توقفت محركات الحفارات والجرافات عن الهدير، فجأة، في مشروع الخط الرابع لمترو الأنفاق بشارع الهرم في محافظة الجيزة، لتمتد أذرع الروافع نحو السماء بانتظار الفرج، ويسود الشارع الشهير صمت يشبه صمت أيام الحظر خلال انتشار جائحة فيروس كورونا.

 

ومع القلق الذي سببه بدء العمل في المشروع قبل شهور، نتيجة إغلاق كلي وجزئي للشوارع، فضلاً عن الإزعاج، إذ تهدر المحركات بأصواتها المرتفعة وأصوات التنبيهات الصادرة عنها حتى في منتصف الليل، إلا أن ذلك القلق تضاعف مع انتشار مشاهد توقف الجرافات والحفارات والروافع، فهذا يعني أنّ "يتمدد الزمن المخصص لإنجاز المشروع لأكثر من أربع سنوات كما كان مقرراً، بما يعني كذلك استمرار تلك المعاناة المرورية لسنوات إضافية.

 

 ويخترق الخط الرابع للمترو شارع الهرم، وصولاً إلى مدينة السادس من أكتوبر.

 

وأقر مصدر مسؤول في إحدى شركات المقاولات العاملة في المشروع، رفض ذكر اسمه، بـ"تجميد العمل فعلا بالمشروع"، مؤكداً في تصريحات صحفية أن السبب المباشر هو ارتفاع أسعار مستلزمات ومواد العمل، فـ"سعر طن الحديد يقترب من ثلاثين ألف جنيه (ألف دولار تقريباً)، فيما اقترب سعر طن الأسمنت من ألفي جنيه، بينما بنيت دراسات الجدوى على ثلثي هذه الأرقام".

 

لكنّ المصدر قال: "لا يعني هذا التوقف تجميد العمل في المشروع، فكل العمال والفنيين في مواقعهم بانتظار إشارة البدء، ريثما نتفاهم مع الحكومة على أسعار جديدة للتنفيذ، دراسات الجدوى كانت مبنية على أساس سعر أقل مما هو عليه الآن بكثير، ليس ذنبنا أن الحكومة اتخذت قراراً مفاجئا بالتعويم (تحرير سعر الصرف)، ما ضاعف كلفة التنفيذ وجعل من استمرارنا في العمل خسارة مؤكدة".