كثف المستوطنون اعتداءاتهم في المدن والبلدات الفلسطينية واقتحاماتهم للمسجد الأقصى عشية عيد الغفران “يوم كيبور” .
ودعت “جماعات ومنظمات الهيكل المزعوم” المستوطنين لتنفيذ اقتحامات جماعية كبيرة للأقصى خلال فترة الاقتحامات بمناسبة “عيد الغفران” الذي صادف أمس الثلاثاء ويستمر اليوم الأربعاء، حيث اقتحم في فترة الصباح، حسب مصادر إسرائيلية، نحو 558 مستوطنًا الأقصى، من بينهم عضوة كنيست الاحتلال السابقة شولي معلم. كما أوضحت المصادر أن المستوطنين أدوا السجود الملحمي على أبواب المسجد الأقصى، إلى جانب طقوس تلمودية أخرى، وتلقوا شروحات عن “الهيكل” المزعوم، وأدوا طقوسا تلمودية في باحات الأقصى، لا سيما في منطقة باب الرحمة.
وأوضحت المصادر أن المستوطنين أدوا السجود الملحمي على الأبواب، إلى جانب طقوس تلمودية، ونفخ عضو الكنيست السابق يهودا غليك وعضو الكنيست ترومان في البوق مع مستوطنين آخرين بين قبور المسلمين في مقبرة باب الرحمة الملاصقة للسور الشرقي للأقصى.


واقتحم آلاف المستوطنين ساحة حائط البراق، الحائط الغربي للمسجد الأقصى، وأدوا طقوسا تلمودية وسط صخب كبير.


وحذرت الرئاسة الفلسطينية من خطورة هذه الاعتداءات على الأقصى، والدعوات لتنفيذ أوسع عملية اقتحام له، كما حذرت حركة حماس من مغبة استمرار تلك الهجمات، وأكدت أن المقاومة ستدافع عن الأقصى إذا ما قررت سلطات الاحتلال فرض إغلاق شامل على المناطق الفلسطينية خلال “عيد الغفران”. وأعلنت عن ورود إنذارات جديدة حول نية نشطاء فلسطينيين تنفيذ عمليات مسلحة. وأصيب أمس شرطي إسرائيلي خلال عملية دهس قرب رام الله وسط الضفة الغربية. وحمل نبيل أبو ردينة الناطق الرسمي باسم الحكومة الفلسطينية حكومة الاحتلال مسؤولية هذه الاعتداءات، التي قال إنها “تؤدي الى مزيد من التوتر والتصعيد، وانفجار الأوضاع في حال استمرارها”. وحذر من خطورة دعوات المتطرفين لاقتحام واسع للأقصى وتدنيسه غدا الخميس، مؤكدا ان المقدسات الإسلامية والمسيحية “خط أحمر، ولن نقبل المساس بها اطلاقا”.

وطالب المتحدث باسم حركة حماس محمد حمادة، بتوحيد الجهد الفلسطيني من أجل الدفاع عن القدس والأقصى، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني “لن يستسلم، ومتمسك ببندقيته وصولا للتحرير”.
وأكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس هارون ناصر الدين، أن الشعب الفلسطيني لن يقف أمام هجمات المستوطنين مكتوف الأيدي، وقال “سيدافع عن أرضه ومقدساته، وسيواصل مدّه الثوري وعملياته البطولية بكل الوسائل في عموم الضفة المحتلة”.

إلى ذلك تواصلت الاستعدادات الإسرائيلية العسكرية للاحتفالات بـ “عيد الغفران”، وذلك بعد ورود إنذارات بتنفيذ عمليات فلسطينية مسلحة، ردا على هجمات المستوطنين.
ومن المقرر أن تفرض سلطات الاحتلال إغلاقا عسكريا على الضفة الغربية وقطاع غزة بدءا من الليلة الماضية، فيما رفع الجهاز الأمني الإسرائيلي حالة تأهب قصوى لمنع أي عملية. وبموجب الإغلاق لن يسمح بدخول فلسطينيين إلى إسرائيل. وأعلن قسم العمليات في هيئة أركان جيش الاحتلال أنه سيعزز قواته خلال العيد بـ 26 كتيبة، حيث سيوجد الآلاف من الجنود خلاله في الضفة وعلى خط التماس.
ومن المقرر أن ينظم رؤساء مجالس مستوطنات الضفة الغربية غدا الخميس إضرابا، بزعم تقاعس الجيش عن حمايتهم في ظل تصاعد العمليات في الأيام الأخيرة.