د/ إبراهيم كامل
عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين  

الحمد لله أنيس المتفردين، وحرزَ اللاجئين، و ظهير المنقطعين، وأحق من ذُكر، وأحق من عُبد، وأنصر من ابتُغي، وأرأف من مَلَك، وأجود من سُئل، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه والتابعين وتابعيهم ونحن معهم بإحسان إلى يوم الدين
وبعد :
اعلموا ياأهل الحق والشرعية أن كل مبادرة خرقاء أوعرجاء لاتتضمن كل حقوقكم  سوف تنكسر أمام صلابتكم  فلاتلتفتوا إلى هذا أوذاك وسيشتد البلاء بكم حتى يمكن الله لكم وينصركم ويخزهم ويشف الله صدروكم المؤمنة  فلاتهنوا ولاتحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين وأحببت أن أعيش معكم في بعض ظلال السيرة النبوية العطرة لك تزدادوا ثباتا وثقة في الله وفي المنهج الذي أنتم عليه حتى تلتقوا برسولكم الكريم صلى الله عليه وسلم على حوضه الشريف ليروي ظمأكم ويمسح أحزانكم ويأخذ بأيديكم ويهنئكم بماوعدكم الله به في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر .
ماأشبه الليلة بالبارحة  
هذه مكة بخيلها وخيلائها بعدتها وعتادها تعجز عن الصمود أمام رسولكم صلى الله عليه وسلم بمفرده لأنه على الحق المبين ومن باب العلم بالشيء فقط فقد دعا كل من زيد بن عمرو بن نفيل وورقة بن نوفل قريشا إلى نبذ الأصنام قبل أن يكلف الرسول صلى الله عليه وسلم بالرسالة لكن خطورة الرسول صلى الله عليه وسلم عليهم لأنه جاء بمنهج متكامل يتعارض مع شهواتهم وأهوائهم ويساوي بين الناس حتى يكونوا كأسنان المشط ولم تترك قريش باب ظلم أوفجور أوغدر  إلا ووجهته ضد رسول الإنسانية صلى الله عليه وسلم وعلى عجالة سنستعرض بعضا من مساوماتهم وترغيبهم وترهيبهم وتنكيلهم برسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه من الفئة المؤمنة الضعيفة وكما قال أحد كتاب السير  :
إن أعداء الإسلام في كل زمان ومكان لم يكفوا ولن يكفوا عن استخدام كافة الوسائل والأساليب لإطفاء نور الإسلام ومحاربة دعاته ، وربما تتجدد الأساليب والوسائل ، ولكنها لا تخرج في مضمونها عن تلك الأساليب التي مارسها كفار قريش ضد المسلمين المستضعفين بمكة" ( السيرة النبوية للدكتور مهدي رزق الله )
وانظروا إلى قريش وهي تتهاوى من قمة الغطرسة والغرور إلى طلب العفو والسماح من رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم –  وهذه هي نفس الخطوات التي يستعملها الانقلابيون السيسيون دائما وسيذلهم الله وسيداسون بنعال الشرعية بإذن الله وحده وإليكم أفعال هؤلاء المجرمين في كل زمان ومكان خاصة مافعلوه ضد رسول الإنسانية صلى الله عليه وسلم  
1 -  التهديد باستعمال القوة ضد رسول الله صلى الله عليه وسلم – وهذا الذي فعله المجرم المنحوس بطلب التفويض إياااه
بعد ذلك كانت المقاطعة العامة في شعب أبي طالب وهكذ قال المجرمون إحنا شعب وانتو شعب لينا رب وليكم رب
2 – التواصل مع الدول والإنتربول الدولى للقبض على كل من يساند الشرعية في الخارج  
فعندما هاجر بعض المسلمين إلى النجاشي أرسلوا خلفهم من حاول اللحاق بهم قبل العبور إلى الحبشة ، وعندما استقروا بالحبشة وكثر عددهم أرسلوا في طلبهم ، واستخدموا في ذلك الرشوة والحيلة للوقيعة بين المسلمين والنجاشي ، ولكنهم فشلوا في ذلك
3 – حصر كل من يقف مع الشرعية مع مصادرة أموالهم ونهب مشاريعهم وتخريب ممتلكاتهم وتجميد أموالهم
كان أبو جهل إذا سمع عن رجل قد أسلم وله شرف ومنعة أنَّبه وأخزاه ، وقال له : تركت دين أبيك وهو خير منك  لنسفهن حلمك ولنضعفن رأيك ولنضعن شرفك . وإن كان تاجراً قال له : لنكسدن تجارتك ، ولنهلكن مالك . ( ابن هشام ).
4  - التشويه الإعلامي
لقد اتهموا الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم  بالكذب (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا) الفرقان
واتهموه بالجنون (وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ) الحج
واتهموه صلى الله عليه وسلم  بالسحر (وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ) ص
واتهموه بالكذب (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا) الفرقان
واتهموا أهل الشرعية - الذين آمنوا برسول الله صلى الله عليه وسلم -  بالضلالة (وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ) المطففين
فهل فعل الانقلاب غير ذلك ؟ هي نفس الأساليب مع اختلاف التكنولوجيا في التعذيب لكن كفار قريش لم يغتصبوا امرأة في سجنها ولم يهتكوا عرضها حيث كانوا يخافون الفضيحة على مر الأزمنة وكما قال أبوسفيان عندما خرج من عند ملك الروم الذي استدعاهم ليسألهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال أبوسفيان " وأردت أن أكذب في موقف لكن خشيث أن يؤثر عني الكذب "
وأخيرا ينتصر الحق على الباطل فيدمغه
حيث وقفوا جميعا أذلة يعلوا وجوههم الخجل والعار على مااقترفوه في حق سيد البشر ولم يحركوا ساكنا بل كل واحد منهم يسترجع شريط حياته ومالذي فعله ضد الرسول صلى الله عليه وسلم ومن معه من المؤمنين والمؤمنات وكل واحد يحاول أن يضع سيناريوا العقاب الذي يليق بجرمه فلاأحد يتلفظ بحرف أو يحرك شفَّة الكل ينتظر وجيش المسلمين في انتظار أوامر رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم " ماتظنون أني فاعل بكم ؟ "
ياااااااااهل الشرعية .... لقد اقترب النصر ..... فلاتنازل ولااصطفاف إلا تحت مظلتكم
لأنه لن يحدث أكثر مما حدث من قتل وسجن وسحل وتشريد وهتك للأعراض وسجن للأخوات المؤمنات ولم تضعفوا أوتستكينوا ثم يأتي من يفرض شروطه لكي يعود لثورتكم ولم يغبر قدميه يوما واحدا في سبيل الله معكم أو جرب مرارة الاضطهاد والتشريد ولم تبك له عين عما حدث في رابعة والنهضة ورمسيس وأخواتها في سائر الميادين ولم تتحرك شعرة واحدة غيرة على أخواتنا المعتقلات أوالتي انتهكن بل كانوا في يوم أسود سندا وعونا للانقلابيين يوم 30 من يونية .
وأما من كان بداية ضد الانقلاب فنقول له لامساومة على الثوابث ألا وهي
عودة فخامة الرئيس الشرعي للبلاد الدكتور محمد مرسي  
عودة المجالس النيابية ودستور 2012 وكذلك النائب العام والحكومة الشرعية
عودة الجيش إلى مكانه الطبيعي لحماية البلاد والعباد وليس لحماية أموالهم وجشعهم وفلوليهم
محاكمة كل من شارك في الانقلاب على الشرعية من العسكر والداخلية والقضاء والإعلام وغيرهم
وأما المتغيرات فهذه مقدور عليها فإن كانت في صالح مصرنا وحماية مكتسبات الثورة فمرحبا بها وإلا فهي والعدم سواء
ياأهل الشرعية ... هناك قطاع عريض من الشعب معكم لكنه يخاف البطش والتنكيل ومحاربتهم في لقمة العيش حيث لم يتربَّ أحدهم التربية الصحيحة كما تريبتم عليها في دعوتكم المباركة لكنهم تربوا على الخوف من الحاكم ومن ضربك على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر لم يسكن في قلوبهم إلا الرضى بالمذلة والدون وينتظرون الفرج من السماء  
ووالله وأنا في العمرة منذ أيام رأيت مئات إن لم يكن آلاف من المصريين سواء في مكة أم المدينة وكنت أتحاور مع البعض فوالله ماوجدته إلا مؤيدا مناصرا لكنه يخاف وكنت أتعمد في سجودي إذا صلى بجواري أحد المصريين أن أرفع دعائي على المجرم السيسي خاصة فأسمعه يقول آمين وبعد الصلاة قال ليتك تكثر من هذا الدعاء فقلت له هذا وردي في كل صلاة فيقول يوشك أن يستجيب الله الدعاء ولن يخزنا في بيته ونحن ضيوفه وغيره يبكى فأواسيه وقلت أتبكي ضعفا أم جزعا أم سخطا على قدر الله قيقول لاوالله سر بكائي على المغَيبين في بلدنا مصر لأنني أعلم طيبة وأصالة المصريين والتي مزقها الانقلابيون وكنت أتعمد استفزاز من أشك في شرعيته بصوت عال وكنت أرفع شعار رابعة وأنا في الحرم فأراه يبادلني نفس الشعور فأستغفر الله تعالى .
ووالله لم يبق من عمر الانقلاب إلا كظمإِ حمار وسنفرح قريبا بنصر الله تعالى وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .

جميع المقالات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع