عامر شماخ:

إرهاب أسود متواصل بترتيب «الجهات السيادية»، لن يتطرق إليه «الاختيار»، بدأ منذ أن وضع الرئيس «مرسى» رجله فى القصر الجمهورى، طال هذا الإرهاب الأنفس والممتلكات، ولم يتردد صانعوه فى ارتكاب أبشع الجرائم لتحقيق هدفهم الوحيد؛ وهو إجلاء «مرسى» عن الرئاسة، وألا يحكم مصر إسلاميون..

فى السطور التالية رصدٌ لفترة وجيزة، لضيق المساحة، لما جرى من عمليات ترويع وإرهاب، وقعت قبل (٦/٣٠)، مع العلم أن ما وقع بعدها كان أشرس وأفظع..

فى يوم الخميس (14/3/2013) دعت إحدى الحركات المجهولة للتظاهر أمام مكتب الإرشاد بمنطقة المقطم يوم الجمعة، إلا أن دعواتهم باءت بالفشل؛ إذ لم يحضر أى متظاهر فى هذا اليوم، فيما ذهب الصحفيون والإعلاميون الذين أتوا لتغطية الحدث يمارسون لعبة كرة القدم.

وفى ظهر السبت (16/3/2013) أتت مجموعة حاملين أدوات رسم «الجرافيتى» وبدءوا فى الرسم على جدران المبنى، إلا أن أمن المقر منعهم، فأمطروهم بالسباب والشتائم البذيئة، واعتدوا بالضرب على طبيب بمستشفى مجاور حاول منعهم من أفعالهم، ثم وقعت اشتباكات بينهم وبين أفراد الأمن تطورت إلى قطعهم الطريق أمام سيارات المطافى، وجاءت الشرطة (أخيرًا) لتفرقهم ولتفسح المجال للمطافى لإخماد الحريق، ولقد شُوهدت سيارة سوداء ماركة (ماتريكس) تحمل لوحات (رط ط 764) توزع رصاص خرطوش على البلطجية، وقامت سيارة أتوبيس تحمل شعار شركة «ليبرتى للسياحة» لوحات (ق ر 4753) بتوزيع مولوتوف على المتظاهرين، بعد تسلمها من سيارة (ميتسوبيشى لانسر) تحمل لوحات (ب ب ص 641)، وقد قدمت بلاغات ضد ملاك هذه السيارات بـ(فيديوهات) لكن لا مجيب!!

لم تكن هذه الجريمة هى أولى جرائم الاعتداء على مقار وممتلكات الإخوان، ولن تكون الأخيرة. وفيما يأتى بيان مختصر لهذه الاعتداءات الممنهجة التى وقعت فى أقل من أربعة أشهر:

13/10/2012: إلقاء زجاجات مولوتوف على مقر حزب الحرية والعدالة بمدينة 6 أكتوبر؛ حيث سقطت إحداها أمام العمارة التى يوجد بها مقر الحزب بالطابق الثانى، بينما سقطت زجاجات أخرى بمقر الحزب محدثة تلفيات، وحاول بعض المارة الإمساك بالجانى إلا أنه لاذ بالفرار فى اتجاه سيارة مزدوجة الكابينة، استقلها وفر هاربًا.

23/11/2012: قام عدد من شباب القوى السياسية بالتوجه نحو مقر حزب الحرية والعدالة بمحطة الرمل بالإسكندرية واقتحامه، وإخراج جميع محتوياته وإلقائها فى نهر الطريق، ثم أشعلوا فيه النيران.

23/11/2012: حرق مجهولون مقر حزب الحرية والعدالة بمنطقة سيدى جابر بالإسكندرية.

23/11/2012: حرق بلطجية مقر حزب الحرية والعدالة بمدينة أسوان، وألقوا عليه كمية كبيرة من الحجارة، وحطموا الواجهة الأمامية، ومزقوا اللافتات، وحاولوا حرق مقر الجماعة إلا أن الأبواب كانت مغلقة فحالت دون ذلك.

23/11/2012: أحرق بلطجية مقر حزب الحرية والعدالة ببورسعيد؛ حيث أتت النيران على كل محتويات المقر.

25/11/2012: تعرض مقر حزب الحرية والعدالة فى مدينة المحلة الكبرى للاعتداء، وكانت النيابة العامة قد استدعت المدعو حمدى الفخرانى و(14)؛ لاتهامهم بالتحريض على حرق المقر.

26/11/2012: تعرض مقر لحزب الحرية والعدالة فى مدينة المنصورة للاعتداء من قبل عدد من البلطجية والذين حاولوا حرقه.

27/11/2012: قام مجهولون بالهجوم على مقر حزب الحرية والعدالة بشارع الجلاء بمدينة المنصورة، وألقوا عليه زجاجات المولوتوف وبداخله عدد كبير من أعضاء الحزب، وكان هؤلاء البلطجية مدججين بالأسلحة النارية.

5/12/2012: قام بلطجية بمحافظة الشرقية بإلقاء زجاجات مولوتوف على مقر حزب الحرية والعدالة بمنطقة المساكن التعاونية بمدينة الزقازيق؛ ما أسفر عن اشتعال النار فى بعض الأوراق والكراتين الموجودة فى بلكونة المقر.

6/12/2012: اقتحم مجهولون مقر حزب الحرية والعدالة بمدينة الشهداء بالمنوفية، وقاموا برشق المقر بوابل من الحجارة؛ ما أدى إلى تحطيمه بالكامل، ثم قاموا باقتحامه وإلقاء محتوياته فى الشوارع المجاورة. كما تم حرق مقر حزب الحرية والعدالة بقرية «أبو العوالى» التابعة لمركز أشمون بالمنوفية، وتدميره بالكامل.

6/12/2012: قام مجهولون بإلقاء زجاجات حارقة على حزب الحرية والعدالة بمدينة بلبيس بالشرقية؛ ما أدى إلى احتراق لافتة المقر. وتم تحرير محضر بالواقعة، اتُهم فيه حمدين صباحى والبرادعى وعمرو موسى بالتحريض على حرقه.

6/12/2012: حطم مجموعة من البلطجية مقر حزب الحرية والعدالة بالسويس تحطيمًا كاملًا، بعد اقتحامه وإشعال النيران فيه.

6/12/2012: قام عدد من البلطجية بمهاجمة حزب الحرية والعدالة بمدينة طنطا بشارع البحر، وحاولوا إشعال النار فيه.

6/12/2012: قام مجهولون بحرق مقر الإخوان الرئيسى بالمرحلة الخامسة بالإسماعيلية؛ حيث حطموا الواجهة الرئيسية للمقر، وأشعلوا النار فيه، وألقوا قنابل المولوتوف والكرات الحارقة فى أثناء وجود (15) فردًا داخل المقر.

7/12/2012: قام مجهولون بمهاجمة مقر مكتب الإرشاد وحطموا محتوياته من الأثاث والأدوات الصحية والأجهزة الكهربائية.

5/1/2013: قام بلطجية باقتحام مقر الإخوان فى دمنهور بالبحيرة حيث تم حرق جميع محتويات المقر.

5/2/2103: أعلن أعضاء حركة «بلاك بلوك» مسئوليتهم عن حرق مقر حزب الحرية والعدالة بمدينة بنى سويف الجديدة.

• هجوم إرهابى على «المقطم»:

 

لم يمض أسبوع على أعمال البلطجة التى وقعت أمام مكتب الإرشاد بالمقطم حتى تحولت المنطقة التى يقع فيها المبنى إلى ساحة حرب، بما تعنيه الكلمة، بل صار الحى كله ميدانًا للدماء.. بدأت الأحداث ظهر الجمعة
(22/3/2013) بانتشار مئات البلطجية يحملون الخرطوش والسنج والأسلحة البيضاء، وقد بدءوا بقطع الطرق، وحرق السيارات، فى ظل غياب تام للشرطة.

تركزت الأحداث فى «ميدان النافورة» حيث اعتدى البلطجية على شباب الإخوان الذين حضروا لحماية المبنى، كما اعتدوا على مسجدين احتمى بهما الشباب، ومنعوا سيارات الإسعاف من الوصول إلى مسجد «الحمد» لإنقاذ المصابين، وهو الأمر الذى تكرر فى مسجد «بلال بن رباح» الذى حاصره البلطجية لأكثر من ثلاث ساعات، وقد أمطروه بالخرطوش والحجارة، وحطموا السيارات الموجودة حوله، وأحرقوا بعضها.

وقد تم اختطاف عدد من شباب الإخوان واحتجازهم فى مقر «حزب الدستور» بميدان النافورة، كما احتجزوا عددًا من هؤلاء الشباب داخل الفيلا رقم (8) بجوار مبنى الإذاعة. ولم يسلم أهالى الحى من خرطوش وأسلحة البلطجية؛ حيث اعتدوا على الداخلين والخارجين من طريق صلاح سالم ومن الطريق الدائرى، ومنعوا السيارات من الدخول إلى الهضبة، وقاموا باقتحام مستشفى البنك الأهلى فى محاولة لاختطاف المصابين أو الإجهاز عليهم، إلا أن بعض العاملين تصدوا لهم فعادوا يحرقون ما يصادفهم من سيارات وأتوبيسات اعتقدوا أنها تخص الإخوان.

وقد سجلت المحاضر التى تقدم بها الضحايا تهاونًا من جانب السلطات، وتقاعسًا من الداخلية بصفة عامة والتى لم يكن لها أى دور فى الأحداث.

 

وحرر محامو الجماعة محاضر ضد عدد من السياسيين الذين تقدموا المظاهرات، منهم: خالد على، حازم عبد العظيم، أحمد على داود، ميدو فاروق، كريم حورس، علاء زغلول.
أما المصابون من الإخوان فبلغوا العشرات، إصابات بعضهم سببت عاهات مستديمة.

وقد كشف موقع «إخوان أون لاين» عن بعض الأسماء، من السياسيين والرموز، الذين مولوا هذا الإرهاب، وذلك على لسان أحد شهود العيان ممن قبضوا على بعض البلطجية، قال الشاهد (ويدعى مصطفى يحيى حجازى): «الشباب تمكنوا من القبض على عدد من البلطجية واحتجازهم، وكان من بينهم شخص يدعى «مينا» وهو أحد المسئولين عن تفجير إحدى الحافلات، وكان بحوزته الخرطوش والأسلحة، وبمجرد أن تم الإمساك به اعترف بأنه قام باستئجار عدد من البلطجية وتمويلهم بالأسلحة والأموال اللازمة لحرق مقر المركز العام.

وبعد محاولات الشباب للضغط عليه لمعرفة الجهة التى حرضته، اعترف بأنه النائب السابق (محمد أبو حامد) وأنها لم تكن المرة الأولى؛ حيث كان أحد المشاركين فى أحداث الاتحادية).

• احتجاز فتيات «الحرية والعدالة»:

وفى اليوم نفسه: (الجمعة، 22/3/2013) توزع العنف على مناطق أخرى فى مصر، أسفرت عن عشرات المصابين، نتجت عن اقتحامات لمقار الحزب والجماعة، أغلبها فى محافظتى الشرقية والغربية، ووقع اعتداء على فتيات -من جانب البلطجية- داخل مقر «الحرية والعدالة» بالمنيل؛ حيث تم احتجازهن لساعات داخل دورة مياه الشقة، وسط تهديدات باغتصابهن وقتلهن ثم حرق المقر، ولم تأت الشرطة لإنقاذهن رغم الاستغاثات الكثيرة، ولم ينصرف المجرمون إلا بعد أن استولوا على على كل محتويات المكان.