نشر موقع "المونيتور" تقريرا سلط خلاله الضوء على هدم سلطات الانقلاب قصر أندراوس في الأقصر الذي يعود إلى 120 عاما تحت مزاعم تطوير المنطقة.

 

وبحسب التقرير، أثار هدم قصر أندراوس بمدينة الأقصر بجنوب مصر جدلا حادا وانتقادا، خصوصا من قبل علماء الآثار، بسبب القيمة التاريخية والتراثية للمبنى والأحداث الهامة التي شهدها على مدار التاريخ.

 

وفى يوم 23 أغسطس بدأت عملية إزالة النفايات وهدم بعض أجزاء القصر التاريخي الشهير المُطل على نهر النيل كجزء من خطة لتطوير المنطقة المجاورة لشارع أبو الهول المعروف أيضا باسم طريق الكرام الذي من المقرر افتتاحه في نوفمبر.

 

وقام مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي بنشر صورا لهدم قصر توفيق باشا أندراوس الذي يعود إلى 120 عاما، وعبروا عن حزنهم لاستمرار هدم المباني التاريخية في مصر.

 

وتزامنا مع عملية هدم قصر الأندراوس قام رئيس الوزراء في حكومة الانقلاب مصطفى مدبولي في 25  أغسطس بجولة تفقدية داخل معبد الكرنك وعلى طريق الكرام لمتابعة آخر التطورات المستجدة في التحضيرات للبدء بافتتاح مشروع الطريق أمام السياح.

 

وبمجرد إطلاق مشروع طريق رامس الذي يمتد بطول 2700 كيلومتر (1680 ميلا) ويربط بين معابد الأقصر والكرنك ويتكون من 1200 تمثال، ستصبح مدينة الأقصر أكبر متحف مفتوح في العالم.

 

وقال مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، في بيان يوم 25 أغسطس "صدر قرار بإزالة قصر أندراوس التاريخي في محافظة الأقصر، بعد أن كان على وشك الانهيار نتيجة لحفريات تجري من تحته من قبل اللصوص، الذين يحاكمون حاليا".

 

وتابع وزيري قائلا: "عُثر تحت القصرعلى بقايا معبد روماني، وستجرى الحفريات لمعرفة المزيد عن هذا الهيكل في غضون ثلاثة أيام ويتوقع أن تُنجز في غضون أربعة أشهر".

 

في 24 أغسطس، نشر الخبير الأثري عماد عثمان مهران على صفحته على فيسبوك صورة عن قرار اللجنة المشكلة من محافظة الأقصر في 5 أغسطس بإزالة القصر.

 

ورفض خبراء الآثار والتراث هدم القصر وطالبوا بحفظه باعتباره جزءا من ذاكرة وتاريخ محافظة الأقصر.

 

وتساءلت سهير حواس، أستاذة الهندسة المعمارية والتصميم الحضري في كلية الهندسة في جامعة القاهرة وعضو "الهيئة الوطنية للتناغم الحضري" التابعة لوزارة الثقافة المصرية عن الاهتمام بهدم قصر بهذه القيمة التاريخية".

 

وقالت حواس ل "مونيتور" إنها "فوجئت بالإصرار على هدم القصر التاريخي رغم أنه يمثل إحدى الطبقات التاريخية في الأقصر".

 

وقالت إنها "كانت جزءا من لجان سابقة لتقييم حالة القصر وإمكانية هدمه، وشاركت حواس في كتابة تقريرين عن حالة القصر، بما في ذلك توصية بعدم هدمه، وأضافت "التقيت بنتي توفيق أندراوس [صوفي ولودي] في عام 2009 خلال إحدى عمليات التفتيش في القصر".

 

وفي عام 2013، عثرت السلطات على جثتي صوفي، 82 عاما، ولودي، 79 عاما، مقتولتين داخل القصر، وحتى الآن لم تعتقل أجهزة الأمن الجناة، ويعتقد أن السيدتين قُتلتا خلال أعمال السلب والنهب غير القانونية.

 

واستنكرت حواس أسباب عملية الهدم، بدعوى أن المبنى على وشك الانهيار، قائلة إنه كان من الممكن ترميمه، وانتقدت عدم قيام الدولة باستعادة القصر في الماضي بحجة أنه على وشك الانهيار.

 

في 23 أغسطس، نشر سمير غريب الرئيس السابق لمنظمة الوفاق المدني، على صفحته على فيسبوك وثيقة تشير إلى أن هناك لجنة شكلتها وزارة الثقافة عام 2009 لمناقشة هدم القصر، وأجمعت على رفض الهدم، وأشار إلى أن اللجنة تضم ممثلين عن المنظمة الوطنية للتوافق الحضري، ويترأسها صابر عرب، أستاذ التاريخ المعاصر ورئيس مكتبة مصر الوطنية والمحفوظات (دار الكتاب) في ذلك الوقت.

 

وجاء في وثيقة غريب أن اللجنة أوصت بعدم هدم قصر أندراوس، لأنه يمثل قيمة تاريخية ومعمارية مميزة تخضع لأحكام القانون رقم (144) لسنة 2006 الخاص بتنظيم المباني التراثية.

 

وعن القيمة التاريخية للقصر، نشر موقع مصراوي الإخباري تقريرا في 23  أغسطس ذكر فيه أن "القصر أسسه توفيق باشا أندراوس عام 1897، وأنه واحد من مجموعة من القصور ذات القيمة التاريخية النادرة وقد احتوى على العديد من القطع الأثرية التي تم نقلها إلى مستودعات الآثار في الأقصر منذ حوالي 20 عاما".

 

جاء في تقرير الموقع أن "أندراوس استضاف العديد من الشخصيات المصرية البارزة، ومن بينهم سعد زغلول، قائد ثورة 1919، وكان أندراوس قد وقف ضد سلطات الاحتلال الإنجليزي والحكومة المصرية في عام 1921 واستضاف زغلول في قصره، في وقت منعت فيه الحكومة المصرية سفينته على نهر النيل من الرسوّ على أي ساحل".

 

ووصفت مونيكا حنا، عميدة كلية الآثار بالإنابة في الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، هدم القصر بأنه "أمر مؤسف"، وقالت لـ"مونيتور"إن القصر كان بمثابة بيت للشعب في الأوقات الصعبة وقد شهد الكثير من الأحداث في الماضي".

 

وقالت "إن مصر القديمة تتهاوى بسبب الهدم وتحديث المباني الأثرية والتراثية بطلاء بعضها".

 

وأشارت إلى أنه "في حال استمرار عمليات الهدم فإن مصر ستخسر تاريخها، مضيفة يجب أن تتم إعادة تأهيل المباني المتهالكة وليس هدمها، متسائلة هرم زوسر على وشك الانهيار، هل ندمره أو نستعيده؟ إذا أصبحت أهرامات الجيزة ضعيفة، هل ندمرها؟.

 

وفي فبراير 2019، أزالت سلطات الانقلاب سوق العنبريين التاريخي في القاهرة، الذي يعتقد أنه أنشئ قبل أكثر من 900 عام، وفي يناير 2016، دمرت في الإسكندرية فيلا زينب الوكيل الأثرية، زوجة مصطفى النحاس باشا، الذي شغل منصب رئيس الوزراء في عهد الملك فاروق، كما شهدت المحافظة الواقعة في شمال مصر أيضا هدم مبانٍ قديمة أخرى، بما في ذلك فيلا غوستاف إيجيون وفيلا أمير البحر وفيلا سيكوريل وعبود باشا.

 

https://www.al-monitor.com/originals/2021/09/destruction-120-year-old-palace-sparks-anger-egypt