تزايدت حدة ووتيرة اقتحامات المتطرفين اليهود للمسجد الأقصى، لتبلغ 250 اقتحامًا نفّذها 48 ألفًا و238 متطرفًا في 2022.

 

1000 اعتقال لمرابطي الأقصى

ومن جهته، قال المختص في شؤون القدس، زكريا نجيب: إن المستوطنين نفذوا أكثر من 250 اقتحامًا للمسجد الأقصى المبارك في عام 2022، في عام مليء بالأحداث المأساوية على المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس.

وأشار نجيب - في تصريحات صحفية نقلتها حرية نيوز - إلى أن الاحتلال الإسرائيلي نفذ أكثر من 1000 عملية اعتقال بحق المرابطين والمقدسيين في القدس، ويواصل الاحتلال اعتداءاته على المرابطين والمقدسيين داخل المسجد الأقصى ومدينة القدس.

وأوضح أن الاحتلال يسعى لكيّ وعي المقدسيين في الضفة ومدينة القدس المحتلتين، ويستهدف المناهج الفلسطينية عبر أسرلة التعليم في مدينة القدس، وفقًا لـ" المركز الفلسطيني للإعلام".

وأشار نجيب إلى أن المرابطين والمقدسيين داخل المسجد الأقصى أفشلوا مخططات الاحتلال ومستوطنيه بحق المسجد، داعيا جميع أبناء شعبنا للنفير وشدّ الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك.

الأعنف والأسوأ للفلسطينيين

ووصف المدير العام لدائرة الأوقاف الإسلامية وشؤون المسجد الأقصى المبارك الشيخ عزام الخطيب عام 2022 بأنه الأعنف والأسوأ للفلسطينيين، مؤكدًا أن حدة ووتيرة الاقتحامات تزايدت خلال هذا العام ليصل مجموع المتطرفين اليهود المقتحمين من جهة باب المغاربة للمسجد الأقصى المبارك إلى 48 ألفًا و238 متطرفًا"، وفقًا لـ"الجزيرة".

وأوضح الخطيب أن الانتهاكات التي ترتكبها سلطات الاحتلال بحق المسجد الأقصى المبارك لم تتوقف عند حد عسكرة الساحات وتحويل المسجد إلى ثكنة عسكرية، بل تجاوز ذلك لصلوات وانبطاحات وأداء لطقوس تلمودية علنية وأناشيد وغناء ورقص داخل الباحات، إضافة لرفع الأعلام الإسرائيلية داخل باحات المسجد الأقصى في مناسبات وأعياد يهودية خلال هذا العام.

 

اقتحامات 2022 هي الأعتى منذ 1967

ويمكن تلخيص العدوان على المسجد الأقصى في العام الأخير - الذي وصفه الباحث في شؤون القدس، زياد ابحيص، بالأعتى منذ عام 1967- في 3 اتجاهات مركزية:

الأول: الاقتحامات الكبرى وتطوير عدوان شرطة الاحتلال لتفريغ الأقصى.

الثاني: فرض الطقوس التوراتية، في توجه علني غير مسبوق للتأسيس المعنوي للهيكل، وتكريس الأقصى باعتباره مركزًا دينيًا يهوديًا.

الثالث: التراجع المستمر في دور الأوقاف الأردنية باعتبارها تشكل الإدارة الإسلامية للمسجد الأقصى.

 

الاقتحامات في 2023 ستكون أكثر دموية

ومن وجهة نظر ابحيص، فإن الاقتحامات عام 2023 ستكون أكثر دموية، لأنها ستتعلق بأحداث يهودية كبرى، ومن ذلك:

الاقتحامات الكبرى

تصعيد الاقتحامات الكبرى والتوسع في الطقوس التوراتية في الأقصى مع تكرار تزامن التقويمين العبري والهجري في عيد الفصح الذي سيحل في الأسبوع الثالث من شهر رمضان المقبل (مارس القادم).

 

معركة العلم

يضاف إلى ذلك تجدد معركة العلم الفلسطيني في مواجهة مسيرة الأعلام الإسرائيلية خلال مايو المقبل، خاصة أن هذه المواجهة ستصادف يوم جمعة، كما ستتجدد محاولة تسجيل رقم قياسي لأكبر اقتحام في ذكرى "خراب الهيكل" في يوليو 2023.

 

بن غفير كلمة السر

تصعيد عدوان شرطة الاحتلال ومحاولة تغيير الوضع القائم، خاصة أن إيتمار بن غفير يتجه لأن يكون الوزير الذي يتولى المسؤولية عن قواعد الدخول إلى الأقصى، وهو العضو الفاعل في جماعات الهيكل المتطرفة والمساهم في تأسيس واحدة من أكثرها تطرفًا، وهي جماعة لاهافا وتعني بالعربية "اللهب".

 

اقتحام الأقصى بين شارون وبن غفير

قارن العديد من الكتاب والمتخصصين بين اقتحامي بن غفير يوم الثلاثاء الماضي الذي مرّ هادئًا، وبين ما حدث عقب إقدام رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرييل شارون على اقتحام المسجد الأقصى سبتمبر 2000، الذي كان الشرارة لاندلاع انتفاضة فلسطينية ثانية دامت 5 سنوات، وفقًا لـ"الجزيرة".

وركز بن غفير خلال اقتحامه للأقصى على فكرتين رئيسيتين، وهما تحدي حركة حماس وعدم الخوف من تهديداتها في حال نفذ اقتحاماته، والأخرى أن المسجد الأقصى (الذي يسميه جبل الهيكل) أهم الأماكن بالنسبة إلى "شعب إسرائيل".

صبيحة الخميس 27 سبتمبر 2000، أعلن أرييل شارون نيته اقتحام المسجد الأقصى، فتحضّر الفلسطينيون للرد بمواجهات واسعة مع الاحتلال في اليوم التالي، وتزامنت مع انتهاء صلاة الجمعة التي تشهد اجتماع آلاف المصلين في الأحوال العادية، وأضعافهم في حالات النفير والحشد.

أما اقتحام بن غفير، فقد سبقه تضارب وتضليل واضحان، إذ أعلن - عبر حسابه على تويتر - بداية العام الجاري نيته الاقتحام، لكنه أخفى الموعد، ثم تداولت وسائل الإعلام الإسرائيلية مساء أمس الاثنين خبرًا يفيد بإرجاء الاقتحام.

ويوضح رئيس الهيئة المقدسية لمقاومة التهويد، ناصر هدمي، أن الاقتحام كان في وقت مبكر وفي وسط الأسبوع (يوم الثلاثاء)، في وقت ينشغل فيه الفلسطينيون بأعمالهم ووظائفهم، إلى جانب أنه جرى بشكل سريع ولم يتجاوز 13 دقيقة، وهو ما منع تدارك الأمر من قبل المصلين، أو توجههم إلى المسجد بعد سماع الخبر.

إبان اقتحام شارون للأقصى قبل 22 عامًا، نفر المصلون من جميع أنحاء فلسطين المحتلة؛ لكن بناء جدار الفصل العنصري منذ عام 2002، منع مئات آلاف الفلسطينيين من دخول القدس والمسجد الأقصى، الأمر الذي قلل أعداد القادرين على الوصول إليه، حتى خلا الأقصى منهم أغلب أيام العام.

ويضاف إلى ذلك التضييقات غير المسبوقة التي قام بها الاحتلال على رواد المسجد الأقصى، خاصة أهالي القدس والداخل المحتل (فلسطينيو 48)، في تقليص أعداد المصلين لا سيما خلال أوقات الاقتحام

كما حظر الاحتلال في 17 نوفمبر 2015، الحركة الإسلامية ولاحق قياداتها، وعلى رأسهم الشيخ رائد صلاح، مما أدى إلى شل عمل المؤسسات المناصرة للأقصى، وبالتالي أصبح الجهد الشعبي اليوم غير منظم. إلى جانب وجود تيار إسلامي شارك في حكومة لبيد وصمت على انتهاك حرمة الأقصى، والذي تجلى في شهر رمضان الماضي.

أضف إلى ذلك أن الروح العامة في الشارع العربي والإسلامي والفلسطيني، خلال السنوات الأخيرة، تأثرت بعناصر سلبية، منها إجهاض ثورات الربيع العربي، وتوقيع اتفاقيات التطبيع بين الدول العربية والاحتلال.

وقرر الكيان الصهيوني أحاديًا منذ عام 2003 السماح لمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى بحراسة شرطة الاحتلال الإسرائيلية رغم اعتراضات الأوقاف الإسلامية. وكان يسمح لليهود بزيارة ساحات المسجد الأقصى ولكن لا يسمح لهم بإداء الصلوات هناك.

ويخشى المسؤولون الفلسطينيون تفاقم التوتر في المسجد الأقصى مع تشكيل الحكومة الإسرائيلية اليمينية الجديدة بقيادة بنيامين نتنياهو.