أكَّد المهندس مدحت الحداد - عضو مجلس الشورى العام لجماعة الإخوان المسلمين - أنَّ الجيش التركي وكذلك الشرطة التركية لم يشاركا بشكل كامل في محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت في تركيا، مساء الخامس عشر من يوليو 2016 م، وإنّما هي قطاعات رتَّبت مع جماعة فتح الله جولن، والتي كان لها أذرع في أماكن مختلفة داخل أجهزة الدولة.
وأضاف الحداد - في تصريح خاص لموقع نافذة مصر- إن وزير الدفاع التركي ورئيس الأركان وقادة الأفرع ، وأغلب قطاعات الشرطة كانت جميعًا رافضة للانقلاب ومؤيدة للمسار الديمقراطي الذي يمثله الرئيس أردوغان، وقد انضم كل هؤلاء إلى حركة الشعب التركي الذي هبَّ لإنقاذ الوطن من انقلاب جديد في بلد ديمقراطي مثل تركيا.
وقال الحداد: إن ما حدث في تركيا كان مختلفًا تمامًا عمَّا حدث مع الرئيس الشهيد محمد مرسي الذي انقلب عليه قائد الجيش، وكافة قيادات المجلس العسكري، كما شارك في الانقلاب وزير الداخلية ومعه كافة قطاعات الشرطة.
وحول مشاعر المصريين الذين خرجوا من مصر رفضًا للانقلاب العسكري في هذه الليلة العصيبة، أكَّد الحداد أنها بالفعل كانت لحظات صعبة للغاية علينا كمصريين رافضين للانقلاب، وكذلك على الشعب التركي الذي فوجئ بالحدث، ولم يكن يصدق أنَّ تركيا يمكن أن يحدث فيها انقلاب بعد أن اختارت المسار الديمقراطي بكل قوة.
وقال الحداد: إنه في تلك الساعات أثيرت إشاعات كثيرة عن هرب الرئيس أردوغان إلى ألمانيا أو روسيا، ولكنّي عندما سمعت هذا الكلام ورغم الظروف التي تحيط بالحدث إلا أنني لم أصدق، وقلت: إن هذا الرجل لا يمكن بحال من الأحوال أن يترك شعبه في هذه اللحظات العصيبة، ولكنه في أسوأ الحالات سيواجه مصيره واقفًا وثابتًا.
وبدأ الحداد يسرد وقائع الحدث كما شعر به المصريون في ليلتها فقال: إن الانقلاب بدأ في الساعة التاسعة والنصف مساءً وتفاءلنا بزواله بعد الساعة 12:30 مساءً من نفس اليوم، وبَدت بوادر هزيمته بشكل حقيقي في الساعة الواحدة والنصف صباحًا.
واستطرد الحداد: عند منتصف الليل تقريبًا فوجئنا بالإعلان عن ظهور الرئيس خلال نصف ساعة؛ ليوجّه رسالة إلي الشعب، وكان حديثه واضح المعالم تمامًا، فهو يطلب من شعبه أن ينزل إلى الشوارع،  وكانت استجابة الشعب سريعة حيث نزل بكل طوائفه ومكوناته إلى الشارع مباشرة.
ويضيف الحداد: ما إن وصلنا إلى الساعة الواحدة والنصف أوالثانية ليلًا حتى  كانت الشوارع تضج بالناس، وسمعنا النداءات تَصدر من المساجد؛ تدعو الناس إلى النزول، وتثبتهم وتطمئنهم بأصوات التكبير، وتَحرَّك الناس نحو مطار أتاتورك لاستقبال الرئيس، وتجمعوا حول الدَّبابات التي لم تكن تدرك حجم الحشد الجماهيري، وأصبح من المستحيل أن تكون هناك مواجهة في هذا المكان من الجنود مع جموع الشعب الذين اعتلوا الدبابات، ونزعوا منهم السلاح وتم القبض عليهم واعتقالهم.
وفي ختام حديثه أكًّد الحداد أن الشعب التركي تعرَّض لأربعة انقلابات سابقة، حصد فيها المرارة والألم، ولذلك بمجرد أن سمع عن وجود انقلاب حتى انتفض وقدَّم تضحيات غالية في هذه الليلة، وتَمكَّن - بحول الله - من إفشال هذا الانقلاب.