خرج سودانيون الجمعة، في مظاهرات تلبية لدعوة قوى سياسية في السودان وناشطين، في العاصمة الخرطوم ومدن البلاد، تزامنا مع إعلان وزير الشباب والرياضة السوداني، أيمن سيد سليم، استقالته من حكومة تصريف الأعمال.


واعتبر سليم أن تكليفه "غير دستوري" كونه جاء من جهة غير مجلس الوزراء.


وأضاف: "تلقيت، مؤخرا، اتصالا هاتفيا من الأمين العام لمجلس الوزراء يطلب مني التأكيد على الاستمرار في تسيير المهام، ولكن بعد ذلك فوجئت بصدور قرار تكليفي بمهام وزير الشباب والرياضة من جهة أخرى غير مجلس الوزراء وهو أمر غير دستوري".


وتابع: "وعليه أتقدم باستقالتي عن أي منصب في وزارة الشباب والرياضة الاتحادية".


وتأتي حالة التخبط السياسي والمظاهرات والعصيان المدني بالسودان في وقت تشهد فيه البلاد كذلك دعوات للاستمرار في العصيان المدني.


وكانت قد دعت قوى إعلان الحرية والتغيير وتجمع المهنيين السودانيين وكيانات أخرى، إلى التظاهر عقب صلاة الجمعة، تحت شعار "جمعة الشهيد".


‏وقالت قوى التغيير في بيان لها: "‎حظي العصيان المدني بمشاركة واسعة من كل قطاعات شعبنا، حيث تصدت لجان المقاومة لدورها كطليعة في مواجهة الاستبداد بالدعوة للعصيان وبالتتريس، وأعلن ٦٠ كيانا مهنيا انخراطهم في الإضراب عن العمل، وسط مشاركة واسعة لقطاعات الصحة والتعليم والمصرفيين والصيادلة والقطاع العدلي والمحاسبين، بالإضافة للقطاع الهندسي".


وقالت إنه "شهد القطاع الطبي انسحاب الكوادر الطبية من المستشفيات التي تتبع للقوات النظامية، كذلك الدعوة التي أطلقها اتحاد أصحاب العمل للانضمام للعصيان.

 
وجددت قوى الحرية والتغيير الدعوة للجلوس في غضون الأيام القادمة؛ لإحكام التنسيق فيما بينها، والتحضير لما أسمتها "المعركة الفاصلة التي يسترد فيها شعبنا حريته وكرامته".


وأضافت أن الدعوة لمظاهرات الجمعة تأتي من أجل "تخليد ذكراهم عبر مواكب تسير من المساجد عقب صلاة الجمعة، وأن تتوجه المواكب القريبة من بيوت الشهداء لمنازلهم، إظهارا لتضامن شعبنا مع أسرهم، وتمسكه بمواصلة المسير".


من جانبه، ومنذ الأربعاء، تشهد الخرطوم عصيانا مدنيا، دعت إليه كيانات بينها قوى "الحرية والتغيير" و"تجمع المهنيين" و"لجان المقاومة".


ويشهد السودان، منذ 25 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، احتجاجات رافضة لإجراءات استثنائية فرضها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، أبرزها إعلان حالة الطوارئ، وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين.


ويتهم الرافضون لهذه الإجراءات البرهان بالانقلاب على مرحلة انتقالية، بدأت في 21 آب/ أغسطس 2019، وكان يُفترض أن تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024، ويتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وقوى مدنية وحركات مسلحة وقعت مع الحكومة في 2020 اتفاقا للسلام.


وفي أكثر من مناسبة، نفى البرهان قيام الجيش بـ"انقلاب عسكري"، واعتبر أن ما حدث هو "تصحيح لمسار المرحلة الانتقالية"، متعهدا بتسليم السلطة لحكومة انتقالية.