أكد ناشطون أن الطالب المعتقل أنس البلتاجي، نجل القيادي البارز في جماعة الإخوان المسلمين، والبرلماني المصري السابق، محمد البلتاجي، أتم كما والده 9 سنوات كاملة في السجن، قضى أغلبها في حبس انفرادي مع منع من الزيارة، وذلك في ستة سجون مختلفة، رغم حصوله على 4 أحكام بالبراءة وإخلاء سبيل في قضايا مختلفة.

وأضاف الناشطون أنه خلال معظم هذه السنوات التسع، أبقت حكومة الانقلاب العسكري "أنس" في سجون شديدة الحراسة، وغالباً في ظروف غير إنسانية، وأخضعته للتعذيب، واحتجزته في الحبس الانفرادي، وحرمته الزيارات مع عائلته ومحاميه، وحرمته فرصة إكمال تعليمه الجامعي الذي يشجعه القانون المصري.

ولفت حقوقيون أن أغلب التهم الموجهة إلى أنس البلتاجي بجرائم سياسية على خلفية دعاوى مرفوعة ضده من قبل النيابة العامة.

وقالت صفحة "الحرية لأنس البلتاجي Free Anas Al Beltagy" أن أنس أمضى 9 سنين بهدلة وشحططة مابين ٦ سجون مختلفة ، مضيفة أنها "تسع سنين اتبرأ فيهم من اربع قضايا مختلفة واخلاء سبيل من ثلاث قضايا يطلع من واحدة يتدور على الثانية".

وتابعت أنه "تسع سنين متخطر وبيتعامل ك "عنصر" ومقضي أغلبهم في حبس انفرادي من سجن للتاني ، وتهمته الوحيدة انه لما اتمسك بالغلط في شقة صديق ليه ان شافوا اسم البلتاجي في بطاقته".
 

وأكملت "تسع سنين والطالب الي كان عنده ٢١ سنة بقى شاب ثلاثيني قضى ايام شبابه في السجون"، مضيفة أن "تسع سنين ومنعرفش آخرهم ممكن يبقى امتى لأن النهاردة زي من تسع سنين انس لسه بيتجددله ٤٥ يوم في نيابة أمن الدولة بدون مايشوفه قاضي حتى..".

وعن ظروف الزيارة نفى أدمن المنصة أن "تسع سنين حبس ومش عارفين نزور ولا ندخل اكل لأنس ولا محامي يشوفه حتى من كام سنة".

وفي 10 أكتوبر الماضي، نشرت أسرة أنس البلتاجي مناشدة عبر الصفحة الرسمية علي موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك تفيد فيها بأن الأسرة لا تعرف أي معلومات عن نجلهم منذ انتقاله لسجن بدر 3. وناشدت الأسرة كل من يعرف أية معلومة عن انس ابلاغهم بها، إلا أنس في جلسة 26 أكتوبر، اشتكي في أخر جلسة تجديد حبسه من تأثير الاضاءة القوية علي أعصابه، وفقاً لما نشرته أسرته. أضافت الأسرة في بيانها أن خالة أنس، التي كانت ترعاه وترسل له الأطعمة، توفيت حتى دون قدرته على تلقي العزاء فيها. 

 

ظروف الاحتجاز

وأمضى أنس البلتاجي سنوات السجن معتقلًا بشكل تعسفي أو مسجون ظلمًا، وكان معظم هذا الوقت في سجن طرة شديد الحراسة وسيئ السمعة، وهو مرفق معروف بإساءة معاملة السجناء في ظل ظروف مهينة.

وقالت والدته اسيدة سناء عبدالجواد في شهادتها أمام المنظمة العربية لحقوق الإنسان، أنها ما زالت تتذكر حرمانها بشكل روتيني من حق الزيارة لرؤية ابنها وتعرضها لمعاملة مهينة في المرات القليلة التي سُمح لها بزيارته. أثناء احتجاز أنس في سجن أبو زعبل عام 2014، قالت أن السلطات المصرية عرّضته للتعذيب والانتهاكات المتكررة كحملة عقاب جماعي ضد عائلة البلتاجي، حيث احتجزت إدارة سجن أبو زعبل أنس في الحبس الانفرادي وأجبرته على النوم على أرضية خرسانية عارية.

قالت سناء عبد الجواد أنه عند نقله إلى سجن طرة في وقت لاحق في 2014، احتجز حراس السجن أنس بمعزل عن غيره في زنزانة غير صالحة للسكنى. استمر التعذيب والانتهاكات وحرم مسؤولو السجن أنس من التمارين والطعام والماء حتى تدهورت صحته. ثم رفضوا تقديم الرعاية الطبية لأنس. مُنع أنس من الزيارات العائلية لفترات طويلة، وغالبًا ما احتُجز في زنزانة تأديبية أو في الحبس الانفرادي.

وأضافت أن مسؤولي السجن احتجزوا أنس في "حجرة السجن"، وهي عبارة عن قفص حديدي ضيق للغاية في منتصف الغرفة. وكان أنس لم يستطع الجلوس أو النوم بشكل سليم. وتعرض للتعذيب، بما في ذلك الصعق بالكهرباء والركل واللكم والتعذيب النفسي، مثل إجباره على التواجد في غرف يعذِّب فيها مسؤولو السجن معتقلين آخرين.

في 31 ديسمبر 2016، كتب أنس رسالة من داخل السجن يصف فيها الانتهاكات بحقه ورفض إدارة السجن السماح له بمواصلة تعليمه، وهو ما يسمح به القانون المصري ويشجع عليه.

يشار إلى أنه كان مسجلا على جامعة عين شمس ولكنه بمجرد اعتقاله توقفت دراسته في جامعة عين شمس، وحاول الالتحاق بأكثر من سبع جامعات منها نظام التعليم الحكومي المفتوح وجامعات خاصة أخرى. ورفضوا جميعًا قبول تسجيلي دون أي سبب مفهوم..

واعتقلت قوات الأمن أنس لأول مرة في 24 ديسمبر 2013 في سجن طرة عندما كان يبلغ من العمر 19 عامًا. واعتقله حراس السجن ووالدته سناء عبد الجواد خلال زيارتهما لمقابلة والده الدكتور محمد البلتاجي الذي كان مسجونًا إثر الانقلاب في مصر. خلال الزيارة، أخبر محمد البلتاجي أسرته أنه مضرب عن الطعام لمدة 21 يومًا وأن إدارة السجن وضعته في زنزانة بمفرده. وأشارت سناء عبد الجواد إلى أنها رأت علامات إجهاد وتوتر على محمد البلتاجي، حيث بدت صحته متدهورة للغاية.

قالت سناء عبد الجواد أنها وأنس طلبا من حراس السجن شرح سبب تعذيبهم لمحمد البلتاجي نفسيًا وجسديًا. ردًا على ذلك، حاصرتهم قوات الشرطة وضربتهم وخلعت حجابها، على حد قول سناء عبد الجواد. بعد ذلك، أرسلتهم إدارة السجون إلى نيابة المعادي لتوجيه اتهامات إليهم. اتهم حراس سجن طرة أنس وسناء عبد الجواد بالاعتداء عليهم، لكن نيابة المعادي أفرجت عن أنس وسناء بكفالة بعد عشرين ساعة من الاحتجاز.

في 31 ديسمبر 2013، اعتقلت قوات أمن مجهولة الهوية أنس من منزل أحد أصدقائه بمدينة نصر، حيث كان يدرس لامتحانات الفصل الدراسي، وأخذت الشرطة أنس واثنين من أصدقائه، إبراهيم أحمد وأحمد عبد الحميد لقسم شرطة مدينة نصر أول. وبحسب سناء عبد الجواد، والدة أنس، فقد توجهت قوات الأمن لاعتقال أصدقاء أنس وليس أنس. أثناء الاعتقال، لم يعرف رجال الأمن هوية أنس. لكن، بحسب سناء عبد الجواد، طلب ضابط التحقيق في مركز الشرطة الاطلاع على بطاقته الشخصية ثم سأله عما إذا كان ابن محمد البلتاجي. عندما قال أنس أنه كذلك، أجاب الضابط: "كيف لك أن تكون خارج السجن. لن نترك أحدًا من أسرتك ولن ترى الشمس مرة أخرى."

وبحسب سناء عبد الجواد، فقد مكث أنس في قسم مدينة نصر أول قرابة شهر قبل أن تنقله الشرطة إلى سجن أبو زعبل. نقلت الشرطة أنس مرة أخرى إلى سجن طرة، وهو سجن شديد الحراسة، في عام 2014، حيث لا يزال مسجونًا حتى اليوم.


6 هزليات

ووجهت نيابة أمن الدولة العليا التهم إلى أنس في ست قضايا منذ اعتقاله ضمن أساليب تستخدمها حكومة السيسي لاحتجاز المعتقلين ظلمًا لسنوات دون محاكمة أو عقوبة بناءً على تهم في قضايا متعددة ومتداخلة في كثير من الأحيان، ودون تقديم أدلة لإثبات الاتهامات عليهم. كما تُظهر كيف أنه على الرغم من أحكام البراءة النهائية في الاستئناف في هذه القضايا التي لا أساس لها، فإن السلطات المصرية تمكنت من إبقاء المحتجزين في السجن لسنوات.


- قضية "حراس سجن طرة": قاضت النيابة العامة أنس ووالدته سناء عبد الجواد بمحكمة جنح المعادي بتهمة الاعتداء على حراس سجن طرة. وبرّأ القاضي أنس في 26 أبريل 2014، لكنه حكم غيابيًا على والدته سناء عبد الجواد بالسجن ستة أشهر.

- قضية "شقة مدينة نصر" (القضية رقم 62043/2013): اتهمت نيابة مدينة نصر برئاسة أحمد شرب ووكيل النيابة عمرو شعبان، في ديسمبر 2013، أنس واثنين من أصدقائه بحيازة أسلحة وذخيرة والانضمام إلى جماعة إرهابية والتحريض على العنف. لم يكن هناك أي دليل موثق ضدهم، لكن المستشار صلاح محجوب حكم على أنس بالسجن خمس سنوات في عام 2019. واستأنف محامي أنس الحكم، وفي النهاية برّأت المحكمة أنس.

- قضية "خلية ماريوت" (قضية رقم 1145/2014): شملت هذه القضية المشهورة الصحفي الأسترالي بيتر كريستي وصحفيان آخران هما محمد فهمي وباهر محمد، اللذين عملا بقناة الجزيرة الإنجليزية.
واتهمت النيابة أنس والآخرين في 2014 بالتعاون مع جماعة الإخوان المسلمين المحظورة والمشاركة في مظاهرات مناهضة للجيش. وأضافت النيابة العامة أنس إلى هذه القضية في يونيو 2014 لأسباب مجهولة، لكن القاضي برّأه لاحقًا في مارس 2018.

- قضية "التجمع غير القانوني" (القضية رقم 26343/2016): اتهمت النيابة على ما يبدو أنس في عام 2016 بحضور "تجمع غير قانوني" رغم أن أنس كان مسجونًا في سجن طرة وقت التجمع.
ولم تبلغ السلطات أنس بتوجيه الاتهام إليه في هذه القضية وأنه علم بالتهم المنسوبة إليه فقط عندما أبلغه حراس السجن في 2017 بأن المحكمة حكمت عليه بالسجن لمدة عام في 6 سبتمبر 2016. ولم يحضر أنس أي جلسات استماع في هذه القضية.


- قضية خاصة بـ"العضوية في جماعة الإخوان المسلمين" (القضية رقم 640/2018): اتهمت النيابة العامة أنس عام 2018 بالانضمام إلى جماعة الإخوان المسلمين المحظورة ونشر "أخبار ومعلومات وبيانات كاذبة حول الأوضاع السياسية والاقتصادية في البلاد بقصد تعكير صفو السلم العام وتقويض الثقة بمؤسسات الدولة." وبرّأه قاض وأمر بالإفراج عنه في هذه القضية في فبراير 2020.

 

-  قضية جديدة بنفس الفائتة "العضوية في جماعة الإخوان المسلمين" (القضية رقم 1470/2019): اتهمت النيابة العامة أنس في يونيو 2019 بالانضمام إلى جماعة الإخوان المسلمين المحظورة وتمويلها، ثم أصدرت عائلة البلتاجي، في 13 نوفمبر 2020، بيانًا أشارت فيه إلى أن إدارة السجن منعتهم من زيارة أنس منذ عام 2017، واحتجزته في الحبس الانفرادي منذ نهاية عام 2017.