك "أدى كذلك إلى معاناة إنسانية شديدة بين جميع سكان قطاع غزة، ولكن إسرائيل لا تقترب من تحقيق نصر حاسم، كما أنها ستجد صعوبة في تحقيقه مستقبلًا في ظل الظروف التي خلقتها".

وتابع هارئيل: "من الصعب إخفاء ذلك لأسباب ليس أقلها أن الجيش الإسرائيلي في خضم تقليص قواته في غزة، وهو ما يعكس الانتقال إلى مرحلة جديدة في الحرب، وهو تطور حاولت الحكومة طمسه علنًا".

وفيما أشار هارئيل إلى أن "حماس ما زالت قادرة على العمل رغم الضربات"، فإنه قال: "أعاد الجناح العسكري للحركة تنظيم صفوفه في شكل فرق حرب عصابات لامركزية".

وذكر إن مجموعات حماس "لا تزال موجودة على الأرض، تخرج من فتحات الأنفاق لتقنص الجيش الإسرائيلي وتدفعه الثمن، كل يوم تقريبًا".

ولفت هارئيل إلى أن "النقطة الثانية الحاسمة هي مشروع أنفاق حماس، المعروف لدى الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) ولكن تعقيده واتساعه فاجأ إسرائيل، وهو يمنح الحركة رصيدًا قيما تحت الأرض، ويكاد يكون بمثابة فاصل في الحملة الحالية".

وقال: "إن أغلبية القيادة العليا لحماس تتواجد في الأنفاق، وفي هذه الأثناء يبدو أنها تتمتع بحماية نسبية ضد أي هجوم. ويوجد هناك أيضًا العديد من أعضاء المنظمة المسلحين، وعلى ما يبدو أيضًا معظم الرهائن الإسرائيليين".

وأضاف: "تقوم إسرائيل بالكشف عن الأنفاق وهدمها، لكن وتيرة الهدم لا تواكب حتى الآن الجدول الزمني المخطط للعملية العسكرية".

وتابع هارئيل: "ما دامت حماس تتمتع بمساحة آمنة نسبيًا، حيث تكون الأصول الرئيسة محمية ضد الهجمات، فمن الصعب للغاية هزيمتها".

وأشار إلى أن "النقطة الثالثة هي صعوبة شن حملة ضد منظمة أيديولوجية محددة".

وقال: "في الشهرين الأولين، كان الافتراض السائد في القنوات التلفزيونية الإسرائيلية والذي لم يكن له أساس من الصحة هو أن نقطة الانهيار للحركة ستأتي في أي لحظة، وأنه في ضوء ذلك وتحت ضغط خسائرها والضرر الذي لحق بها، سيتوقف أفرادها عن القتال وهذا لم يحدث ومن المشكوك فيه أن يحدث".

وأضاف المحلل العسكري الإسرائيلي: "والسيناريو الآخر الذي نشره المحللون بسخاء متفائل بانقضاض سكان غزة على حكم حماس لم يتحقق رغم الاكتظاظ (جراء التهجير الداخلي) والنقص الحاد في الغذاء وتدهور النظام الصحي".

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، اليوم الأربعاء، ارتفاع عدد ضحايا "العدوان" الإسرائيلي على القطاع إلى "24 ألفًا و448 شهيدًا و61 ألفًا و504 مصابين"، منذ 7 أكتوبر الماضي.

جاء ذلك في بيان للوزارة عبر حسابها على فيسبوك، للكشف عن آخر إحصائيات "اليوم الـ 103 للعدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة".

وخلّفت الحرب الإسرائيلية المدمرة ضد قطاع غزة "كارثة إنسانية غير مسبوقة" وتسببت بنزوح أكثر من 85 بالمئة من سكان القطاع خلال 3 أشهر، وهو ما يعادل 1.9 ملايين شخص، وفق بيانات صادرة عن السلطات الفلسطينية والأمم المتحدة.