في الوقت الذي يشهد فيه قطاع غزة في السنوات العشر الأخيرة حركة نشطة لتشييد المساجد استجابة للزيادة المطردة في أعداد السكان وحرص الأهالي على الصلاة في المساجد، فضلا عن الحركة النشطة لتعلم وحفظ القرآن التي لم تشهد لها غزة مثيلاً منذ احتلال فلسطين عام 1948، دمرت طائرات الاحتلال الصهيوني، أمس الإثنين، مسجد السوسي في مخيم الشاطئ، غرب مدينة غزة ما أدى إلى استشهاد وإصابة عدد من المواطنين المجاورين ليكون المسجد السابع الذي يدمره الصهاينة.
وفي وقت سابق، من ليلة وفجر الإثنين، قصفت طائرات الاحتلال، مسجدي أحمد ياسين والمسجد الغربي في مخيم الشاطئ، بعدة صواريخ، دون تحذير، ما أدى إلى استشهاد وإصابة عدد من المواطنين.
وقصفت طائرات الاحتلال، مسجد اليرموك في مجمع أنصار، غرب مدينة غزة، ومسجد سعد الأنصار، شمال قطاع غزة.

وبث صحفيون ومصورون مشاهد توثق حجم الدمار الواسع الذي خلفته غارات الاحتلال على المساجد في قطاع غزة. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية إياد البزم -في بيان- إن "الاحتلال يصعد من عدوانه وحربه على شعبنا بشنه مئات الغارات بشكل متلاحق في الساعات الأخيرة على كافة المحافظات".
وأضاف أن "جل الأهداف هي أبراج وعمارات سكنية ومنشآت مدنية وخدماتية والعديد من المساجد".

وفي 5 مايو 2021، أدت مئات الغارات الجوية التي نفذتها مقاتلات حربية إسرائيلية لتدمير 3 مساجد كليا، و40 مسجدا تعرضت لدمار جزئي، إضافة إلى تدمير أصاب كنيسة ومدرسة مسيحية، وذلك بعد قصف واستهداف من آلة الحرب الصهيونية على مدار 11 يوما من القصف الجوي والمدفعي إلى تدمير كلي أو جزئي لبعض المساجد، ولم تسلم المقابر فهدمت 5 مقابر.

وفي أغسطس 2014، تسبب العدوان جيش الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة الذي استمر 51 يوما في تدمير 73 مسجدا بشكل كلي و205 جزئيا وتضررت كنيستان وهدمت أسوار عشرة مقابر ودمرت ست مؤسسات زكاة، بحسب تقرير أعدته لجنة لمتابعة حصر الدمار.
 
وقدرت اللجنة المكونة من مهندسين بالمجلس الاقتصادي الفلسطيني للتنمية والإعمار (بكدار) فرع غزة حجم الخسائر في دور العبادة والمقابر ولجان الزكاة جراء العدوان الصهيوني على قطاع غزة بأكثر من 40.4 مليون دولارن وفي إحصاء أوسع دمرت تل أبيب 110 مساجد خلال حرب العام 2014.
وشمل الدمار حوالي ثلث المساجد في القطاع، في ذلك العام، وكان بين المساجد المدمرة عدة مساجد تاريخية، أهمها المسجد العمري في جباليا الذي يعتبر من أقدم مساجد غزة وأكبرها، فقد بني عام 27 هجرية في عهد عمرو بن العاص وسمي باسمه ويطلق عليه أيضا منارة الظاهر.

وبنيت معظم المساجد في غزة أصلا عن طريق التبرعات، من أفراد ومؤسسات.
وكان استهداف دور العبادة في عدوان 2008-2009 دمر آنذاك بشكل كلي 34 مسجدا وتضرر 55 بشكل جزئي.