صلاح محمد – دكتورة فى السياسة الشرعية –

أولاً : فلسطين هي أرض وقف إسلامي

وملك لأجيال المسلمين إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فهي ليست لأهل فلسطين فقط بل لكل أبناء الأمة ، ومن هنا فإنه لا يجوز تحت أي ظرف من الظروف، ولا لأي معطى من المعطيات التنازل عن شبر واحد من أرض فلسطين المباركة ، وهذا شيء ثابت عند حماس ، على أساسه انطلقت، وبه خاضت مشروع المقاومة، وشاركت في الانتخابات وهي في الحكومة أيضاً ملتزمة بهذا المفهوم ، وعليه – كما يقول هنية – :” لن يكون من قبلنا اعتراف بالكيان الصهيوني في أي لحظة وتحت أي ظرف من الظروف، هذا شيء ثابت وهو عهد قطعناه على أنفسنا أمام الله ثم أمام شعبنا ثم أمام أمتنا ثم أمام الشهداء والأسرى والجرحى واللاجئين المشردين في المنافي منذ أكثر من ستة عقود من الزمان” .

ثانياً : المقاومة والجهاد هي

الطريق الأنجح والأسلم والأقصر لتحرير فلسطين المباركة، آمنت الحركة بهذه الإستراتيجية وثبتتها في محطات الجهاد ضد الاحتلال في الكيان الصهيوني منذ أن انطلقت الانتفاضة الأولى، وبعدها انتفاضة الأقصى، وإلى هذه اللحظة على قاعدة أن مسيرة التفاوض مع العدو هي مسيرة فاشلة ، وأن السنوات التي مضت على هذه المنهجية لم تحقق للشعب الفلسطيني ما يصبوا إليه، وهذه المفاوضات استخدمها الصهاينة كغطاء لتكريس الاستيطان وتطبيع العلاقات مع بعض الدول لالتهام الأرض وتهويد القدس ومحاولة السيطرة على المسجد الأقصى المبارك، وكل ذلك تحت مظلة أن هناك مفاوضات واتفاقات ومعاهدات ، ويؤكد هنية ذلك قائلاً:”لذلك نحن نؤكد بأننا ملتزمون باستراتيجيه المقاومة، وعلى أساسها تتحرك أدواتنا على الأرض سواء ً في الفعل المجاهد المباشر، أو من خلال مواقفنا السياسية، حتى في أثناء وجودنا في هذه الحكومة ، فنحن في الحكومة نشكل الشرعية السياسية للمقاومة ونؤكد على حق الشعب الفلسطيني في استمرار هذه المقاومة ، وأن العمل السياسي والمقاومة خطان متوازيان يسير الواحد إلى جانب الآخر ” .

ثالثاً : قضية فلسطين ذات عمق عربي وإسلامي

وليست قضية الفلسطينيين وحدهم، وقد تعرضت لمؤامرة كبيرة منذ بداية القرن الماضي فقد كانت قضية إسلامية، ثم أصبحت عربية، ثم أصبحت قضية فلسطينية، ثم ضيق عليها أكثر فقيل إنها تخص الفلسطينيين الذين يعيشون داخل فلسطين المحتلة، وكأن الفلسطينيين الذين يعيشون في الشتات لا علاقة لهم بهذه القضية ، واليوم تريد حماس أن تعيد القضية إلى دوائرها الواسعة الرحبة ، وعمقها الاستراتيجي وبالتالي فهي قضية فلسطينية عربية إسلامية فضلاً عن أنها قضية إنسانية ، ويوضح هنية ذلك بقوله:”باختصار فلسطين هي هم كل مسلم حر أبي أينما وجد ، وهذه القضية تسكن قلبه لأن فيها المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم” .

رابعاً : الصراع مع العدو الصهيوني ليس صراع حدود

بل هو أعمق من ذلك وأبعد، إنه صراع عقدي حضاري لأنه يستهدف الأرض والإنسان والعقيدة .فليست المشكلة مع العدو الأرض المحتلة في 67 م لإقامة دولة عليها، بل المسألة أكبر من ذلك بكثير فالعدو يستهدف الإنسان بالقتل والتشريد، ويستهدف العقيدة عن طريق هدم المساجد وتحويلها إلى خمارات ومنتديات، ويعمل على إلغاء الهوية الإسلامية عن أرض فلسطين .

 

المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن رأي نافذة مصر