وعدت حكومات السيسي الفيوم من خلال مشروع "حياة كريمة" ب2 مليار جنيه لتنفيذ مشروعات صرف صحى بإطسا ويوسف الصديق، واعترف د.محمد عماد نائب محافظ الفيوم أن إعادة التوازن البيئى لبحيرة قارون حصل كمشروع على تمويل تم تدبيره من البنك الأوروبى لإعادة الإعمار بقيمة 9 مليارات ونصف مليار جنيه، لإنشاء محطات الصرف الصحى جديدة، رفع كفاءة وتوسعة عدد من المحطات القائمة، عوضا عن تمويلت أخرى لذات الغرض.


إلا أن وكالة "رويترز " اهتمت بتدهور مخزون الأسماك في بحيرة قارون بالفيوم بما يعرض سبل عيش الصيادين للخطر وقد يكون التلوث هو السبب.


وقال تقرير للوكالة بعنوان (Pollution erodes fish stocks and livelihoods in Egyptian lake)، أن التلوث يعرض مخزون الأسماك في بحيرة قارون للتدهور كما يققل إلى حد قاسي سبل عيش الصيادين للخطر..


وأضاف تقرير "التلوث في بحيرة قارون"، المنشور مطلع سبتمبر الجاري أن "بحيرة قارون التي كانت موردا للصيادين ومقصدا للسياح، تعاني من التلوث خلال السنوات الأخيرة الذي يقضي على الثروة السمكية فيها وعلى جمالها أيضا"، وأن "التلوث الناتج عن الجريان السطحي الزراعي والنفايات الصناعية والمحلية قد هول في السنوات الأخيرة جمالها وأرسلت تلك الأسهم التي تغرق ، مما أدى إلى تدمير صناعة وفرت وظائف لأجيال ، كما يقول الصيادون".


ونقلت عن فراج عبد الستار عوض قوله : "كانت البحيرة سخية للغاية ، وكانت جميع أنواع الأسماك وفيرة. كان طعم الأسماك هو الأفضل والأسعار كانت جيدة".


وأضاف "لكن البحيرة أصبحت ملوثة ، لذلك بدأ الناس في العثور على بدائل لصيد الأسماك". وقال شقيقه رمضان ، وهو أيضًا صياد يجلس على متن قاربه على شواطئ البحيرة المليئة بالقمامة: "قام بعض الصيادين السابقين بتكييف قواربهم الخشبية الصغيرة لتقديم رحلات يومية لزوار عطلة نهاية الأسبوع من القاهرة ، بينما هاجر آخرون إلى مدن في شرق أو جنوب مصر".


تلوث شديد


وأوضح التقرير أن صيادي عزبة سليمان على البحيرة تعاني من التلوث الشديد الناجم عن الأنشطة غير المنظمة للتخلص من النفايات المحلية والزراعية والصناعية في الفيوم.


ولفت التقرير إلى أن الأراضي الزراعية النادرة في مصر تزرع على طول النيل بشكل مكثف، وقد أضر الصرف الزراعي بجودة المياه في بحيرة قارون، وهي مشكلة موثقة في دراسة حكومية لعام 2017 أشارت أيضًا إلى زيادة الملوحة بسبب التبخر.


وأظهرت دراسة أجريت عام 2020 المنشورة في أبحاث العلوم البيئية والتلوث، وهي مجلة دولية ، تلوثًا أعلى من غير الطبيعي بالمعادن بما في ذلك النحاس والزنك والكادميوم والرصاص.


ونسبت إلى  خبير البيئة في مركز المعلومات المناخية في مصر، وهي مجموعة أبحاث رسمية، قوله "إن العمل كان جاريًا لتنقية مياه الصرف الصحي المحلية وقطع بحيرة قارون من الصرف من المزارع القريبة.. لكن مياهها تدهورت بسرعة جزئيًا لأنها بحيرة داخلية. وقال "البحيرات المغلقة ... لديها نظام بيئي أكثر هشاشة من البحيرات الأخرى التي تتمتع بوصول مفتوحة إلى البحار والمحيطات".


حاول بعض الصيادين الانتقال إلى وادي الريان، واحة قريبة، ولكن تم العثور عليها أيضًا في دراسة عام 2020.


وتحدث التقرير مع مالك مطعم محلي للمأكولات البحرية قال إن المنطقة اعتادت إنتاج ما يكفي من الأسماك للتصدير إلى المدن الكبرى مضيفا أن "عدد الأسماك في ذلك الوقت كان لا يمكن فهمه ، حوالي 20 أو 30 طنًا يوميًا. في الوقت الحاضر ، ولا حتى كيلوجرام واحد".


ومنذ مايو 2017، والسؤال الذي يطرح نفسه في الفيوم اين تمويل البنك الأوروبي والمقدر ب200 مليون يورو والذي وقعته وزيرة السيسي سحر نصر في يونيو 2017، ضمن اتفاقيه تمويل ب 186 مليون يورو مع بنك الاعمار الاوربي لتنفيذ مشروعات الصرف ب 83 قريه بالفيوم ولمنع تلوث بحيره قارون؟!


ومن بين منافذ التمويل، بناء ٨ محطات جديدة لمعالجة الصرف الصحي، وتوسيع ٩ محطات وإعادة تأهيل ١٠ محطات ومد ٣٠٠٠ كيلو متر بخطوط الصرف الصحة وبناء ١٣٩ محطة رفع جديدة، بحسب مجلس الوزراء الرسمي.


وأخذت الاتفاقية مسارها بعدما وافقت اللجنة الدستورية والتشريعية ببرلمان العسكر عليها وتهدف ل"تمويل مشروعات معالجة الصرف الصحى بالفيوم بمبلغ 186 مليون يورو"، وقعتها وزير الاستثمار والتعاون الدولى، ووزير الإسكان مصطفى مدبولي وقتئذ، رئيس حكومة السيسي الحالي.


وفي محاولة التفافية لمداراة التمويل الآوربي الذي يبدو أنه لم يصل للفيوم ولو لمحطة صرف واحدة، حاولت إدارة المحافظة من خلال جهاز شئون البيئة والمحافظة والجهات المعنية بالمحافظة لمراجعة تصرفات جميع المصانع، حيث 50 مصنعا لها تصرفات صرف صحى وليس معالجة المياه.


تصريف المجاري ببحيرة قارون


وتتعرض بحيرة قارون لهجمه شرسة من جميع النواحى فلم تسلم من صرف 88 قرية بها فقط، إلا أنه اتضح أن بعض القرى السياحية تلقى بمخلفاتها فى البحيرة التى كانت معروفة قديما بأنها بحيرة الملوك والأمراء وأصبحت الآن بركة "مجارى" .


وبسبب كميات التلوث الهائلة الناتجة عن التصريف بالبحيرة فقد عدد أنواع الأسماك الموجودةبالبحيرة من 37 نوعا إلى 3 أنواع فقط.


وقد أصيبت بحيرة قارون بسبب الإهمال التى عانت منه فى السنوات الماضية بـ"دودة غريبة" تلتهم كل الأسماك الموجودة فى البحيرة، مما يعنى أن ما يقرب من 55 ألف فدان وهى مساحة بحيرة قارون، ليس لها قيمة، بعد أن قضت تلك الدودة على الثروة السمكية بالبحيرة".


وبحسب (رويترز) فإن بحيرة قارون احد أقدم البحيرات الطبيعية في العالم، واصبحت محمية طبيعية عام ١٩٨٩، وتعتبر بحيرات الفيوم ومنها بحيرة قارون احد مسارات الطيور المهاجرة من أوروبا الي أفريقيا والعكس وتقدر اعداد الطيور المهاجرة التى تمر من الفيوم حوالي ٢١٤ نوع من الطيور.