محمد عبد الرحمن صادق

- إن من فضل الله تعالى على المسلمين أن جعل لهم من المواسم والشعائر والنفحات ما يتذودوا بها ومنها ما يشرح الصدور ويجلي الهموم ويغفر الذنوب فيخرج الفرد منها مُقبلاً على الطاعات ونهماً لفعل الخيرات ومنتظراً لهذه المواسم والشعائر والنفحات لينهل من خيراتها وليجدد ما أبلاه الزمان .

- وبدخول التكنولوجيا الحديثة حياتنا - ولأنها سلاح ذو حدين - نجد من يُسيء استعمالها فيُقحمها في توثيق دقائق وتفاصيل حياته إلى أن تدخلت لتوثيق علاقته بربه .

- إن ظاهرة التوثيق هذه أبرزت لنا مشاهد فجة في موسم الحج هذا العام . هذه المشاهد التي رأيناها تبين - والله أعلم - أن أصحابها قد عاشوا المناسك بأبدانهم وليس بقلوبهم ووجدانهم .

 

- إن الأصل في العبادات هو الإخلاص وصدق التوجه لله تعالى ، وإذا خشع القلب خشعت الجوارح .

 

- إن ما نراه من بعض الحجاج والمعتمرين أثناء أدائهم لمناسك الحج أو العمرة يحتاج إلى توعية كبيرة وجهود جبارة في هذا الجانب لتغيير القناعات ولتعظيم قدسية المكان والفريضة والمناسبة .

 

- إن من ينشغلون بالتصوير يتسببون في الزحام والتدافع ويفسدون على أنفسهم وعلى غيرهم روحانية المناسك .

 

- إننا في بعض الأماكن الدنيوية - التي يصفونها بـ الحساسة - نرى لافتة كبيرة مكتوب عليها منوع التصوير ، وفي أماكن أخرى نجد لافتة مكتوب عليها ممنوع الاقتراب أو التصوير ، وبعض الاجتماعات تشترط غلق المحمول ، وأخرى تشترط عدم اصطحاب المحمول ...... الخ .

 

- إذا كان كل ذلك في أمورنا الدنيوية ... فما بالنا إذا نزلنا ضيوف على الرحمن في بيته بل في أفضل بيوته وفي أطهر البقاع على وجه الأرض ؟

 

- إذا لزم توثيق آداء الحج أو العمرة فليكن بلقطات محدودة وفي وقت غير وقت المناسك حرصاً على التفرغ الكامل وحرصاً على الخشوع وطمعاً في القبول .

 

- إن لكل حدث ضوابطه ولكل مكان هيبته وقدسيته .. لنجعل الفرحة لأداء الفريضة في خشوع لا يفارق الذاكرة ومناجاة لا تفارق القلب وليس في صورة تبلى مع مرور الأيام .

 

- إن من يذهب لأداء فريضة الحج يطمع في أن يرجع كيوم ولدته أمه وليس أن يرجع بألبوم صور وفيديوهات .

اللهم تقبل منا ما أعلنا وما أسررنا وما أنت أعلم به منا

 

 

المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن رأي نافذة مصر