أكد الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، ساري عرابي، أن المقاومة حققت إنجازها العسكري صبيحة يوم 7 أكتوبر، من خلال قدرتها على اقتحام مستوطنات ما يسمى بغلاف غزة وما يتصل بها من نقاط عسكرية واستخباراتية.

وقال عرابي في مقابلة خاصة مع المركز الفلسطيني للإعلام: إن العدو الصهيوني يعتمد على ثلاثة عوامل في عدوانه على غزة، في مقدمتها الحرب النفسية.

وشدد على المقاومة حققت انتصارًا ناجحًا من كل النواحي؛ بالمعنى الاستخباراتي، قدرتها على خداع العدو؛ أو بالمعنى التنفيذي؛ أو بمعنى تحقيق الأهداف المباشرة من هذه العملية، سواء بتدمير فرقة غزة، وهي الفرقة المسؤولة عن العمليات العسكرية ضد قطاع غزة، وتدمير الفرق الاستخباراتية المتقدمة، وما حصلت عليه المقاومة من وثائق ومعلومات استخباراتية.

 

إنجاز يعطل قدرات الاحتلال

وشدد على أن هذا الإنجاز الذي أسست به المقاومة لمعركة طوفان الأقصى، فرض عقبات عملية وعطل عملياتي في قدرة جيش الاحتلال الإسرائيلي على تنفيذ عمليات برية سريعة ضد قطاع غزة وفرض أيضًا عمى استخباراتي على الاحتلال الإسرائيلي.

ووفق عرابي؛ فإن تدمير فرقة غزة، لا ينبغي أن نقلل من أهميته؛ لأن فرقة غزة هي الفرقة المسؤولة عن العمليات العسكرية ضد قطاع غزة، وهي الفرقة التي تملك الخبرة والمعرفة ببيئة قطاع غزة، والتي تملك الخبرة العملية بطبيعة الحال.

ورأى أن تدمير هذه الفرقة لا يمكن تعويضه بسهولة، مقدرًا بأن القوات التي حشدها الاحتلال الإسرائيلي محيط قطاع غزة لا تملك تلك المعرفة ولا تملك تلك المعلومات.

وذهب عرابي إلى أن هذا الأمر فرض بالتأكيد عطل عمليات على جيش الاحتلال الإسرائيلي وفرض أيضا عمى استخباراتي لأن كثير من المواقع والنقاط الاستخباراتية المتقدمة ضربتها المقاومة وربما حازت المقاومة على خطط وعلى وثائق تبين خطط الاحتلال الإسرائيلي في أي استهداف لقطاع غزة.

وبالعودة إلى عملية 7 أكتوبر، شدد الكاتب السياسي على أنها عملية ناجحة من حيث الأسرى الذين حصلتهم المقاومة وهذا مهم طبعا للمستقبل في عملية تبادل الأسرى، ومهم أيضا في الإدارة السياسية والعسكرية لعدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.

واعترف الاحتلال -الاثنين- أنها أبلغ عائلات 199 من جنوده ومستوطنيه بأنهم أسرى في غزة، دون أن يعلن أن هذه قائمة نهائية، فيما لم تعلن المقاومة الحصيلة الرسمية التي لديها.

 

ضرب الوعي الصهيوني

وأشار عرابي إلى أن هذه المعركة حطمت هيبة جيش الاحتلال الإسرائيلي، وحطمت أسطورة الجيش الذي لا يقهر، والاستخبارات التي تعرف كل شيء.

وأوضح أن ذلك يضاف إلى إنجاز المقاومة في الجانب الاستخباراتي والعسكري العملياتي وأيضا بالمعنى الإستراتيجي.

ونبه إلى أن المعركة ضربت الوعي الصهيوني وحطمت صورة الجيش الإسرائيلي والمؤسسة الأمنية الإسرائيلية أمام المجتمع الصهيوني، وكذلك نجحت في تحطيم صورة الجيش الإسرائيلي على المستوى الإقليمي وعلى المستوى الدولي.

وأشار إلى أنها وجهت ضربة لبعض مخططات التصفية للقضية الفلسطينية، ورفع ثقة الفلسطينيين والعرب والمسلمين بأنفسهم.

وشدد على أن هذه القضايا على مستوى الوعي، وعلى المستوى الإستراتيجي مهمة وعميقة للغاية، هذه الأسباب تدفع الاحتلال الإسرائيلي لعدم القدرة على تمرير هذه الضربة، ومن ثم وجد الاحتلال الإسرائيلي نفسه محشور في الزاوية.

وأكد أنه لا يمكنه الرجوع إلى الخلف، ولكن في نفس الوقت التقدم نحو حرب برية من الاحتلال هو تقدم إلى المجهول، وقد يكون مكلفا للغاية.

 

مقامرة الحرب البرية

وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي لا يملك أي خطة تفصيلية، سواء على المستوى العسكري والعملياتي أو على المستوى السياسي في حال دخل إلى قطاع غزة.

وأضاف: مقامرة كبيرة جدًا أن يذهب الاحتلال في حرب برية بقوات غير متخصصة ببيئة قطاع غزة، وأن يذهب بحرب برية بناء على تفحص الواقع، ثم بناء الأهداف.

وأوضح أنه على أساس مجريات العملية العسكرية، يعني بمعنى أن يدخل قطاع غزة بأهداف عائمة غير واضحة. وقال: هذه مشكلة على المستوى الإستراتيجي، وهذا ربما يفسر حتى هذه اللحظة عدم قدرة الاحتلال على حسم خياراته بصورة نهائية، نحو الدخول إلى القطاع.

 

3 عوامل للاحتلال بمقدمتها الحرب النفسية

ورأى أن الاحتلال الإسرائيلي يعتمد على ثلاثة عوامل؛ فهو يعتمد على الحرب النفسية. وأضاف: أقصد على مستوى الهجوم على قطاع غزة بالتأكيد الاحتلال يعتمد على عوامل سياسية وعوامل دعائية وإعلامية، لكن فيما يتعلق بالعملية العسكرية نفسها يعتمد على عوامل منها عامل الحرب النفسي.

وبيّن عرابي أن الاحتلال يضخ حربًا نفسية هائلة على الفلسطينيين عمومًا، وعلى أهلنا داخل قطاع غزة ويحاول التأثير على معنويات الناس.

أما العامل الثاني، وفق عرابي؛ يعتمد على الدعم الأمريكي. وأشار إلى أن أمريكا حتى هذه اللحظة تطلق يد الاحتلال الإسرائيلي لضرب أهلنا داخل قطاع غزة بالصورة المتوحشة التي نراها الآن.

ويتمثل العامل الثالث – وفق عرابي- على ما يسميه البعض بالقصف السجادي أو القصف المساحي، بمعنى تدمير كامل للعمران وتسوية الأحياء والمدن بالأرض من أجل تسهيل دخول قوات الاحتلال البرية، وأيضًا من أجل استخدام القذائف الأمريكية التي تخترق التحصينات تحت الأرض.

وأشار إلى أن هذه إستراتيجية الاحتلال الإسرائيلي، ولذلك هو يقصف المناطق الحدودية بعمق.

 

مخطط التهجير

وحول سعيه لتهجير سكان شمال قطاع غزة إلى جنوب قطاع غزة، أوضح عرابي أن ذلك يهدف من أجل تسهيل عملياته.

وأكد أنه بالرغم من قوة النيران الهائلة التي يملكها الاحتلال الإسرائيلي، إلاّ أنه في المقابل المقاومة تعرف قطاع غزة جيدًا ومستعدة لمعركة من هذا النوع جيدًا وتعرف أهدافها العملياتية جيدًا، وتعرف خططها بشكل جيد، وتواجه روحًا معنوية منهارة للجيش الإسرائيلي.

وأشار إلى أن المقاومة لا تؤثر فيها الدعاية النفسية من الجيش الإسرائيلي، مشددًا على أن أهم شيء أن المقاومة حققت إنجازًا سلفًا يعني على مستوى العسكري والعملياتي.

 

ما المطلوب الآن؟

وبين أن ما هو مطلوب الآن الصمود في مواجهة القصف الإسرائيلي الهائل إلى حين أن تتوفر السبل لرفع أو لإنهاء هذا العدوان على أهلنا.

وأوضح أن الواجب اليوم على المستوى السياسي والدبلوماسي هو غل يد الاحتلال الإسرائيلي عن ضرب أهلنا داخل قطاع غزة، في الأثناء ستكون هناك أيام صعبة تتطلب الصمود.

وأضاف: أعتقد أن الانتصار قد تحقق سلفًا، لكن هو المؤلم يعني حالات القتل الواسع والدمار والإبادة الجماعية، والأزمة الإنسانية العميقة التي فرضها الاحتلال الإسرائيلي على. أهلنا في قطاع غزة.