من جديد، تفتح الصحف الصهيونية أمام سياسي بحكم إيهود باراك كشخصية محورية داخل الكيان الصهيوني فهو رئيس حكومة سابق ووزير دفاع سابق أيضا علاوة على كونه الضابط الرئيسي المنفذ لمذبحة صابرا وشاتيلا.

وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق "إيهود باراك" أن حركة "حماس" تحتفظ بقدراتها في الشمال، وأنها في معزل عن الانهيار الحادث في الجنوب، مشيرًا إلى أن تفكيك قدرات الحركة العسكرية والحكومية قد يحتاج إلى شهور.


بعيدة عن الانهيار

واعتبر إيهود باراك أن حركة “حماس” بعيدة عن الانهيار جنوب قطاع غزة وأنها تحتفظ بقدراتها في الشمال.

"باراك" كتب مقالا نشرته صحيفة (هآرتس) الصهيونية، الثلاثاء قال فيه: "بعد حوالي شهرين من الحرب تقترب إسرائيل من مفترق طرق حاسم، لقد حققت القوات الإسرائيلية مكاسب كبيرة شمال قطاع غزة، لكن حماس بعيدة كل البعد عن الانهيار في جنوب غزة، وتحتفظ بقدراتها في الشمال أيضاً".

وأضاف: "إذا كنا راغبين بالبقاء في بيئتنا القاسية فإن إكمال مهمة تفكيك قدرات حماس العسكرية والحكومية أمر بالغ الأهمية، حتى في مواجهة الضغوط الخارجية، فإن الأمر سيتطلب أشهراً وربما أكثر لتحقيق ذلك".

وحذر باراك من أن الدعم الدولي للحرب "ينفد بسرعة، وقد تتفاقم التوترات المتراكمة خلف الأبواب المغلقة، بما في ذلك مع الولايات المتحدة".

وأردف، "تقع على عاتق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مسؤولية مزامنة هذه الساعات والحصول على الوقت اللازم، لكنه فشل في هذه المهمة، ونحن إذن أمام مفترق طرق حاسم".

وأكد أن "فشل نتنياهو في قيادة الحرب يكمن في إنكاره للفهم القائل إنه بهذه الحالة لا يمكن تحقيق النصر دون موقف واضح بشأن اليوم التالي (للحرب) وخطة لتنفيذ تلك الرؤية".

وأعتبر أن "كل من يعرف نتنياهو ويراقبه اليوم لديه شكوك جدية حول أهليته لقيادة مثل هذه الحملة المعقدة. وينبغي لمؤيديه أيضا أن يتوقفوا لحظة للتفكير: هل هو حقاً على مستوى هذه المهمة؟".

غير باراك كان طامحا في تصور لدى "الولايات المتحدة" ب"تشكيل قوة حفظ سلام عربية، من دول المحور المعتدل، والتي ستتولى زمام الأمور من "إسرائيل" بعد سقوط حماس وبعد اتخاذ الإجراءات الأمنية لفترة محدودة يتم فيها جلب سلطة فلسطينية" لحكم القطاع.

ورأى باراك أن "نتنياهو مرتبط بتحالف غير مقدس مع (وزير الأمن القومي) إيتمار بن غفير و(وزير المالية) بتسلئيل سموتريتش، المهووسين بإشعال الحرائق في الضفة الغربية، واللذان بدورهما يحميانه من المطالبة بإسقاطه الفوري. لكنهما في الأساس يستغلانه لفرض أيديولوجيتهما القائلة إن غزة يجب أن تعود للسيطرة والمسؤولية الإسرائيلية الكاملة".

وتوقع حال نجاح هذا المخطط "أن تتورط "إسرائيل" في مستنقع غزة ويؤدي إلى صراع يدوم لسنوات، وأزمة مع الإدارات الأمريكية، ومخاطر ملموسة على علاقات إسرائيل مع مصر والأردن، وعلى اتفاقيات إبراهيم والتطبيع مع السعودية"، وهو ما يعني ميله لوقف الحرب.

المحلل الفلسطيني ياسر الزعاترة عبر @YZaatreh قال إن ما قاله "باراك" يتكرّر بأقلام عدد من المحلّلين، فيما نتنياهو يغيّر تصريحاته كل يوم، ويتخبّط لتجنب الرحيل الذي صار محتوما بنظر كثيرين.
وأضاف "لا صورة انتصار مقنعة، ولا دواء لصدمة 7 أكتوبر إلى الآن، ولا جواب على الأسئلة التالية".
وتابع: "محاولات استعراض القوة والتماسك لم تعد تجدي، وآلة الحشد تتراخى بالتدريج.. إنه كيان في طور التدهور.".


https://twitter.com/YZaatreh/status/1729566158154617147

أنفاق الشفاء

وسبق لإيهود باراك قبل نحو 10 أيام أن اتهمه نتنياهو بالخيانة والتجسس بعدما صرح قبل أيام على قناة CNN International أن "إسرائيل" هي التي حفرت الأنفاق تحت مستشفى الشفاء في #غزة قبل 40 سنة !

وقال الإعلام الصيهوني إن تصريحات باراك المتتالية "صادمة" لاسيما المتعلق منها بالوضع في غزة ومسار الحرب، وانتقاده المستمر لبنيامين نتنياهو بشأن الوضع، ومطالبته بالاستقالة.

واعترف، باراك الثلاثاء، 21 نوفمبر "بأن إسرائيل هي من قامت ببناء الملاجئ وحفرت الأنفاق تحت مستشفى الشفاء.

وقال في رده على أسئلة المذيعة كريستيان أمانبور التي سألته عن مزاعم إسرائيل بوجود مقر لحماس تحت مستشفى الشفاء في غزة: "إنه من المعروف منذ سنوات طويلة أن هناك ملاجئ يبنيها مقاولون إسرائيليون تحت الأرض. مستشفى الشفاء، وأنها تستخدم كمقر لحركة حماس، كما أن تقاطع عدة أنفاق هو جزء من هذا النظام".

وعادت المذيعة "أمانبور" لتتأكد من صحة ما سمعته، وسألته: هل تقول أن هذا المكان بناه مهندسون إسرائيليون؟ هل أخطأت في تعبيري؟" أجاب باراك: “لقد ساعدنا في بناء هذه الملاجئ قبل 40 أو 50 عاما على الأرجح، لتوفير مساحة أكبر لعمليات المستشفى ضمن المنطقة المحدودة للمستشفى".

وأعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، أنه عثر على نفق بطول 55 مترًا أسفل مجمع الشفاء، كان يبحث فيه عن مركز قيادة لحركة حماس.
وقال إن النفق يقع على عمق 10 أمتار. وأضاف في بيان أيضًا أن درجًا شديد الانحدار يؤدي إلى مدخل النفق، وهو مزود بعدة وسائل دفاع، بما في ذلك باب مصفح، مضيفًا أن هذا النوع من الأبواب يستخدمه عناصر حماس لمنع القوات "الإسرائيلية" من الدخول إلى النفق من دخول مراكز القيادة.

https://twitter.com/i/status/1729298305476161948


محو "حماس"

وفي 16 أكتوبر الماضي، استبعد إيهود باراك إمكانية محو "حركة حماس" الفلسطينية بشكل كامل، مؤكدا أنها موجودة في عقول الناس وقلوبهم وأحلامهم، بحسب تصريحات له مع صحيفة "يديعوت أحرونوت".

وأوضح أن الخطوة العملية التي ينبغي أن تحققها العملية العسكرية الإسرائيلية "هي القضاء على جميع القدرات العملياتية لحماس في قطاع غزة، وهذه مهمة معقدة بما فيه الكفاية، لذا ينبغي التركيز عليها".

وأشار باراك أيضا إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قائلاً إنه "يعتقد أنه لو كان في دولة طبيعية لكان سيستقيل، لكنه يقود الكابينت (المجلس الوزاري المصغر)- لذا فمن الأهمية بمكان أن يكون وزير الدفاع السابق بيني غانتس ورئيس الأركان الأسبق غادي آيزنكوت هناك أيضا".

وسبق أن صرح نتنياهو ووزير دفاعه يوآف جالانت، بأن الجيش الإسرائيلي يهدف من وراء العملية العسكرية في غزة إلى "محو حماس من الوجود".