م. احمد المحمدي المغاوري

سينتصر الحق وسيهلك المجرمون الذين صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه. قال سبحانه عنهم (وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (20) سبأ .وسيبقي الفريق المؤمن يصدع بالحق ويبذل ويضحي لأجله ، قال تعالى(وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)40 الحج. والله يعطي الفرصة تلو الفرصة قبل أن تأتي اللحظة.( وعد الله الحق). وهذه الفرص لتقام الحجة عليهم. ليهلك من هلك عن بينه ويحيا من حي عن بينه، وليبادر من يريد ان يبادر ممن غرر بهم فيصحوا ويفيق من غفلته. فالميدان الآن ميدان تمحيص وعمل وتضحية وعودة وتوبة ،والفائز من انضم إلى قوافل العائدين إلى الله، مع أهل الله ورجالة الأوفياء ومن ذا لا يبادر حتى الآن. فعن أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:( بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا،أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا ). وقد اتضحت الصورة  وانكشاف المجرمين وانقلاب الموازين، فأصاحب الحق إرهابيون وأعداء. والرعاع والمجرمين سادة وأصدقاء.!! وبيع الدين بثمن بخس لأجل هوى ودنيا ومنصب فغابت ضمائرهم وأصبحوا بهائم مفترسة. قال تعالى (لَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (179) الأنعام . وها هم إعلامي الانقلاب الرويبضه يغيرون الكلم عن مواضعه  وبدلوا الحقائق وكذبوا على الناس.فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم:(سيأتي على الناس سنوات خدّعات، يُصَدق فيها الكاذب ويُكذَّب فيها الصادق، ويُؤتمن فيها الخائن ويُخوَّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة ، قيل وما الرويبضة يا رسول الله ؟ قال:الرجل التافه يتكلم في أمر العامة) والعامة والبسطاء أعطوهم آذانهم  يعانون الآن ويذوقون المر، ولكنهم خائفون من بطش المجرم حيث أصبحت مصر مثال للدولة البوليسية التي تُحكم بالحديد والنار. وفي عصر ومصر أكابر مجرميه، قال تعالى (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا ۖ وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (123) الأنعام
- سيبقى أهل الحق بالحق  صادعين ليقيموا الحجة على القاعدين. قال تعالى( وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا ۙ اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ۖ قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (164) ،ومهما كلفهم ذلك من سجن وقتل وتشريد ، ومهما اتهمهم الرويبضه بالأكاذيب والافتراءات فلن تثنيهم عن دفع الظلم عن المظلومين والذود عن مصر المكلومه في أبنائها وشبابها ونسائها وعلمائها ، المسروقة ثرواتها منذ عقود من العسكر الانقلابيين ،
- هذه لقطه رأتها احد الأخوات في سجون الظالمين لأب مُسن عندما رأى ولده، ضمة إلى حضنه وظل يبكى ولم تتحمله قدماه فوقع على الأرض فأمسكه ابنة وقبل يده وقدميه، وقال له لا تبكى يا أبى هاتفرج بإذن الله .هذا مشهد من المشاهد في سجون الظلمة أب محروم من فلذة كبده وسنده في الحياة وابن مؤمن بار بوالدة. وكثير ما هم ! والمشاهد كثيرة والظلم عم وطم .
 لذا فالوعد قد اقترب.واقتربت لحظة القصاص من المجرمين ،( ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب ). ووعد الله حق. فلا يأس ولا وهن ولا حزن أمام  بطش وظلم وغرور المجرمين وانتفاشهم وعلوهم واستكبارهم. ولا يغرنَّك من يضحك. وافترى فقد خاب من افترى. فسيضحكون قليلا ويبكون كثيرا ،
- ويكذب  الخائن ويسمع لهم من يسمع ، قال تعالى (وفيكم سمَّاعون لهم) ، نعم سمعوا الكذب وصدقوه لأنهم أكالون للسحت. والله اعد لهؤلاء المجرمين من أولاهم لأُخراهم، مصيرا شديدا  قال تعالى( قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لأُولاَهُمْ رَبَّنَا هَـؤُلاء أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِّنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَـكِن لاَّ تَعْلَمُونَ) الأعراف 39.
وها هو الخائن  السيسي خائف . من خياله وممن  حوله ، فيبدل ويغير من آن لآخر قيادات في الجيش والمخابرات والشرطة فلا هو في أمن. ولن يذوقه ، ولا الشعب آمن! فمن ذا الذي لا يرى الحق بعد هذا الكشف وبعد هذا التمايز؟!
إن الوعي والفهم ورؤية الحق، تحتاج إلى رصيد كاف لكي يراه المرء ، فسل عن علاقته بالله وعبادته له سبحانه والتزامه بأمره ونهيه وعن حلاله وحرامه وعن إخلاصه ورياءه وعن حبة وكرهه. لمن تكون الآن ومن قبل ؟ فإذا كانت لله. فسيرى الحق، فالحق أبلج والباطل لجلج. قال تعالى ( ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور) النور.وقال سبحانه (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي به مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا) الشورى. فاللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
فالنصر قادم. فلماذا القلق. فلا ننشغل لتأخره. ولكن ليكن القلق على أنفسنا وتقصيرنا في حق دعوتنا وبذل أسباب النصر،يقول العلامة يوسف القرضاوي من كتاب التوكل إن الذي نصر أصحاب طالوت وهم قلة ونصر المسلمين في بدر وهم أذله ونصر المسلمين يوم الخندق وهم محاصرون  قادر على أن ينصرهم اليوم وهم من كل صوب يُهاجمون وفي كل ارض مُضطهدون .

ما عاد يكفيني سكوتي والبكاء*** أنا لست مجبولا على الخذلان
أنا مؤمنا والفجر يقطر كالندى**** والعز كل العز في إيماني.
واقترب الوعد الحق .قال تعالى(ألا أن نصر الله قريب) وقال( وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيبًا).(إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا).(ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.ينصر من يشاء )
 سينتصر الحق ولزوال الدنيا كلها أهون عند الله من أن  لا يحقق وعدة. فالثبات الثبات والثقة الثقة ولتعلمن نبأه بعد حين