أشارت صحيفة "ديلي صباح" التركية، إلى أن النقاد الغربيون يقومون بتبييض تحالف المعارضة لأنهم لا يهتمون بمخاوف الشعب التركي، بل يركزون فقط على مصالحهم.
وأوضحت في تحليل كتبه "إبراهيم قرقاش"، أن أخبار تركيا في وسائل الإعلام الأجنبية توحي للقارئ بأن الشعب التركي يتعرض لضغوط من نظام استبدادي ينتهك حقوق الإنسان ويسجن المعارضين. ونظرًا لأنه من الصعب على الأجانب إثبات الحقيقة، تُرى الأخبار المتحيزة وغير الصحيحة وكأنها حقائق. وتهدف هذه الحملة المتعمدة إلى تغيير تصورات الناس عن تركيا والحكام الأتراك.
الواقع ليس مختلفًا تمامًا فحسب، بل بعيدًا عن الواقع أيضًا. 
وسردت "ديلي صباح" بعض الحقائق التي على الجمهور الأجنبي وضعها في الاعتبار. 

حقائق مهمة 
أولًا، انتخابات تركيا حرة ونزيهة؛ حيث يمكن لجميع الأحزاب أن يكون لها مراقبون بجوار كل صندوق اقتراع حتى لا يتدخل أحد في العملية الانتخابية. قد تكون هناك بالفعل محاولات لتزوير الانتخابات، لكنها تفشل بشكل عام. كما أن إهمال الأطراف هو السبب الأساسي للخلافات المحتملة. على سبيل المثال، نسي أكبر حزب معارض، حزب الشعب الجمهوري، إرسال قائمة مراقبيه في إحدى المقاطعات الصغيرة في غرب تركيا. ومع ذلك، فإن سلوكهم غير المسؤول لن يكون مصدر قلق لأن مراقبي شركائهم في التحالف وضباط الشرطة وموظفي المجلس الأعلى للانتخابات سيضمنون الأمن أثناء الانتخابات.
ثانيًا، الادعاء بأن انتصار المعارضة سيعيد الديمقراطية أمر لا أساس له من الصحة، بل إنه سخيف. وكما ذكر أعلاه، بما أن الانتخابات حرة ونزيهة، فإن النظام الديمقراطي موجود بالفعل. وحتى أحزاب المعارضة بشكل عام تعترف بالشفافية.
ولفتت الصحيفة إلى أن المعارضة التركية لا تحب الديمقراطية لأن الناس بالكاد يمنحونها السلطة بسبب مواقفهم المتغطرسة تجاه الناس. ومنذ أن تحولت تركيا إلى الديمقراطية في أواخر الأربعينيات من القرن الماضي، لم يتمكن حزب الشعب الجمهوري، حزب المعارضة الرئيسي الذي يترشح مرشحه للرئاسة، من حكم البلاد لأكثر من خمس سنوات في المجمل؛ حيث يمثلون مجتمعًا علمانيًا نخبويًا ينأى بنفسه عن نفسه من الجماهير العادية. وبما أن الديمقراطية هي نظام كمي وليس نوعي، فإن المعارضة التركية بالكاد تستطيع الفوز في الانتخابات، وحتى لو فازت، لا يمكنها الاحتفاظ بالسلطة لفترة طويلة. 

الغرب يدعم كيليجدار أوغلو
ثالثًا، يشيد الإعلام الغربي أيضًا بمرشح تحالف المعارضة ورئيس حزب الشعب الجمهوري "كمال كيليجدار أوغلو" ولا يتردد في الكشف عن دعمه له؛ حيث يسميه المنقذ المتواضع الديمقراطي. ومع ذلك، عندما ننظر إلى الديمقراطية داخل الحزب، يمكننا أن نرى أن "كيليجدار أوغلو" يعين فقط أصدقائه في مناصب أعلى، بما في ذلك المقاعد البرلمانية. كما ألمح "كيليجدار أوغلو" إلى إنشاء اتحاد إقليمي يتألف من إيران وسوريا والعراق ولبنان، وكلها تحت سيطرة الأنظمة الشيعية. 
إلى جانب ذلك، بحسب "ديلي صباح"، يقول "كيليجدار أوغلو" إنه سيتعاون مع "بشار الأسد" في سوريا ويجبر المهاجرين السوريين على العودة إلى ديارهم، حيث سيتعرضون للتعذيب أو القتل. وغني عن القول أن مثل هذه السياسة ستضر بأوروبا، حيث سيتوجه المهاجرون إلى القارة بدلاً من سوريا.
علاوة على ذلك، يتعاون مع جماعة غولن الإرهابية والحزب الديمقراطي الشعبي المؤيد لحزب العمال الكردستاني في الانتخابات. وهاتين الجماعتين تهددان أمن الدولة بشكل علني ولا يحبهما 90٪ من الجماهير التركية. في حالة فوز "كيليجدار أوغلو"، ستكون هذه الجماعات بالتأكيد أكثر نشاطًا في البلاد، مما يستفز الجيش للتدخل المحتمل. لذلك، فإن ما ينتظر تركيا ليس بيئة حرة وديمقراطية، بل قمع أنصار الحكومة الحالية.
وختمت "ديلي صباح" قائلة: "هذه ليست حجة مبالغ فيها لأن هذا هو الحال في جميع دول الشرق الأوسط تقريبًا حيث توجد أنظمة استبدادية وعلمانية وموالية للغرب في السلطة. على سبيل المثال، لم نشهد معارضة غربية تطيح بالحكومات في مصر أو تونس ولا تمارس ضغوطًا على الطغاة. حتى أننا رأينا مراقبين أجانب للانتخابات يرقصون خلال يوم الانتخابات في مصر رغم أن التزوير كان مطلقًا وأدى إلى فوز "عبد الفتاح السيسي" بنسبة 97٪.
وتابعت: "في الواقع، النقاد الغربيون يعرفون من هم في تركيا، لكنهم ما زالوا يبيضون المعارضة التركية لأنهم لا يهتمون بمخاوف الشعب التركي بل بمصالحهم. ومع ذلك، تظهر الدورة أنهم قد ينتظرون خمس سنوات أخرى على الأقل ليشهدوا انتصار المعارضة".

https://www.dailysabah.com/opinion/op-ed/how-western-media-misleads-readers-on-turkish-elections