منذ الإنقلاب الدموى الغاشم ، لم تتوقف حركتهم يومًا ولم ينضب معين إبداعاتهم ، وكيف يحدث ذلك وأجساد أصدقائهم صارت وقودًا للثورة، ودماؤهم تضخ فى شرايينها الحياة ، فما منهم من أحد إلا وله شهيد أو مصاب أو معتقل أو مطارد منذ الإنقلاب.
هذا ما جعلهم برغم كل تلك الوحشية من قوات أمن الإنقلاب يستمرون ويبدعون ، وآخر إبداعاتهم كانت منذ قليل ، إذ دشنوا حركة جديدة إسمها "مسحراتى الثورة" فى تقليد لأجواء رمضان حيث يقوم المسحراتى بإيقاظ النائمين الغافلين قبل لحظة الإمساك والتى لن يمكنهم بعدها من مد أياديهم إلى طعام أوشراب وأقصى ما يمكن أن يفعلوه إن لم يستيقظوا على نداءات المسحراتى هو النظر إلى الطعام والشراب بحسرة وخيبة أمل ، من هنا جاءت فكرة مسحراتى الثورة لإيقاظ الغافلين قبل أن تأتى لحظة يتندموا فيها على حرية كانت فى متناول أيديهم فغفلوا عنها حتى ضاعت منهم ، وعلى كرامة تفلتت من بين أصابعهم فصاروا أذلة مهانين، ووطن كان مقبلًا عليهم بخيراته فصار لافظًا لهم آثرًا خيراته على قلة من أبنائه.
وبدأت أولى فعاليات مسحراتى الثورة فى حوالى الثانية والنصف من صباح الأربعاء بمنطقة شباب المدينة، والتى قام بعض الأهالى بتحية المسحراتى من شرفات منازلهم.
وتناول هتاف المسحراتى الأوضاع السيئة التى وصل اليها وطننا وشعبنا مستنهضا الهمم لإزالة ذلك الكابوس من على صدر الوطن.
أنصار بورسعيد

