سقط 11 قتيلاً جراء القتال بين الجيش السوداني و"الدعم السريع" في مدينة نيالا بجنوب دارفور، اليوم.

وتجددت المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، الأحد، بـ"تحليق مكثف لطيران الجيش السوداني فوق العاصمة، الخرطوم، وسماع أصوات المضادات الأرضية التابعة لقوات الدعم السريع".

وأكد شهود عيان حدوث "قصف جوي على مناطق جنوب الخرطوم وغرب أم درمان واشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع في الرياض وبري".

وهزت طلعات الطيران الحربي ودوي الأسلحة الرشاشة المنازل مجددا في الخرطوم حيث ينزوي المدنيون داخل منازلهم خوفا من القصف، بحسب ما قال سكان لفرانس برس.

ووفق الأمم المتحدة، غادر مليون ونصف المليون سوداني العاصمة، منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل الماضي، بين الجيش بقيادة، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع، التي يقودها محمد حمدان دقلو (حميدتي).

أما ملايين السودانيين الآخرين الذين بقوا في العاصمة فيعيشون بلا كهرباء منذ الخميس، بحسب ما أكد عدد منهم لوكالة فرانس برس.

ومنذ أكثر من شهرين يعيش سكان الخرطوم بلا كهرباء ولا ماء لفترات طويلة، إذ أن التغذية بالتيار الكهربائي وكذلك بمياه الشرب لا تصلهم سوى بضع ساعات أسبوعيا فقط في ظل ارتفاع درجة الحرارة في هذا الوقت من العام.

وفي نيالا بجنوب دارفور، يقول سكان إنهم يعيشون وسط المعارك.

وقال طبيب في مستشفى المدينة طالبا عدم نشر اسمه إن "مدنيين يقتلون وجرحى يصلون إلى المستشفى".

وفي الخرطوم، كما في دارفور، صار ثلثا المستشفيات خارج الخدمة، والمنشآت الطبية التي لا تزال تعمل تعاني من نقص حاد في مخزون الأدوية ومن انقطاع الكهرباء لفترات طويلة بسبب نقص الوقود اللازم لتشغيل المولدات.

ويتسع نطاق الحرب السودانية المستمرة منذ شهرين في أنحاء البلاد مع نشوب اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع في عدة مناطق، الجمعة، وفقا لرويترز.

وتردد دوي الضربات الجوية ونيران الصواريخ المضادة للطائرات خلال الليل في أم درمان والخرطوم. لكن القتال اشتد أيضا خلال الأيام القليلة الماضية في مدن إلى الغرب من العاصمة في منطقتي دارفور وكردفان الهشتين.

وفي مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، انهارت هدنة هشة مع وقوع اشتباكات بين القوتين في مناطق سكنية.

وفي الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان ومركز النقل بين الخرطوم ودارفور، اشتبكت قوات الدعم السريع مع شرطة الاحتياط المركزية المدججة بالسلاح. وتتمتع قوات الدعم السريع بوجود كبير في المدينة.

وقال سكان ومراقبون لحقوق الإنسان لرويترز إن أشد المعارك وقعت في غرب دارفور حيث دمرت ميليشيات تدعمها قوات الدعم السريع مناطق من المدينة ودفعت السكان إلى نزوح جماعي عنها. وكانت مدينة الجنينة في ولاية غرب دارفور هي الأكثر تضررا من هجمات الميليشيات المتكررة.

وقالت الولايات المتحدة، الخميس، إنها علقت المحادثات التي كانت حتى الآن منصة الحوار الوحيدة بين الجانبين، رغم أنها لم تسفر إلا عن اتفاقات هدنة قصيرة الأجل لأهداف إنسانية لم يلتزم بها الطرفان في أغلب الأحيان.

وفي الأيام القليلة الماضية، اشتد القتال أيضا بين الجيش وقوات الدعم السريع في مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور وواحدة من أكبر مدن السودان. واستمرت الاشتباكات، الجمعة، في جنوب نيالا وأفاد أحد السكان بوقوع قتلى من المدنيين لكنه لم يذكر مزيدا من التفاصيل.

ويوجد احتمال ظهور جبهة جديدة للقتال في جنوب كردفان، حيث تسيطر الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال على بعض المناطق. وكان الجيش قد اتهم الحركة في وقت سابق من الأسبوع بانتهاك اتفاق هدنة قائم منذ فترة طويلة.

وتسبب القتال في مقتل وجرح الآلاف، ونزوح أكثر من 2.5 مليون شخص فر مئات الآلاف منهم عبر الحدود إلى دول منها تشاد ومصر.

كما أدى إلى أزمة إنسانية إذ تواجه المنظمات غير الحكومية صعوبات لتوفير المساعدات الطبية والغذائية التي تشتد الحاجة إليها.

وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن الطرفين يعرقلان عملياتها.

وأضافت في بيان "صودرت إمدادات المنظمة بينما نهبت المجموعات المسلحة منشآتنا وضربت وعنفت موظفينا".