ما تزال محاولة الانقلاب التي نفذها جنود من الحرس الجمهوري في النيجر جارية منذ احتجاز للرئيس محمد بازوم وزوجته على يد الحرس الرئاسي، وسط رفض عالمي وتنديد إفريقي وأوروبي واسع. 

وقالت رئاسة النيجر إن الحرس الرئاسي بدأ "حركة مناهضة للجمهورية عبثا"، مؤكدة أن الرئيس وأسرته بخير، وأضافت أن الجيش لم يدعم الحرس الرئاسي، وأنه مستعد لمهاجمته "إذا لم يعد لرشده".

وفي تصريحات صحفية، قال محمد سيدي حبيب الله، عضو وحدة الاتصال الإعلامية في رئاسة النيجر، إن الجيش قد يتدخل في الساعات المقبلة لحسم الأوضاع في العاصمة.

حيث أعرب البيت الأبيض عن قلقه إزاء التطورات في النيجر، ودعا أمين عام الأمم المتحدة "جوتيريش" في بيان كل الأطراف في النيجر إلى ضبط النفس ويرفض أي محاولة لتولي الحكم بالقوة، كما دانت باريس أي محاولة لتولي الحكم بالقوة في النيجر. 

 

أسباب مجهولة

وفيما لم يتضح سبب سلوك الحرس الرئاسي، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر مقرب من رئيس النيجر -تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته- أن ما وقع "تعبير عن الاستياء من جانب الحرس الرئاسي، لكن المحادثات جارية مع الرئيس"، وأضاف المصدر أن "الرئيس بخير"، وأنه "سليم وبصحة جيدة، ومع عائلته في المقر".

ونقلت وكالة الأناضول عن رئاسة النيجر أن قائد الحرس الرئاسي الجنرال عمر تشياني -الذي يتولى منصبه منذ 10 سنوات- يقف وراء احتجاز الرئيس بازوم.

وتأتي هذه المستجدات تزامنا مع حديث عن اعتزام الرئيس بازوم مؤخرا إقالة تشياني من منصبه.

 

إفريقيا ترفض

وتعليقا على ما يجري في نيامي، قال رئيس نيجيريا بولا تينوبو إن قادة مجموعة الإيكواس لن يقبلوا أي حركة تعيق شرعية السلطة وعملها في أي جزء من غرب أفريقيا.

وأكد تينوبو، وهو أيضا رئيس هيئة رؤساء دول وحكومات المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) أنه على تشاور مع قادة غرب أفريقيا بشأن النيجر، وقال "سنحمي ديمقراطيتنا التي عملنا بجهد لاستحقاقها".

كما أدانت مجموعة "إيكواس" بأشد العبارات محاولة الانقلاب في النيجر، وقالت في بيان "ندعو المتآمرين وراء الانقلاب إلى إطلاق سراح الرئيس المنتخب ديمقراطيا بشكل فوري ودون شروط".

وحمّلت المجموعة "الضالعين في محاولة الانقلاب المسؤولية عن سلامة الرئيس وأسرته وأعضاء الحكومة".

من جهته، قال رئيس المفوضية الأفريقية موسى فكي إن الاتحاد الأفريقي "يدين بشدة توجه بعض الجنود لزعزعة المؤسسات الديمقراطية في النيجر"، واعتبر أن ما يجري "خيانة للواجب الجمهوري"، وحث الجنود على "التوقف فورا عن هذا التصرف غير المقبول"، ودعا المجتمع الدولي إلى "إعادة الجنود فورا ودون شروط إلى ثكناتهم".

 

أوروبا تندد
ومن جانبه، قال جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي اليوم إن الاتحاد "قلق للغاية" إزاء الأحداث الجارية في النيجر، وذلك بعد ورود تقارير عن محاولة انقلاب هناك.

وأعرب بوريل في رسالة عبر منصة تويتر -التي باتت تحمل علامة إكس "X"- عن "قلقه الكبير حيال الأحداث التي تجري في نيامي"، مؤكدا أن الاتحاد الأوروبي ينضم إلى مجموعة إيكواس في تنديدها بما يحدث.

وفي برلين، أعلنت وزارة الخارجية الألمانية أن الوضع في دولة النيجر لا يزال غير واضح، وذلك بعد تقارير تحدثت عن وقوع انقلاب عسكري.

وقالت متحدثة باسم الخارجية الألمانية، اليوم الأربعاء، إن "الوضع هناك، كما أبلغني الزملاء، لا يزال غير واضح تماما. ونحن على تواصل مع سفارتنا هناك، ومع الشركاء الدوليين، وسنتخذ تدابير مناسبة بطبيعة الحال، إذا تطلب الأمر ذلك".

وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية إن من السابق لأوانه الحكم على الوضع هناك، لافتا إلى أن الجنود الألمان "آمنون في الوقت الحالي".

ويحتفظ الجيش الألماني بقاعدة نقل جوي في العاصمة نيامي لدعم المهام العسكرية في غرب أفريقيا، وتحظى هذه القاعدة بأهمية بالنسبة لعملية سحب القوات الألمانية الجارية من مالي المجاورة.


أول رئيس عربي للنيجر

وانتخب محمد بازوم في عام 2021 ليكون أول رئيس عربي للنيجر، ويعد حليفا مقربا لفرنسا.

وقبيل تنصيبه في 2 أبريل 2021، أوقفت السلطات عسكريين بتهمة التحضير لمحاولة انقلابية ضد رئيس البلاد.

وتعد النيجر من أكثر دول العالم التي شهدت انقلابات في تاريخها المعاصر، إذ سجلت 4 انقلابات منذ استقلالها عن فرنسا في عام 1960، فضلا عن العديد من محاولات الانقلاب الفاشلة.

وكان آخر انقلاب في الدولة الأفريقية قد حدث في فبراير 2010، وأطاح بالرئيس مامادو تانجا.