أوضحت صحيفة "الجارديان"، أنه مع انحسار درجات الحرارة الشديدة، تنعكس إيطاليا واليونان والبرتغال وإسبانيا والجزائر على الأرواح المفقودة والأضرار البيئية وتكاليف سبل العيش.
وقالت في تقرير كتبه "لورينزو توندو": "بعد أكثر من أسبوع من حرائق الغابات العنيفة، يحسب جنوب أوروبا مرة أخرى التكاليف الباهظة لسبل العيش؛ حيث تنحسر الحرارة الشديدة وتنخفض درجات الحرارة بما يصل إلى 10 درجات مئوية".
وتابعت: "وفي إيطاليا، لقي ما لا يقل عن ثمانية أشخاص مصرعهم حيث تسبب حادثان مناخيان شديدان في تقسيم البلاد مع حرائق الغابات في الجنوب والعواصف العنيفة في الشمال. وأفادت الأنباء أن امرأة تبلغ من العمر 88 عامًا توفيت يوم الثلاثاء في سان مارتينو ديلي سكيل، بعد أن أدى الاضطراب الناجم عن الحرائق إلى منع خدمات الطوارئ من الوصول إليها في الوقت المناسب". وعثر بعد ظهر أول أمس على جثتي شخصين يبلغان من العمر نحو 75 و 77 عامًا في منزل أصابته حرائق غابات في سينيسي قرب مطار عاصمة صقلية.
وقال رجال الإطفاء الإيطاليون، إنهم تعاملوا مع ما يقرب من 1400 حريق بين الأحد والثلاثاء، بما في ذلك 650 في صقلية و 390 في كالابريا، منطقة البر الرئيسي الجنوبي حيث قُتل رجل طريح الفراش يبلغ من العمر 98 عامًا عندما اندلعت النيران في منزله.
ووفقًا لتقدير أولي أجرته وكالة الحماية المدنية الإقليمية، تسببت الحرائق التي دمرت صقلية في الأيام الأخيرة في أضرار تزيد عن 60 مليون يورو. وبلغت الأضرار التي لحقت بالزراعة بسبب الحرائق وموجة الحر الشديدة حوالي 200 مليون يورو، كما حددتها مفتشيات الزراعة الإقليمية.
وتتجه الحرارة اتجاه تصاعدي منذ عام 1940؛ حيث يدور المتوسط ​​حول 15.5 درجة مئوية من عام 1940 إلى عام 1970 قبل أن يرتفع بشكل حاد أكثر من 16 درجة مئوية في الثمانينيات و 16.5 درجة مئوية إلى أعلى نقطة له على الإطلاق في عام 2023
وتابعت: "وفي الأسبوع الماضي، احترق أكثر من 86500 فدانًا من الغابات والأراضي الأخرى في اليونان، حسبما ذكر الصندوق العالمي للطبيعة، حيث قامت السلطات بإجلاء أكثر من 20 ألف شخص من المنازل والمنتجعات في جنوب جزيرة روديس".
ولقي اثنان من طياري مكافحة الحرائق مصرعهما عندما تحطمت طائرتهما بالقنابل المائية على منحدر تل بالقرب من بلدة كاريستوس بجزيرة إيفيا شرقي أثينا. كما تم العثور على جثة مزارع يبلغ من العمر 41 عامًا، فقد منذ يوم الأحد، في كوخ في منطقة نائية.
وعادة ما يقرب من 3 آلاف سائح إلى بلادهم بالطائرة حتى يوم الثلاثاء، وفقًا للأرقام الصادرة عن وزارة النقل. 
وأشارت "الجارديان" إلى أن اليونان تعتمد أكثر من أي بلد متوسطي آخر على السياحة الصيفية، ولكن الخسائر لا تحصى. وفي مقابلة مع بي بي سي يوم الاثنين، حثت وزيرة السياحة "أولجا كيفالوجياني" الزائرين على التزام الهدوء ومواصلة عطلاتهم في روديس، بينما قال نائب رئيس اتحاد السياحة اليوناني "باناجيوتيس توكوزيس" في يأس: "إنها تمطر إلغاء الرحلات".
ويخشى منظمو الرحلات السياحية اليونانية، أن تكون الحرائق قد أضرت بصورة اليونان كملاذ سياحي. وصف المسؤولون الخروج الجماعي الأخير للأشخاص من منازلهم والسياح من الفنادق والمنتجعات بأنه أكبر عملية إجلاء للبلاد في التاريخ الحديث.
من المتوقع أن تنخفض درجات الحرارة يوم الخميس، لكن الرياح شبه العاصفة قد تعقد جهود إخماد الحرائق التي وصلت إلى ضواحي أثينا، مما يعطل حركة المرور على الطرق السريعة وخدمات السكة الحديد. 
في غضون ذلك، قالت هيئة الإذاعة والتلفزيون الحكومية، إن دوي انفجارات سمعت في مصنع للذخيرة في نيا أنشيالوس بوسط اليونان.
ودفع انتشار حرائق الغابات بسرعة في وسط جزيرة كناريا الكبرى الإسبانية السلطات إلى إجلاء عدة مئات من القرويين وإغلاق ثلاثة طرق ونشر طائرات هليكوبتر لمكافحة الحرائق. وقال رئيس مجلس الجزيرة "أنطونيو موراليس"، إن النيران التهمت حتى الآن حوالي 495 فدان من الغابات.
وفي البرتغال، التي تعاني من جفاف واسع النطاق يؤثر على 90٪ من البلاد، سارع المئات من رجال الإطفاء 
وأردفت "الجارديان": "وأحصت الجزائر في الشمال الشرقي الذي دمرته النيران، يوم الخميس، تكلفة الحرائق التي أودت بحياة 34 شخصا ودمرت منازل وقلصت مساحات الغابات الشاسعة إلى أراض قاحلة محترقة. واندلعت حرائق الغابات لعدة أيام، خاصة عبر الغابات الجبلية في منطقة القبائل على ساحل البحر الأبيض المتوسط ​​، وأثارت حرائقها الرياح خلال حرارة الصيف الحارقة".
وقال وزير الداخلية الجزائري "إبراهيم مراد"، إن السلطات المحلية تلقت تعليمات لتقييم الأضرار والخسائر و "التعرف على الضحايا لتعويضهم في أسرع وقت ممكن".

https://www.theguardian.com/world/2023/jul/27/southern-europe-north-africa-count-heavy-cost-wildfires