نشبت اشتباكات بين أفراد تابعين للشرطة المدنية وعناصر من القوات المسلحة في مدينة شبين الكوم، بمحافظة المنوفية في دلتا مصر.

وبدأ الأمر بمشاجرة بين أمين شرطة وطيار في القوات الجوية إثر توقيف سيارته في أحد الأكمنة المرورية، بعدما طلب أمين الشرطة الإطلاع على رخصة القيادة، فرفض وأبلغه أنه ضابط بالقوات المسلحة ولن يظهر له أوراق السيارة.

لكن أمين الشرطة أصر على الإطلاع على الرخصة، فحدثت مشادة تطورت إلى تشابك بالأيدي، وعلى إثرها تم إلقاء القبض على الطيار واصطحابه لقسم شرطة شبين الكوم، حيث تم الاعتداء عليه من قبل رجال الشرطة.

ومن داخل القسم، أبلغ الطيار القيادة العسكرية بالواقعة، فحضرت قوات من الشرطة العسكرية ومدرعات من قوات الجيش المتمركزة باستاد شبين الكوم لتحرير الطيار من أيدي الشرطة.

وبعد أن جرى تحرير محضر شرطة بالواقعة، رفضت النيابة العامة التحقيق في الأمر بدعوى أنه من اختصاص القضاء العسكري، فحاولت الشرطة العسكرية -التابعة للقوات المسلحة- اعتقال أمين الشرطة لعرضه على النيابة العسكرية، إلا أن العشرات من أمناء الشرطة من إدارة مرور المنوفية تصدوا لهم وتجمهروا أمام قسم الشرطة ورفضوا تسليم زميلهم إلى الشرطة العسكرية.

وقال شهود عيان إن رجال الشرطة رددوا عدد من الهتافات المعادية للجيش أثناء احتجازهم داخل القسم، كان أكثرها غرابة -وطرافة في الوقت نفسه- هتاف "يسقط يسقط حكم العسكر" الذي يردده رافضو الانقلاب العسكري في مظاهراتهم التي تقوم الشرطة دوما بقمعها!.

وعلى إثر تلك الاشتباكات، تم إغلاق قسم شرطة شبين الكوم ومركز شرطة شبين الكوم، بينما حاصرت قوات الشرطة العسكرية المنطقة بالكامل والتي تضم مديرية الأمن ومبنى المحافظة.

وأثارت الواقعة تعليقات غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث قال محمد أبوهريرة المتحدث باسم التنسيقية المصرية للحقوق والحريات "حينما تحكم الدولة عصابة فهذه هي النتيجة الطبيعية. خناقة بين الشرطة والجيش وحصار وغلق للأقسام، هذا لا يحدث إلا في جمهوريات الموز".

وأصدر تحالف القوى الثورية بالمنوفية بيانا حول الأزمة أدان فيه تجاوزات المسئولين الذين من المفترض أن يلتزموا بالقانون، وليس استغلال نفوذهم بهذا الشكل المتدني، وأشار إلى إن الشرطة العسكرية حاصرت مديرية أمن المنوفية وتعمدت إذلال مدير الأمن واحتجزته مع كبار الضباط داخل مكاتبهم، ما تسبب في تمرد في صفوف الجنود وأمناء الشرطة الغاضبين من عجز قياداتهم عن حمايتهم.

ولم يخل الأمر من تعليقات طريفة -كعادة المصريين- فقال حسام حبشي: "يا جماعة عيب كده، ده انتو واكلين سارقين قاتلين مع بعض، ولا بيتمر فيهم اللقمة الحرام يا جدع".

من جانبه تمنى شادي الحلو أن تتزايد الاشتباكات بين الجيش والشرطة، ودعا للطرفين قائلا "اللهم سدد رميهم".