فور إعلان وفاته ظهر اليوم الاثنين، تصدر اسم العلامة الدكتور يوسف القرضاوي مؤسس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، المنصات ومحركات البحث في مصر والعديد من الدول العربية والإسلامية.

يعد القرضاوي من أبرز علماء الشريعة في العصر الحاضر وأحد أعلام الإسلام البارزين في العلم والفكر والدعوة في العالم الإسلامي، وهو واسع العلم غزير الإنتاج، يضرب بسهم وافر في الخطابة والأدب والشعر، ومن أكثر الدعاة المعاصرين قربًا من الجماهير وتأثيرا في الشعوب، وهو صاحب مدرسة التيسير والوسطية القائمة على الجمع بين مُحْكَمات الشرع ومقتضيات العصر.

ويعتبر العالم الأزهري الراحل، من أبرز دعاة الوسطية الإسلامية التي تجمع بين السلفية والتجديد وتمزج بين الفكر والحركة وتركز على فقه السنن وفقه المقاصد وفقه الأولويات وتوازن بين ثوابت الإسلام ومتغيرات العصر وتتمسك بكل قديم نافع وترحب بكل جديد صالح.

أثير حوله الكثير من الجدل، فبعض آرائه الفقهية وفتاواه لا تلقى ترحيبًا عند بعض العلماء لأنه في نظرهم يقدم الرأي على الدليل الشرعي تماشيًا مع ضغوط العصر الحديث، لكن مناصريه يقولون إنه نجح في الوصول إلى آراء فقهية تستند إلى قواعد واضحة في أصول الفقه ومقاصد الشريعة.

وجاء القرضاوي في المرتبة الثالثة بين 20 شخصية على قائمة أكثر المفكرين تأثيرًا على مستوى العالم عام 2008 في استطلاع أجرته مجلتا (فورين بوليسي) و(بروسبكت).

وفي عام 2009 جاء القرضاوي في المرتبة الـ38 ضمن 50 شخصية مسلمة مؤثرة في كتاب أصدره المركز الملكي للدراسات الإستراتيجية الإسلامية في الأردن (مركز أبحاث رسمي) يتضمن أكثر من 500 شخصية.

 

النشأة والتعليم

  • ولد العلامة يوسف عبد الله القرضاوي في التاسع من سبتمبر/ أيلول عام 1926 في قرية صفط تراب بمركز المحلة الكبرى في محافظة الغربية بدلتا النيل في مصر. وهو يحمل أيضًا الجنسية القطرية.
  • أتم حفظ القرآن الكريم وأتقن أحكام تجويده وهو دون العاشرة من عمره.
  • التحق بمعاهد الأزهر الشريف فأتم فيها دراسته الابتدائية والثانوية وكان دائمًا في الطليعة وكان ترتيبه الثاني في الشهادة الثانوية على المملكة المصرية حينذاك، رغم ظروف اعتقاله في تلك الفترة.
  • التحق بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، ومنها حصل على العالية عام 52-1953، وكان ترتيبه الأول بين زملائه وعددهم 180.
  • حصل على العالمية مع إجازة التدريس من كلية اللغة العربية عام 1954 وكان ترتيبه الأول بين زملائه من خريجي الكليات الثلاث بالأزهر وعددهم 500.
  • في عام 1958، حصل على دبلوم معهد الدراسات العربية العالية في اللغة والأدب.
  • وحصل في عام 1960 على الدراسة التمهيدية العليا المعادلة للماجستير في شعبة علوم القرآن والسنة من كلية أصول الدين.
  • وفي عام 1973 حصل على الدكتوراه بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى من نفس الكلية عن “الزكاة وأثرها في حل المشاكل الاجتماعية”.

 

محطات في حياة القرضاوي

  • مات والده وعمره عامان فتولى عمّه تربيته.
  • تعرض للسجن عدة مرات لانتمائه إلى جماعة الإخوان المسلمين، أولها عام 1949 في العهد الملكي، ثم اعتقل 3 مرات في عهد الرئيس المصري جمال عبد الناصر في يناير/ كانون الثاني 1954، ثم في نوفمبر/ تشرين الثاني من نفس السنة حيث استمر اعتقاله نحو 20 شهرًا.
  • عمل القرضاوي فترة بالخطابة والتدريس في المساجد، ثم أصبح مشرفًا على معهد الأئمة التابع لوزارة الأوقاف في مصر.
  • نقل بعد ذلك إلى الإدارة العامة للثقافة الإسلامية بالأزهر الشريف للإشراف على مطبوعاتها والعمل بالمكتب الفني لإدارة الدعوة والإرشاد.
  • أعير عام 1961 لدولة قطر، عميدا لمعهدها الديني الثانوي، فعمل على تطويره وإرسائه على أمتن القواعد، التي جمعت بين القديم النافع والحديث الصالح.
  • في عام 1973 أنشئت كليتا التربية للبنين والبنات نواة لجامعة قطر، فنقل إليها ليؤسس قسم الدراسات الإسلامية ويرأسه.
  • تولى عام 1977 تأسيس وعمادة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر، وظل عميدًا لها إلى نهاية العام الجامعي 1989/1990، كما أصبح المدير المؤسس لمركز بحوث السنة والسيرة النبوية بجامعة قطر.
  • أعير من دولة قطر لجمهورية الجزائر في العام الدراسي 1990/1991 ليترأس المجالس العلمية لجامعتها ومعاهدها الإسلامية العليا، ثم عاد إلى عمله في قطر مديرًا لمركز بحوث السنة والسيرة.
  • كان القرضاوي أيضًا عضوا في عدة مجامع ومؤسسات علمية ودعوية عربية وإسلامية وعالمية، منها المجمع الفقهي لرابطة العالم الإسلامي بمكة، ومنظمة الدعوة الإسلامية بالخرطوم، ومركز الدراسات الإسلامية بأكسفورد.
  • شارك طوال عقود في إنشاء الكثير من الهيئات والمؤسسات الإسلامية في المجالات العلمية والدعوية والخيرية والاقتصادية والإعلامية.
  • في فبراير/شباط 2011، عاد لأول مرة إلى الإمامة والخطابة بمصر بعد 31 عامًا من المنع، حيث ألقى خطبة الجمعة في ميدان التحرير وسط القاهرة بعد أيام من سقوط نظام الرئيس حسني مبارك
  • مُنع القرضاوي من دخول الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بسبب تأييده للعمليات التي تنفذها المقاومة الفلسطينية داخل إسرائيل ووصفها بأنها “استشهادية”.

 

أسرته

أنجب القرضاوي 4 بنات (إلهام وسهام وعلا وأسماء)، و3 أبناء (محمد وعبد الرحمن وأسامة).

 

جهوده ونشاطه في خدمة الإسلام

عرف جمهور كثير من المسلمين العلامة القرضاوي عبر كتبه أو رسائله ومقالاته وفتاواه أو الاستماع إلى محاضراته وخطبه ودروسه في المساجد والجامعات أو برامجه في وسائل الإعلام.

وشكلت كتبه وآراؤه الفكرية وفتاواه الفقهية مرجعية موثوقة ومعينا ثرّا لأبناء ما يعرف بالصحوة الإسلامية منذ ستينيات القرن العشرين، وصاغت ثقافة أجيال بأكملها من الطلبة خاصة والباحثين والدارسين عامة.

ولم يقتصر نشاطه في خدمة الإسلام على جانب واحد أو مجال معين أو لون خاص بل اتسع نشاطه وتنوعت جوانبه وتعددت مجالاته وترك في كل منها بصمات واضحة تدل عليه وتشير إليه.

 

ومن أهم هذه المجالات:

  • مجال التأليف العلمي.
  • مجال الدعوة والتوجيه.
  • مجال الفقه والفتوى.
  • مجال المؤتمرات والندوات.
  • مجال الزيارات والمحاضرات.
  • مجال المشاركة في عضوية المجالس والمؤسسات.
  • مجال الاقتصاد الإسلامي.
  • مجال العمل الاجتماعي.
  • مجال ترشيد الصحوة.
  • مجال العمل الحركي والجهادي.

 

 

جوائز حصل عليها

  • جائزة البنك الإسلامي للتنمية في الاقتصاد الإسلامي عام 1990.
  • جائزة الملك فيصل العالمية بالاشتراك مع سيد سابق في الدراسات الإسلامية عام 1994.
  • جائزة العطاء العلمي المتميز من رئيس الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا عام 1996م
  • جائزة السلطان حسن البلقية (سلطان بروناي) في الفقه الإسلامي عام 1997.
  • جائزة سلطان العويس في الإنجاز الثقافي والعلمي لسنة 1999
  • جائزة دبي للقرآن الكريم فرع شخصية العام الإسلامية 1421.
  • جائزة الدولة التقديرية للدراسات الإسلامية من دولة قطر لعام 2008.
  • جائزة الهجرة النبوية لعام 1431هـ من حكومة ماليزيا وتسلمها من ملك ماليزيا في 18 ديسمبر 2009
  • في سبتمبر 2010 كرم الملك الأردني عبد الله الثاني عددا من العلماء المشاركين في المؤتمر الـ15 لمؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي الذي عقد تحت عنوان “البيئة في الإسلام” واختتم اجتماعاته في عمان. ومنح القرضاوي وسام الاستقلال من الدرجة الأولى.

 

مؤلفاته

للقرضاوي ما يزيد على 170 كتبا ورسالة، وكثير من الفتاوى، كما سجل العديد من البرامج الدينية.