وجّه رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة، يحيى السنوار، خلال اليومين الأخيرين رسالة مهمة ومطولة إلى رئيس وأعضاء المكتب السياسي للحركة، أشار فيها إلى أن كتائب عز الدين القسام تخوض معركة شرسة وعنيفة وغير مسبوقة ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، وأن جيش الاحتلال تكبد خسائر باهظة في الأرواح والمعدات.

وأضاف السنوار، حسب مصادر مقربة من حماس، أن كتائب القسام استهدفت -خلال الحرب البرية- ما لا يقل عن 5 آلاف جندي وضابط، قُتل ثلثهم، وأصيب ثلثهم الآخر بإصابات خطيرة، والثلث الأخير بإعاقات دائمة، أما على صعيد الآليات العسكرية، فقد تم تدمير 750 منها، بين تدمير كلي وجزئي، وفقًا لـ"الجزيرة".

 

صمود الشعب الفلسطيني

وقال السنوار إن كتائب القسام هشمت جيش الاحتلال، وهي ماضية في مسار تهشيمه، وإنها لن تخضع لشروط الاحتلال.

وثمّن السنوار في الرسالة صمود الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مشيرًا إلى أنه قدم نماذج في التضحية والبطولة والمروءة والتضامن والتكافل عز نظيرها، وأن واجب القيادة السياسية المسارعة إلى تضميد جراح الناس، وتعزيز صمودهم.

 

دلالات رسالة السنوار

ويرى الكاتب الصحفي، عبد الباري عطوان، أن رسالة السنوار بالصمود، والحافلة بالمعلومات حول خسائر جيش الإبادة والتطهير العرقي، ليست موجهة لقادة التنظيم بالخارج فقط وإنما للوسطاء والمتواطئين العرب مع أمريكا والكيان".

ويتابع عطوان على صفحته الشخصية بمنصة "إكس"، أن رسالة السنوار "تقول مفرداتها لن نستسلم، ولن ننخدع، والعدو يتكبد خسائر ضخمة، والنصر صبر ساعة؛ إنها قيادة صلبة مختلفة تتطلع للشهادة".

وجاءت رسالة السنوار في أعقاب العروض التي تلقتها قيادة حركة حماس من الاحتلال عبر الوسيطين القطري والمصري، والتي ترتكز على هدن إنسانية مؤقتة، في وقت تؤكد فيه الحركة على تجاوز الهدن الإنسانية إلى الوقف الشامل لإطلاق النار.

إذ يستند المقترح المصري لوقف إطلاق النار في قطاع غزة والتوصل لاتفاق بشأن تبادل المحتجزين الإسرائيليين بقطاع غزة والأسرى الفلسطينيين بالسجون الإسرائيلية إلى 3 مراحل.

المرحلة الأولى تتضمن صفقة إنسانية تمتد من 7 إلى 10 أيام، تقوم خلالها حماس بالإفراج عن جميع المدنيين لديها من النساء والأطفال والمرضى وكبار السن مقابل إفراج إسرائيل عن عدد مناسب يُتفق عليه من الأسرى الفلسطينيين لديها.

أما المرحلة الثانية فتتضمن الإفراج عن كافة المجندات المحتجزات لدى حماس مقابل عدد يُتفق عليه من الجانبين من الأسرى الفلسطينيين المحتجزين داخل السجون الإسرائيلية، كذا تسليم كافة الجثامين المحتجزة لدى الجانبين منذ بدء العمليات في السابع من أكتوبر 2023، وتمتد هذه المرحلة لمدة 7 أيام.

بينما يتم خلال المرحلة الثالثة التفاوض لمدة تمتد لشهر حول إفراج حماس عن جميع المجندين الإسرائيليين لديها مقابل قيام إسرائيل بالإفراج عن عدد يُتفق عليه من الجانبين من الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية، على أن تتم خلال هذه المرحلة إعادة انتشار القوات الإسرائيلية خارج حدود القطاع، مع استمرار وقف جميع الأنشطة الجوية والتزام حماس بوقف كافة الأنشطة العسكرية ضد إسرائيل.