نقل مدير مكتب قناة الجزيرة في فلسطين، عن شهود عيان، أن عملية إطلاق النيران من قبل قوات الاحتلال الصهيوني على شيرين أبو عاقلة، مراسلة قناة الجزيرة، كانت متعمدة، وأن الرصاصة أصابتها أسفل الأذن في منطقة لا تغطيها الخوذة التي كانت ترتديها، وتوفيت بعد دقائق.
وصرح مدير مكتب الجزيرة في رام الله وليد العمري، أن شيرين كانت صحفية من الصف الأول عالميًا وليس محليًا، وكانت تحرص على نقل الحقائق وفضح ممارسات جنود الاحتلال، وأنها عملت على مدار 24 عامًا بمهنية ومسؤولية وحرفية وإنسانية.
وتابع العمري في تصريحات إعلامية، أن شيرين وصلت مع زملائها بعد الساعة 6.30 صباح الأربعاء، وكانت ترتدي ملابس الوقاية الصحفية، وعند نزولها من سيارة البث أٌطلقت عليها النيران مباشرة وبشكل متعمد، ولم يكن هناك أي إطلاق نار متبادل من فلسطينيين في وجود قناصة يهود منتشرين على أسطح المنزل.
وأكد العمري أن الصحفيين المتواجدين في المكان هرعوا لنجدتها لكنها توفيت بعد وقت قليل من إصابتها.
الولادة والتعليم
"شيرين نصري أبو عاقلة" يعود أصلها إلى مدينة بيت لحم ولكنها ولدت وترعرعت في القدس عام 1971، وتحمل الجنسية الأمريكية.
أنهت أبو عاقلة، دراستها الثانوية في مدرسة راهبات الوردية في بيت حنينا.
درست في بداية حياتها الهندسة المعمارية في جامعة العلوم والتكنولوجيا في الأردن.
اتجهت بعد ذلك إلى الدراسة الصحفية، حيث حصلت على بكالوريوس في الصحافة والإعلام من جامعة اليرموك الأردنية، وكان تخصصها في الصحافة المكتوبة.
حصلت على درجة البكالوريوس من جامعة اليرموك في الأردن في الصحافة المكتوبة.
الصحافة مهنتي
عادت بعد التخرج إلى فلسطين وعملت في عدة مواقع مثل وكالة الأونروا، وإذاعة صوت فلسطين، وقناة عمان الفضائية، ومؤسسة مفتاح، ومراسلة في إذاعة مونت كارلو الفرنسية.
وفي عام 1997م انتقلت شيرين أبو عاقلة إلى قناة الجزيرة الفضائية، حيث كانت من الرعيل الأول لمراسليها الميدانيين في فلسطين، وواحدة من أبرز الصحفيات الميدانيات حتى وفاتها.
قامت أبو عاقلة بتغطية الكثير من فصول النزاع الإسرائيلي الفلسطيني في الأراضي المحتلة على مدى ربع قرن.
وفي حديث سابق لشبكة الجزيرة، قالت أبو عاقلة إن السلطات الإسرائيلية دائما ما كانت تتهمها بتصوير مناطق أمنية، وأضافت أنها كانت تشعر باستمرار بأنها مستهدفة وأنها في مواجهة قوات الجيش الإسرائيلي والمستوطنين المسلحين.
التخصص فلسطين
قامت أبو عاقلة بتغطية أحداث الانتفاضة الفلسطينية التي بدأت في عام 2000، والاجتياح الإسرائيلي لمخيم جنين وطولكرم عام 2002، والغارات والعمليات العسكرية الإسرائيلية المختلفة التي تعرض لها قطاع غزة.
كانت أبو عاقلة أول صحفية عربية يسمح لها بدخول سجن عسقلان في عام 2005، حيث قابلت الأسرى الفلسطينيين الذين أصدرت محاكم إسرائيلية أحكاما طويلة بالسجن في حقهم.
وروت أبو عاقلة أن من أكثر اللحظات التي أثرت فيها هي زيارة السجن والاطلاع على أوضاع أسرى فلسطينيين، بعضهم قضى ما يربو على 20 عامًا خلف القضبان.
بعد تحسن العلاقات القطرية-المصرية والسماح لقناة الجزيرة بالعودة إلى القاهرة، اختارت قناة الجزيرة أبو عاقلة لتكون أول من يفتتح بثها المباشر من هناك في يوليو الماضي.
قريبة من الإنسان
وسبق أن كشفت أبو عاقلة خلال استضافتها في برنامج "بعد الضهر" على قناة "النجاح" سبب عدم زواجها، مؤكدة أن عدم زواجها مجرد نصيب، نافية أن يكون عملها هو السبب في عدم تفكيرها في الزواج، ومؤكدة أنها سعيدة بحياتها كما هي.
وأضافت أن "كل خيار في الحياة له سلبياته وإيجابياته"، مشددة على أنها لم تأخذ أي قرار ضد الزواج، كما لم يكن هناك أي قرار بضرورة الزواج، مشيرة إلى أن الزواج لا يأتي بسبب قرار، بل حين يأتي الشخص المناسب فقط.
وقبل استشهادها بنحو ساعة، أفادت شيرين القناة بآخر رسالة صحافية جاء فيها أن "قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم جنين وتحاصر منزلًا في حي الجابريات".
وفي فيديو ترويجي بثته الجزيرة في أكتوبر الماضي بمناسبة الاحتفال بذكرى تأسيسها الـ25، قالت أبو عاقلة: "اخترت الصحافة كي أكون قريبة من الإنسان. ليس سهلاً ربما أن أغير الواقع، لكنني على الأقل كنت قادرة على إيصال ذلك الصوت إلى العالم.. أنا شيرين أبو عاقلة".