خبر أرشيفي بتاريخ 30/07/2011 


أكد الرئيس الصربي بوريس تاديتش اعتقال الجنرال راتكو ملاديتش القائد العسكري السابق لصرب البوسنة الذي يلاحقه القضاء الدولي بتهمة ارتكاب جرائم حرب، وكانت السلطات قد اعتقلت شخصا اشتبهت في أنه ملاديتش وتم إجراء فحوص مخبرية تم التأكد بعدها من هويته.

وذكرت محطة إذعة بي 92 الصربية «إنها تمكنت من التحقق من هوية الشخص المحتجز لدى السلطات وأنه ملاديتش،ويعد الجنرال ملاديتش هو أحد أبرز القادة الصرب الهاربين المطلوبين لدى محكمة جرائم حرب البوسنة.

ويواجه الجنرال ملاديتش المطلوب أمام المحكمة الدولية في لاهاي بتهم ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب أثناء حرب البوسنة في الفترة بين 1992 و1995 والقبض عليه أحد شروط انضمام صربيا الى الاتحاد الاوروبي.

وكان ملادتيش قائدا لقوات صرب البوسنة خلال حرب البوسنة التي دارت من عام 1992 الى 1995 وأدين عام 1995 بارتكاب جرائم ابادة جماعية خلال مذبحة سربرنيتشا التي قتل فيها 8000 مسلم وحصار سراييفو لمدة 43 شهرا
وأفادت محطة إذاعة بي 92 أن الشخص المحتجز كان يستخدم اسم ميلوراد كوماديتش.

ولد راتكو ملاديتش في قرية بوزانفيتشي التي تقع قرب جبل تريسكافيتشا وتتبع بلدية كالينوفيك غرب مدينة غوارزدي التي كانت ضمن أراضي جمهورية كرواتيا المستقلة التي لم تعمر طويلا، والتي أنشئت خلال احتلال النازيين والفاشيين الإيطاليين ليوغسلافيا عام 1941.
 التحق بمدرسة الصناعة العسكرية في زيمون عام 1961 ومنها انضم إلى الأكاديمية العسكرية ثم أكاديمية الضباط التي تخرج منها بدرجة امتياز عام 1965 وانضم للحزب الشيوعي في نفس العام.
 
عين قائدا لوحدة عسكرية كانت تتمركز في مدينة سكوبجي برتبة ملازم وترقى في المناصب القيادية إلى أن وصل إلى قائد لواء، وفي عام 1989 رقي إلى منصب مدير إدارة التدريب في المنطقة العسكرية الثالثة في نفس المدينة، وهي كبرى مدن مقدونيا التي كانت جزءا من الاتحاد اليوغسلافي السابق.
 
وفي عام 1991 رقي ملاديتش إلى منصب نائب القائد العام للوحدات العسكرية في مدينة بريشتينا في إقليم كوسوفو في فترة الحرب الأهلية بيوغسلافيا التي تلت وفاة الرئيس جوزيب بروز تيتو.
 
وفي نفس العام تقلد ملاديتش قيادة الفرقة التاسعة في الجيش الشعبي اليوغسلافي وخاض معها حربا ضد الكروات الذين كانوا قد أعلنوا ما كان يعرف باسم جمهورية كاريجنا الصربية.
 
وبعدها رقي إلى رتبة لواء وشاركت القوات التي تأتمر بقيادته في الحرب ضد الكروات، وتحديدا ما يعرف باسم عملية خط الساحل 91، التي كانت تهدف إلى فصل منطقة دالماتيا عن بقية كرواتيا، لكن العملية فشلت.
 
رقي إلى رتبة عماد في مايو/أيار 1992 بعد شهر واحد فقط من إعلان جمهورية البوسنة استقلالها وانفصالها عن الاتحاد اليوغسلافي، حيث قام ملاديتش وقواته بمحاصرة العاصمة سراييفو وقام بقصفها عدة مرات بالمدفعية الثقيلة، فضلا عن تعرض سكانها للقنص العشوائي.
 
وفي الثاني عشر من مايو/أيار عين ملاديتش قائدا للقوات المسلحة في جمهورية الصرب المستقلة التي صوت البرلمان الصربي على إعلانها في نفس اليوم، وبقي في هذا المنصب حتى عام 1996.
 
وفي عام 1995 تعرضت قوات ملاديتش لقصف حلف شمال الأطلسي(الناتو) تطبيقا لقرار مجلس الأمن الدولي، وذلك بعد رفضه إنذارا بضرورة إخلاء المنطقة المحيطة بسراييفو من الأسلحة الثقيلة.
ارتكب ميلاديتش مجزرة سيربيرنتسيا التي تعد واحدة من ابشع المجازر فى العصر الحديث ، وقتل قيها 8 آلاف مسلم ، بتواطؤ القوات الهولندية .
 
وبعد دحر قوات ملاديتش ودخول قوات الأمم المتحدة المناطق بالبوسنية تم اكتشاف العديد من المقابر الجماعية وسط تقديرات بمقتل الآلاف.
 
وفي نفس العام أصدرت المحكمة الدولية الخاصة بجرائم الحرب في يوغسلافيا السابقة قرارا بإدانته بارتكاب جرائم حرب وأصدرت بحقه مذكرة اعتقال, وفي الرابع من أغسطس/آب 1995 قام رئيس جمهورية الصرب رادوفان كاراديتش بإعفاء ملاديتش من منصبه بسبب خسارته لبلدتين مهمتين غربي البوسنة لصالح القوات الكرواتية.
 
لكن ملاديتش وبفضل دعم الجيش له والعديد من الزعماء السياسيين أجبر كاردايتش على التراجع عن القرار، وبقى في منصبه كقائد للقوات المسلحة حتى أغسطس/آب 1996، عندما أصدرت رئيسة جمهورية صرب البوسنة بيليانا بلافيتش قرارا بإعفائه من منصبه.
 
بعد هذه الفترة، توارى عن الأنظار وبدأت عملية مطاردته وملاحقته لتقديمه للقضاء الدولي، حيث تواترت الأنباء خلال هذه المرحلة عن مشاهدته داخل صربيا أو في دول مجاورة، كما راجت شائعات كثيرة حول قيامه بإجراء عمليات تجميل لتغيير ملامح وجهه، بالإضافة إلى معلومات غير مؤكدة عن وفاته.
 
ولم تنجح محاولات اعتقاله -الذي يعتبر واحدا من الشروط الأساسية لانضمام صربيا إلى الاتحاد الأوروبي- حتى يوم الخميس الموافق السادس والعشرين من مايو/أيار 2011، حين اعتقلته وكالة المعلومات الأمنية الصربية (جهاز المخابرات) بالقرب من مدينة زريجنانين بالقرب من منطقة بانتا التابعة لمقاطعة فيوفدينا شمال صربيا، وذلك في منزل ابن عمه برانسيلاف ملاديتش .