تحول محمد أبو جبل، حارس مرمى فريق الزمالك ومنتخب مصر عام 2022، بين يوم وليلة، من بطل شعبي إلى حارس مرمى يبحث عن حل لإنقاذ مسيرته الكروية من الضياع، بعد التغييرات الرهيبة في رحلته، سواء على مستوى التعاقد مع ناديه، أو الفنية من خلال مستواه بالمباريات.


ويعيش أبو جبل صاحب الـ 33 سنة حالياً أياماً صعبة، بعدما قررت إدارة الزمالك عدم تجديد عقده مع النادي، ورفضها مطالبه بالحصول على راتب سنوي قيمته 15 مليون جنيه مصري، وكذلك اتهامه بالهروب من لقاء القمة 124 أمام الأهلي بداعي الإصابة.


وتتجه الإدارة لمنحه خطاب شكر عن 3 مواسم لعب فيها، بينما لم يحسم نادي النصر السعودي، الذي وقع معه الحارس في وقت سابق، موقفه بشأن تفعيل عقد شرائه، وضمه إلى صفوفه لمدة موسمين مقبلين، ويخشى الحارس الرحيل للانتقال إلى نادٍ محلي آخر مثل بيراميدز أو فيوتشر، وخسارة جماهير الزمالك، خصوصاً وأنه كان يرغب في إنهاء مسيرته الكروية معه، بعد تجربة احتراف خليجية كما كان أبو جبل يخطط، ويسعى لتنفيذ هذا السيناريو في السنوات القليلة المقبلة، قبل أن يحدث الانقلاب الكبير في رحلته الكروية.


وتزامن ذلك مع حالة انهيار فني غير مسبوقة، يعيشها أبو جبل، فهو الحارس الذي شهد الخسارة التاريخية لمنتخب مصر أمام إثيوبيا بهدفين مقابل لا شيء في مالاوي خلال التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس الأمم الأفريقية 2023 في ساحل العاج، التي لعب فيها بدلاً من محمد الشناوي، وقبلها ارتكب العديد من الأخطاء الكبرى في مباريات الزمالك، وصلت إلى حد إبعاده عن التشكيل الأساسي للفريق، بعد صدمة الخسارة من إنبي في افتتاح الدور الثاني.


وجلس أبو جبل بديلاً لمحمد عواد في الدوري والكأس، قبل أن يمنحه المدرب البرتغالي جوسفالدو فيريرا الفرصة في مباراة محلية أخيرة، الشهر الماضي، ليكون ضمن المنتخب المصري، حينما كان في طريقه لمواجهة غينيا ثم إثيوبيا في التصفيات المؤهلة لكأس أمم أفريقيا، ثم انقلب عليه قبل لقاء القمة 124، عندما أكد الحارس إصابته، وخرج من الحسابات الفنية تماماً، وبات فيريرا يركز حالياً على إشراك محمد عواد بديلاً له في كل المباريات حتى نهاية الموسم، بخلاف البحث عن حارس مرمى جديد لحراسة مرمى الزمالك في الدوري.


وتمثل هذه الحالة الفردية انقلاباً فنياً بنسبة 100% في مسيرة أبو جبل الذي تحول إلى بطل شعبي في مصر خلال بدايات العام الجاري، على خلفية تألقه برفقة المنتخب المصري في بطولة كأس أمم أفريقيا 2022 في الكاميرون، التي سحب فيها البساط من تحت قدمي محمد الشناوي حارس مرمى الأهلي ومنتخب مصر، والأفضل في الوطن العربي أخيراً.


ونجح أبو جبل في التألق بشكل لافت أمام منتخبات ساحل العاج والمغرب والكاميرون والسنغال في 4 مباريات متتالية بالبطولة القارية، ولعب دوراً كبيراً في الوصول إلى نهائي أمم أفريقيا الذي خسره "الفراعنة" أمام السنغال، وكان بطلاً في التصدي لركلات الترجيح، عندما تم الاحتكام إليها أمام ساحل العاج، ثم الكاميرون في دورَيْ ثمن النهائي ونصف النهائي للبطولة القارية.


وكان هذا التألق وراء دفعه فيما بعد لرفع مطالبه المالية لتجديد عقده مع الزمالك، وكذلك دخوله في خلافات حادّة مع إدارة ناديه، والتوجه بعدها لتوقيعه للنصر السعودي، قبل أن يتم التأكد من ذلك، وكاد بالفعل أن يرحل إلى النصر في هدوء، قبل أن يثير تراجع مستواه اللافت مخاوف من إمكانية فشل تجربة احتراف أبو جبل في صفوف النادي السعودي مستقبلاً.