خلصت دراسة أجراها باحثون في جنوب أفريقيا إلى أن متحور أوميكرون قد يكون مؤشرًا على نهاية المرحلة الوبائية لكورونا بحسب وكالة (بلومبرغ).

أجريت الدراسة في مجمع مستشفى (ستيف بيكو) الأكاديمي بجنوب أفريقيا وتناولت 466 مريضًا من الموجة الحالية و3976 آخرين من موجات عدوى سابقة، وأظهرت أن موجة العدوى تتحرك بسرعة قياسية لكنها تسببت في وجود مرض أكثر اعتدالًا قياسًا بالسلالات السابقة.

وخلص الباحثون إلى أنه إذا استمر هذا النمط وتكرر على مستوى العالم فقد نرى تحولًا في معدلات الوفيات، وهو ما يشير إلى أن أوميكرون قد يكون نذيرًا بنهاية المرحلة الوبائية لكورونا.

وبحسب الدراسة فإن انتقال الوباء إلى ما يعرف بمرحلة “التوطين” والتعرض الواسع له سيمنح مزيدًا من الناس مناعة تؤدي إلى مرض أقل خطورة، لكن العلماء أشاروا إلى أن الفيروس يمكن أن يتطور أكثر إلى سلالة تسبب مرضًا أشدّ.

وتعليقًا على الدراسة قال الدكتور طلال نصولي أستاذ المناعة بجامعة جورج تاون ضيف برنامج (المسائية) على الجزيرة مباشر “صحيح أن أوميكرون أعراضه أقل من سلالة دلتا إلا أنه أوسع انتشارًا، لكن الثابت أن اللقاحات تعمل بشكل ممتاز جدا. فإذا أخذ الشخص المحصّن عدوى أوميكرون ترتفع حرارته ليوم أو يومين ثم يتماثل للشفاء تدريجيًّا دون أي مضاعفات”.

وأضاف “النسبة العظمى (حوالي 99%) ممن توفوا من كوفيد-19 لم يأخذوا اللقاح، وأما من أخذه وأخذ الجرعة المعززة ويلتزم بارتداء الكمامة فبإمكانه الرجوع لنمط حياته العادي”.

وتابع “من لم يأخذ اللقاح يؤذي نفسه ومجتمعه بالكامل فضلًا عن أنه يساهم في ظهور طفرات جديدة للفيروس الذي يتكرر داخل الشخص المصاب غير الملقح بشكل أسرع بكثير من الشخص الملقّح”.

وأوضح ذلك قائلا “ظهور طفرات جديدة للفيروس ليس من الضروري أن يكون مؤشرًا على ضعفه واندثاره، فربما تكون الطفرات أشد فتكًا وقد تكون أشد ضعفًا، وبالتالي فنحن نريد منع ظهورها من الأساس”.

وحول ما خلصت إليه الدراسة من انخفاض عدد الوفيات في هذه الموجة مقارنة بسابقتها يرى الدكتور نصولي أن الكلام حول هذا الأمر ليس دقيقًا أو لا يمكن تعميمه لأن أعمار المصابين في جنوب أفريقيا معظمهم من الشباب أو من الأقل سنًّا مقارنة بأعمار المصابين في أوربا والولايات المتحدة على سبيل المثال.

وكانت منظمة الصحة العالمية قد قالت إن حصيلة الوباء في العالم ربما تكون أعلى بضعفين أو ثلاثة أضعاف من تلك المسجلة رسميًّا، في الوقت الذي دفعت فيه الموجة الوبائية القياسية الجديدة العديد من الدول إلى إعادة فرض قيود احترازية دون الوصول إلى حد الإغلاق العام.