فيما حاول الملايين في أنحاء العالم التضامن مع الفلسطينيين ضد حرب الإبادة التي يتعرضون لها منذ أسبوع كامل وسط مشاركة أمريكية كاملة ودعم أوربي غير مستتر وصمت عربي فاضح؛ قمعت سلطات الأمن في مصر والأردن، الأقرب إلى فلسطين، الآلاف من التعبير عن رفضهم للجريمة التي ترتكب في أرض فلسطين.

وجاءت تلك الإجراءات القمعية في مصر والأردن بالتزامن مع منع المصلين من الوصول للأقصى والاعتداء عليهم، هد الحشود الغفيرة المقدرة بالآلاف من العرب والأتراك الذين تظاهروا بعد صلاة الجمعة في العاصمة التركية إسطنبول نصرةً للقضية الفلسطينية فضلا عن آخرين بنيجيريا في وقت اعتقلت فيه سلطات الاحتلال الصهيوني المصلين الفلسطينيين الراغبين وحرمت من هم دون 60 عاما من صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى المبارك.
 

الاعتدداء على المصلين بالأقصى

واعتدت الشرطة الصهيونية، على مصلين حاولوا الوصول إلى المسجد الأقصى في القدس لأداء صلاة الجمعة.

وقال شهود عيان إن الشرطة الصهيونية منعت الفلسطينيين الرجال دون سن 60 عامًا والنساء دون 50 عاما من دخول المسجد لأداء صلاة الجمعة.

وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس في بيان إن 5000 فقط من كبار السن تمكنوا من الدخول إلى المسجد لأداء الصلاة.

وعادةً، تزيد أعداد المصلين يوم الجمعة عن 50 ألفًا.

وأشار الفلسطينيون الذين تمكنوا من دخول المسجد إلى أن "المسجد الأقصى كان شبه فارغ إلا من عدد قليل جدا من المصلين".

وأدان الشيخ محمد حسين، مفتي القدس والديار الفلسطينية، في خطبة الجمعة بالمسجد الأقصى، القيود  الصهيونية  على دخول المصلين إلى المسجد و"العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة".

وقال شهود عيان إن الشرطة  الصهيونية "حوّلت مدينة القدس الشرقية إلى ثكنة عسكرية ومنعت دخول الفلسطينيين دون سن 60 عاما إلى البلدة القديمة التي شهدت انتشارا كثيفا للشرطة  الصهيونية ".

وأدى مئات الفلسطينيين صلاة الجمعة في الطرق المؤدية إلى المسجد الأقصى، لكن الشرطة  الصهيونية  اعتدت على العشرات في منطقة وادي الجوز المؤدية إلى البلدة القديمة.

وقال شهود عيان إن الشرطة  الصهيونية  أطلقت القنابل الصوتية وقنابل الغاز المسيل للدموع واعتدت بالضرب على المصلين.

وقال الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان، إن طواقمه تعاملت مع 6 إصابات بينها إصابة بالرأس نتيجة الضرب، و5 نتيجة استنشاق الغاز المسيل للدموع. 

https://webcache.googleusercontent.com/search?q=cache:NkPCAligeY4J:https://twitter.com/i/broadcasts/1OwxWYjXnZAGQ&hl=ar&gl=sg&client=firefox-b-e


 

مواجهات في الضفة الغربية

وفي الضفة العربية انطلقت، اليوم الجمعة، مسيرات شعبية حاشدة، أعقبها مواجهات مع جيش الاحتلال؛ نصرة لقطاع غزة المحاصر، والذي يتعرض لعدوان إسرائيلي همجي منذ 7 أيام متواصلة.

وشارك آلاف المواطنين بمسيرات عقب صلاة الجمعة، في جنين والبيرة ورام الله وقلقيلة ونابلس وطولكرم والخليل.

وردّد المشاركون، تكبيرات وهتافات وشعارات تعبر عن مساندتهم لغزة، ودعمهم لقوى المقاومة التي تخوض معركة “طوفان الأقصى”.

وفي غضون ذلك، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في رام الله، عن وصول إصابة حرجة برصاص الاحتلال الحي في البطن، إلى مستشفى الشهيد أبو الحسن القاسم في يطا، جنوب الخليل.

واندلعت مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال قرب مدخل مخيم العروب، شمال الخليل.

وفي قلقيلة، تعاملت طواقم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، مع 3 إصابات بالرصاص الحي، خلال مواجهات مع الاحتلال في بلدة عزون.

كما نشبت مواجهات عنيفة مع الاحتلال، قرب مستوطنة “بكعوت” في قرية عاطوف قرب طمون بالأغوار الشمالية، وعلى الطريق الواصل بين بلدتي بدّو وبيت إجزا شمال غرب القدس المحتلة.

 

منع الخروج من الأزهر

ومنعت قوات أمن الانقلاب في مصر المصلين من الخروج إلى الشارع في المظاهرة التي شهدها الجامع الأزهر عقب صلاة الجمعة مباشرة، حيث تظاهر الآلاف دعماً لفلسطين، وتنديداً بالعدوان على غزة.

وبينما هتف المحتشدون "بالروح بالدم نفديك يا أقصى"، غرد الحساب الرسمي للأزهر على مواقع التواصل الاجتماعي قائلاً: "ليعلم العالم أجمع، بل لتعلم الدنيا كلها، أن كل احتلال إلى زوال، إن آجلًا أم عاجلًا، طال الأمد أم قصر".

ومن قلب ساحة الجامع الأزهر، ارتفع علم فلسطين بين جموع المصلين المتضامنين مع غزة، والذين داسوا علم إسرائيل بأقدامهم. وكانت حركة حماس قد أعلنت النفير العام، يوم الجمعة، تحت مسمى "جمعة طوفان الأقصى".

وجدد الأزهر، في بيان، تحيته لصمود أبناء فلسطين وتشبثهم بأرضهم الغالية، وطالب الحكومات العربية والإسلامية بـ"اتخاذ موقف موحد في وجه الالتفاف الغربي اللاإنساني الداعم للكيان الصهيوني".
وقال الأزهر إن "ما يمارسه الكيان الصهيوني من قتل وتخريب وإرهاب هو وصمة عار يسطرها التاريخ بعبارات الخزي والعار على جبين الصهاينة وداعميهم"، مضيفًا أن "التغطيات الإعلامية الغربية متعصبة ومتحيزة ضد فلسطين وأهلها، وهي أكاذيب تفضح دعاوى الحريات التي يدعي الغرب حمايتها".

 

قنابل الغاز في العراق

وفرّقت قوات الأمن الأردنية بالغاز المسيل للدموع والقوة، اليوم الجمعة، جموعاً من المتظاهرين قرب الحدود الأردنية الفلسطينية في منطقة الأغوار، ومنعت مركبات تقلّ متظاهرين من الوصول إلى منطقة الكرامة في محافظة البلقاء وسط غرب البلاد، في طريقها إلى الحدود، بينما تظاهر آلاف الأردنيين عقب صلاة الجمعة وسط العاصمة عمان إدانة للعدوان الإسرائيلي على غزة.

وأعلنت السلطات الأردنية، في وقت سابق اليوم، إقامة نقاط تفتيش وإغلاقا للطرق المؤدية إلى منطقة الأغوار الوسطى والبحر الميت، عقب دعوات نشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي للتوجه بكثافة نحو الحدود مع دولة الاحتلال دعماً لقطاع غزة الذي يشهد حرب إبادة إسرائيلية.

وجاء هذا الإجراء بعد قرار وزارة الداخلية، أمس الخميس، بمنع أي تجمعات أو تجمهر قرب الحدود الأردنية مع فلسطين المحتلة.