امتدت شرارة الصراع المندلع منذ أسبوعين بين قوات الجيش السوداني والدعم السريع في الخرطوم، إلى إقليم دارفور الذي عاش سنوات دموية من الحرب الأهلية، لاسيما في مدن نيالا والجنينة والفاشر.

قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن عشرات الآلاف من اللاجئين من جنوب السودان وإثيوبيا وإريتريا، الذين كانوا يعيشون في السودان، فروا من القتال بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في منطقة الخرطوم.

وحذرت المفوضية السامية لحقوق الإنسان من أن تصاعد العنف في غرب دارفور يشكل "خطراً حقيقياً"، حيث أدت الأعمال العدائية بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية إلى أعمال عنف قبلية.

وقالت المتحدثة باسم مفوضية حقوق الإنسان رافينا شمداساني إنه تم الإبلاغ عن "اشتباكات عرقية مميتة" في الجنينة بغرب دارفور مما أدى إلى مقتل نحو 96 شخصاً منذ 24 أبريل.

وأفاد شهود عيان باستمرار القتال منذ أيام، ومواصلة عمليات السرقة والنهب لسوق الجنينة غرب دارفور، فضلاً عن مستودعات للمنظمات الإنسانية.

كما أكدوا أن حركة نزوح كبيرة تجري حالياً من الإقليم الواقع في أقصى الغرب السوداني، لاسيما من منطقة الميناء البري، باتجاه تشاد.

فيما نشرت ولاية جنوب دار فور المئات من عناصر الشرطة لتأمين الأسواق ومدينة نيالا.

وكان 74 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم يومي الاثنين والثلاثاء في معارك مدينة الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور على ما جاء في حصيلة مؤقتة أصدرتها نقابة الأطباء السودانية فيما القتال مستمر.

إلا أنها أوضحت أنه لا يوجد بعد حصر لوفيات الأربعاء والخميس والجمعة مع تواصل المعارك العنيفة.

وفقاً لأحدث الإحصاءات الصادرة عن وزارة الصحة السودانية، ارتفع العدد الإجمالي للقتلى جراء النزاع إلى 512 شخصاً على الأقل، علماً بأن هذه التقديرات قد تكون متحفظة للغاية بحسب مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.

وقالت السيدة شمداساني إنه في حين أن وقف إطلاق النار الهش أدى إلى تهدئة القتال في بعض المناطق، مما سمح للبعض بالفرار من منازلهم بحثاً عن الأمان، إلا أن انتهاكات حقوق الإنسان ضد النازحين منتشرة، بما في ذلك الابتزاز.

وقد تلقت مفوضية اللاجئين تقارير عن فرار حوالي 33 ألف لاجئ من الخرطوم إلى مخيمات اللاجئين في ولاية النيل الأبيض، وألفين آخرين إلى المخيمات في القضارف وخمسة آلاف شخص إلى كسلا، منذ بداية الأزمة قبل أسبوعين.

كما فر آلاف الأشخاص من البلاد، بما في ذلك العديد من المواطنين السودانيين النازحين داخلياً واللاجئين الذين يعيشون في السودان.

وقال المتحدث باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ماثيو سالتمارش إن الوكالة الأممية سجلت في تشاد حوالي خمسة آلاف شخص وصلوا حتى الآن بالتعاون مع الحكومة، وأن ما لا يقل عن 20 ألف شخص عبروا الحدود.

كما عبر حوالي عشرة آلاف شخص إلى جنوب السودان، فيما لا يُعرف عدد الوافدين إلى مصر وجمهورية أفريقيا الوسطى وإثيوبيا، نظراً للسرعة التي يتطور بها الوضع وحجم البلاد.

في غضون ذلك، أفادت منظمة الصحة العالمية بأن أكثر من 60 في المائة من المرافق الصحية في الخرطوم مغلقة وأن 16 في المائة فقط تعمل كالمعتاد.

وقال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية كريستيان ليندماير لوسائل الإعلام في جنيف إن المنظمة تحققت من 25 هجوماً على الرعاية الصحية منذ بدء القتال، مما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص وإصابة 18 آخرين.

وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) قد حذرت في وقت سابق من أن العنف المستمر قد أدى إلى تعطيل "الرعاية الحرجة المنقذة للحياة" لحوالي 50 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد.