شمال سيناء - محمد سالم:
كذب أهالي مدينة العريش رواية المتحدث العسكري، بسقوط قذيفة هاون على مبنى الكتيبة 101 في حي ضاحية السلام بالعريش، وفجر الأهالي مفاجأة مدوية بالانفجار الغامض الذي وقع الليلة الماضية وأودى بحياة 8 أشخاص وإصابة أكثر من 20 آخرين.
وجاءت آراء المواطنين متباينه حول حقيقة ذلك التفجير، حيث روى "أبو محمد" أحد سكان حي الضاحية الذي شهد الانفجار أن زوجته شاهدت ضوء أصفر في سماء المكان قبيل سماع الانفجار بلحظات، مشيرة إلى أن الضوء الذي شاهدته عبارة عن قنابل ضوئية تطلقها قوات الامن المتواجدة بالكتيبة 101 القريبة منهم باستمرار، كما أكد "أبو محمد" أنه كان متواجد بشقته القريبة من الانفجار، ولم يسمع سوى دوي انفجار واحد فقط هز أرجاء المكان مستبعداً أن يكون هناك تفجيراً آخر استهدف مقر الكتيبة 101.
كذلك قال "عبدالرحمن" بائع متجول انه كان في محيط المكان الذي حدث به الانفجار وشاهد القتلى وهم أشلاء وعدد كبير من المصابين، ووصف المشهد بأنه "مأساه" انسانية، مستبعداً أن يكون الدمار الذي شاهده ناتج عن قذيفة هاون، مؤكداً أيضاً انه لم يسمع سوى انفجار واحد فقط، نافياً رواية المتحدث العسكري الذي قال ان قذيفة أخرى استهدفت مقر الكتيبة 101 بالعريش.
وأوضح "عبدالرحمن" أن الانفجار ربما يكون ناتج عن قذيفة صاروخية، وجهت لهذا المكان تحديداً، ولم تكن بطريق الخطأ كما قيل، متسائلاً ما الرسالة من وراء هذا الانفجار الغامض في ذلك المربع الأمني الخطير الذي تقع به مديرية الأمن ومبنى المخابرات العامه والحربية، ومقر الكتيبة 101 الأشد جرماً بالعريش بل بمصر كلها، نظراً لوحشية التعذيب الذي يتعرض له المعتقلون بداخلها والذي يصل لحد الموت، على حد وصفه.
أيضاً تناول نشطاء الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي الحدث بأهميه بالغة، وأوضحوا كذب الرواية الأمنية التي جائت عقب الانفجار بأقل من 10 دقائق فقط، على لسان مراسل جريدة "فيتو" المعروفه بخلفيتها المخابراتية، وعقب ذلك جاء نص البيان الذي أورده المتحدث العسكري على صفحته الرسمية مطابقاً لرواية مراسل "فيتو" .
وعلق الناشط السيناوي "مصعب أبو شيته" على صفحته الشخصية، عن الحادث وقال "موضوع إطلاق صاروخ على كتيبه 101 ... إشاعه ، أنا ذهبت فى منطقة الضاحيه و المستشفى و زميلى راح 101 هناك يتأكد .. ولم يجد شيئاً"، وأوضح أبو شيته لمتابعيه انه لم يكتب شيئاً بدون أن يتأكد منه وقال "متقلقش أنا عارف بقول ايه قبل ما أكتب" .
ومن اللافت للنظر أيضاً أن الأهالي لاحظوا تواجد سيارة بث تابعة لقناة فضائية، تقف داخل ميدان الرفاعي، ثم تحركت ناحية حي الضاحية عقب الانفجار مباشرة، الأمر الذي أثار ريبة السكان، خاصة أن الأمن يطارد أي شخص يحمل كاميرا أو يقوم بالتصوير بهاتفه داخل مناطق سيناء، فكيف لسيارة مجهزة تتنقل بدون أي قيود داخل مدينة العريش، كما لاحظها أيضاً عدد آخر من الأهالي تقف بالقرب من المستشفى العام، عقب وصول الجرحى وزويهم داخله.
وفي سياق متصل قال أحد الناشطين في مدينة العريش ويدعى "اسلام الشريف" على حسابه بالفيس بوك، أنه عندما رأى المشهد مأساوي داخل مستشفى العريش العام، وعدم اكتراث الاطباء بمناشدة الأهالي لهم، فقام باستخدام هاتفه المحمول في تصوير أحد المواطنين وهو يصرخ لاصابة زوجته باصابات بالغة، فقام وكيل وزارة الصحة طارق خاطر بأخذ الهاتف من الشاب وتوجه به لداخل المستشفى، وأعطاه لمراسلة بوابة "فيتو" بشمال سيناء والتي تدعى "صفاء صابر" والتي تواجدت منذ بداية توافد الجرحى على المستشفى بشكل ملفت للنظر، وعند فشل المراسلة في حذف المشهد من هاتف الشاب، قامت بالاتصال بمدير أمن شمال سيناء، والذي أرسل قوة على الفور للمكان حيث وجه اللواء المكلف بالحضور حديثه لمراسلة فيتو "انت دخلك ايه بالموضوع" فردت قائلة "اصل انا صحفية وماينفعش اسيب الفيديو ده !!".
ويؤكد ذلك علم الصحفية بالحادث المدبر، والذي اختارت الاجهزة الأمنية توقيته للفت الأنظار عما يحدث بقطاع غزة وأيضاً لتوجيه رساله للعالم بأن الارهاب يمنع سلطات الانقلاب من فتح معبر رفح البري، كذلك لترهيب الهيئات واللجان الإغاثية من القدوم لسيناء، عقب هذا الاستهداف والذي يعتبر الأكبر والأعنف منذ الانقلاب العسكري على الرئيس المدني المنتخب.

