د. خالد حمدي

▪استدعاء الذكرى كل عام ليس حبا في الندب والبكاء، ولكن لأن نسيان القضية -أي قضية- خيانة لأصحابها. 
وإنما كان دوام التذكير... لبقائها حية في الضمير.

▪لست قلقا على انتقام الله ممن سفك الدماء، لكنني قلق على آلاف الشباب الذين يذوبون كالملح في دنيا الفتن بلا قضية، ورابعة وثارات شهدائها وجثوم القاتلين على صدر الوطن أعظم قضية لو أحسن المصلحون والآباء توظيفها.

▪مهما غيروا من معالم المكان تبقى ذكراه فيه ويبقى عبقه في نواحيه، فالأماكن بذكراها وإن لم يبق شيء من ذراها.

▪تكفي عشرة أعوام لمحو كل أسباب الفرقة والخصام.

▪أشد ما يؤلمني مراسلة أهل المبتلين من أهل رابعة لي ولغيري أنهم وأولادهم وبناتهم محاربون في لقمة تبقيهم، أو زائر يزورهم، أو خاطب يعف ابنتهم... 
(رابعة والقضية العادلة…رحم بين أهلها فصلوا أرحامكم.)

▪ما لم يستطعه البشير النذير، ألهم الله فعله أبا جندل وأبا بصير!! 
(ليت أعمارنا التي تضيع في الملامة والجدال تضيع في أفكار جديدة من مثل هؤلاء الأبطال.)

▪لو تدبرت وتتبعت لعلمت أن جل الغادرين لأهل رابعة ما بين ميت أو هارب، أو مطرود من وظيفته، أو من وزارته وسطوته، ولم يبق إلا رأسهم الذي أبقاه الله لحكمته، فانتقام الله يسري لكننا من فرط لهونا لا ندري.

▪ليس المؤلم في أحداث رابعة هو غفلة الشعوب والتهائها عن دماء المصلحين، فهذه عادة الشعوب عبر الأزمان، إنما المؤلم ركون أصحاب القضية، وانشغالهم بتفاهات الأمور، مع أن دماء أصحابهم ما زالت تغلي وتفور!! 
(كن على قدر دماء أصحابك، وإلا فاستعد لوقفة الخجلى يوم تلقاهم.)

▪يقول لي أصحابي في مصر:
من بعد رابعة أغلقوا حتى مسام الهواء على المصلحين..
فقلت لهم: وهل هناك ألذ من تلصص المحبين وتسلل نظراتهم من وراء الآلاف والمئين؟!
(لا تحلو الدعوة إلا بمشقة، وألذ ما تكون اللقمة من عناء، وأصحاب الرسالات لا يُغلَبون على حيلة.)

▪الموجع أن ترى المحبوسين بعد رابعة ختموا القرآن، وأخذوا الأسانيد، وألفوا الكتب، واستكمل بعضهم دراسته، بينما الطلقاء يدركون صلاة الجماعة بالكاد!!
(نحن المأسورون وهم الأحرار... فالحرية حرية القلوب والأرواح.)

▪وختاما... الظلم يسير دائما إلى حتفه، لذلك يزهق الباطل دائما كما علمنا القرآن... ولكن إذا أزهق الله الباطل، ماذا تقول لربك حين يسألك:
أين كنت حين استعلائه؟!
إنما كانت المحن لاستنهاض العزائم، واختبار الهمم،  ثم يرفعها الله، والناس أثناءها على ضربين: صادق وكاذب... فانظر أيهما أنت قبل أن تنجلي، وأدرك نفسك.