خالد حمدي

من كان عنده فضل استبشار وأمل وتفاؤل فليعد به على من أوشك رصيد صبره على النفاد...

ومن ليس عنده شيء من هذا فليلجأ إلى ربه يستمد منه ذلك... وليكف عن الناس يأسه وبؤسه...

فالناس وقت الظلام أحوج ما يكونون لمن يوقد لهم الشموع.. لا من يلعن معهم الظلام!!

ولو ظل الناس كلهم يبكون حالهم ما أضاءت الحجرة...

ومن السنة تبشير المبتلى بقرب زوال بلائه... وتبشير حتى الميت بما هو مقبل عليه من عفو الله ورحمته..

ولقد كان صلى الله عليه وسلم أشد الناس استبشارا وقت المحن، وأملا وقت الألم، وتفاؤلا عند تشاؤم الناس..

ورضي الله عن عمر...لما قال له أحدهم:

جف الزرع، وهلكت البهائم،  وتأخر الغيث... فقال:

إذن.. أمطرتم!!

ألم تقرءوا قول الله تعالى:  "وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا"

وفي المحن والجوائح يكثر المبتلون في أبدانهم وأهليهم..

وهؤلاء كل حاجتهم... كلمة تؤازرهم، ودرهم يسترهم ودعوة بظهر الغيب تستمطر بها عطاءات ربهم.

وما عدا ذلك...فلا حاجة لهم به...

بشروا.وأملوا فما أحوج أرض الناس المتشققة عطشا لقطرات كلماتكم الباردة.