طالب مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير care) بالتحقيق في واقعة وضع رأس خنزير ورسالة معادية للإسلام، أمام مركز إسلامي ومدرسة تابعين له في مدينة أوستن بولاية ميتشغان.


وفي الوقت ذاته تعرض مسجد بمانشتر سيتي في بريطانيا لإضرام حريق في بوابته الخشبية، وجاء ذلك كله بالتزامن مع الذكرى العشرين لأحداث 11 سبتمبر.


وقال نهاد عوض المدير التنفيذي لـ (كير) خلال لقاء على الجزيرة مباشر “إننا كنا نتوقع مثل هذه الحوادث بالتزامن مع هذه ذكرى هجمات سبتمبر التي راح ضحيتها قرابة 3 آلاف برئ”.


وأضاف أن واقعة الرسالة بمثابة محاولة لتخويف وترهيب المسلمين، وأن هناك تحركًا عاجلًا من السلطات الأمريكية للبحث فيها وإعلان عن مكافأة مالية لمن يساعد المحققين في الوصول لمن قام بوضع رأس الخنزير والرسالة أمام المركز الإسلامي.


وأشار عوض إلى وقوع عدد من الحوادث المشابهة خلال الأيام الماضية، فقد تم تخريب أحد مداخل المراكز الإسلامية في ميتشغان وأيضًا تعرضت امرأة محجبة للضرب داخل إحدى الطائرات وتم اعتقال المرأة المعتدية.


وتابع “طالبنا السلطات في ميتشغان بإنزال عقوبة الجناية بدافع الكراهية على المرأة المعتدية، حتى تكون رادعًا”.


إستطلاع رأي


وقال المدير التنفيذي لـ (كير) إن هذه الحوادث ليست منعزلة عن سياق عام للاعتداء علي المسلمين ومقدساتهم.


و فسر أنهم أعلنوا قبل يومين عن نتائج استطلاع رأي لحوالي 1300 مسلم لتقييم تجربتهم خلال الـ 20 سنة الماضية، وكانت النتيجة أن 69% من المسلمين الأمريكيين قالوا إنهم تعرضوا لحوادث تمييز خلال العقدين الماضيين.


وأضاف عوض أن غالبية المسلمين يشعرون بأن أعمال العنصرية والإسلاموفوبيا لم تنته بل إنها في تزايد مستمر.


السياسة وشرعنة الإسلاموفوبيا


وبشأن تأثير حملات التصحيح خلال العشرين سنة الماضية في تغيير صورة المسلمين، قال نهاد عوض إن هذه الأحداث تمثل سياسة الدولة التي استهدفت المسلمين بعد أحداث سبتمبرأيلول لأن المسلمين وضعوا في قفص الاتهام وتم تأسيس قانون يسمى قانون الوطنية الذي أطلق العنان للمؤسسات الأمنية للتجسس على المسلمين الأمريكيين من دون دليل أو ضلوع في جريمة.


وأضاف أن هناك الآلاف وضعوا على قوائم المشتبه فيهم وتم مضايقتهم في المطارات، ولكن هذه الأحداث لا تمثل المجتمع الأمريكي، على حد قوله.


وأشار عوض إلى أن الإسلاموفوبيا أخذت حيزًا سياسيًا وشرعنة من صاحب القرار السياسي بما فيهم الرئيس السابق دونالد ترمب، وتابع “مسلسل الكراهية لا نعتبره جزءًا من الماضي بل نتوقع أنه سيستمر في المستقبل”.


نضوج سياسي لمسلمي أمريكا


وأكد المدير التنفيذي لـ (كير) أن الأهم في الموضوع أن المسلمين الأمريكيين قَوِيَ عودهم السياسي، وهناك نضوج وحضور قوي في المحافل الفنية والسياسية والإجتماعية لإبراز الصورة الصحيحة عن المسلمين والإسلام.


وتابع “هناك تقدم، والمجتمع الأمريكي بشكل عام يحتضن المسلمين، وهم شركاء في العديد من المشاريع الخيرية، هذا رغم إستغلال بعض السياسيين للعنصرية والخوف غير المبرر من الإسلام بهدف تسجيل مواقف سياسية، بدلًا من اهتمامه بتقوية التنوع الأمريكي”.


واختتم نهاد عوض بالقول إن “الولايات المتحدة فشلت في مكافحة الإرهاب لأنها لم تستخدم الإستراتيجية البعيدة المدى، وفي النهاية صدّرت الإرهاب إلى الكثير من الدول وأصبحت دولة لديها معركة في الداخل”.