وسط غياب كامل للدول الإسلامية والعربية يقف الفلسطينيون وحدهم يدافعون عن الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، حيث تصدى شبان فلسطينيون بأجسادهم لاقتحام جديد للأقصى من جانب قوات الاحتلال الصهيوني. 

فيما أطلقت الشرطة الإسرائيلية وابلا من الرصاص المطاطي، وقنابل الصوت، على مصلين ومرابطين ومعتكفين بالمسجد الأقصى ما أسفر عن إصابة 31 فلسطينيا حتى كتابة هذه السطور.

واقتحمت قوات من الشرطة المسجد، من جهة باب السلسلة وباب المغاربة، في الجدار الغربي للمسجد، لمسافة عشرات الأمتار.

ورشق عدد من الشبان الفلسطينيين قوات الشرطة الإسرائيلية، التي كانت في منطقة باب السلسلة، بالحجارة.

وكان عشرات الآلاف من الفلسطينيين قد أدوا صلاة الفجر في المسجد.

وعقب انتهاء الصلاة، شارك الآلاف في وقفة، قبالة المصلى القبلي، تم خلالها ترديد هتافات “الله أكبر” و”بالروح بالدم نفديك يا أقصى”.

ورفع الشبان العلم الفلسطيني، ورايات خضراء.

ومن بين المصابين ثلاثة صحفيين ومسعف، بالإضافة لمسنين وأطفال.


واعتلى قناصة الاحتلال الأسطح الملاصقة للأقصى، وأطلقوا الرصاص المعدني بشكل مباشر تجاه المرابطين.

وكان الاحتلال قد فشل في منع وصول الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى للمشاركة في صلاة الجمعة.

وأكد الناشط المقدسي فخري أبو دياب، وهو عضو "لجنة الدفاع عن سلوان"، أن "كثرة أعداد الوافدين للصلاة في المسجد الأقصى جعلتهم يفرضون سيطرتهم على الوضع في القدس، ولم تستطع قوات شرطة الاحتلال إعاقتهم".

وأفاد في حديثه لموقع "عربي21"، بأن "عدد المصلين في صلاة العشاء والتراويح في ليلة 21 من رمضان قاربت 68 ألفا، معظمهم من مدينة القدس المحتلة".

واحتجزت قوات الاحتلال بعض المصلين داخل المصلى القبلي، فيما تصدى المصلون بما توفر لديهم من أدوات بسيطة لاقتحام قوات الاحتلال. 


ويأتي اقتحام جيش الاحتلال للمسجد الأقصى رغم انتهاء "عيد الفصح اليهودي"، الذي يتخذه المستوطنون مناسبة للتصعيد من اقتحامات المسجد الأقصى، ورغم إعلان الاحتلال وقف الاقتحامات حتى نهاية رمضان بدءا من اليوم الجمعة. 

وخلال الأسبوع الماضي، تعاملت الطواقم الطبية مع 200 إصابة إثر اعتداءات الاحتلال على المصلين في المسجد الأقصى ومحيطه. 

وكان نشطاء فلسطينيون دعوا إلى تلبية وإحياء صلاة فجر الجمعة الثالثة من شهر رمضان في المسجد الأقصى، تحت شعار "إنا باقون".

وحثت الدعوات على شد الرحال للمسجد الأقصى من كل الأراضي الفلسطينية.

وتحولت حملة "الفجر العظيم" إلى تظاهرة أسبوعية في الأقصى، تلقى حشدا فلسطينيا كبيرا دفاعا عن المسجد والمقدسات.


وانطلقت الحملة لأول مرة من المسجد الإبراهيمي بمدينة الخليل في تشرين الثاني/نوفمبر 2020، لمواجهة المخاطر التي تهدد المسجد، واقتحام قوات الاحتلال والمستوطنين المتكرر له، ومحاولات تهويده، وأداء الطقوس التلمودية فيه، ومن ثم انتقلت إلى المسجد الأقصى، حتى عمت الحملة بقية المدن الفلسطينية