26/05/2011
لا تزال مصر تشهد العديد من الأحداث التي تتلاحق بشكل شبه يومي؛ مما يؤكد أن ثورة الشعب المصري تسير في طريقها رغم كل المعوقات التي يحاول دعاة الثورة المضادة وضعها لعرقلة قطار التغيير، وبطبيعة الحال لم ينفصل الوضع العربي عن الحالة المصرية؛ ولذلك يوضح الإخوان المسلمون رأيهم في التالي:
أولاً: على الصعيد الداخلي:
- يتقدم الإخوان المسلمون بالشكر لكل الشخصيات والأحزاب والقوى السياسية والوطنية، التي شاركت الجماعة في افتتاح مركزها العام، ويؤكد الإخوان أن هذا الحشد لهذه الشخصيات إنما يؤكد رغبة الشعب المصري في التغيير، وهي رسالة واضحة بأن كل ما كان يحاول النظام البائد زرعه في عقول ونفوس الشعب المصري ضد جماعة الإخوان لم يكن له مردود إلا في نفوس رجال النظام، وهو ما كشفته ثقة الشعب المصري في الإخوان المسلمين، الذين يؤكدون مرة أخري أن مركزهم العام سيظل كما أسسه الإمام الشهيد حسن البنا قبلة للحرية، وسندًا للساعين نحو الديمقراطية، وهو مفتوح لكل المصريين.
- يؤكد الإخوان المسلمون أنهم لن يشاركوا فيما سُمِّي بالثورة الثانية أو جمعة الغضب التي دعا إليها البعض يوم الجمعة القادم الموافق 27/5/2011م، ومع تأكيد أن هناك بعض التأخر في إنجاز العديد من الأمور المهمة والحيوية، وأن أداء المجلس العسكري والحكومة الانتقالية ليس الأداء المثالي الذي يتمناه الشعب، فإن السبيل العملي للدفع نحو الإسراع والمثالية في الأداء يكون بالمساعدة والتقويم، لا بالمواجهة والتخوين أو الدفع باتجاه الوقيعة بين الشعب وجيشه الوطني الذي هو الداعم الأساسي لنجاح ثورته؛ الأمر الذي قد يستغله البعض لتحقيق أهداف بعيدة عن خيارات الشعب المصري وثورته.
- يؤكد الإخوان المسلمون أن مطالب البعض بأن تكون الجمعة القادمة للضغط من أجل وضع دستور جديد وتشكيل مجلس رئاسي هو قفز واضح على إرادة الشعب المصري التي بحثت عن الاستقرار في التعديلات الدستورية الأخيرة التي رسمت الطريق إلى إعداد الدستور الجديد، ويطالب الإخوان المسلمون هؤلاء الداعين للالتفاف حول التعديلات الدستورية باحترام إرادة هذا الشعب، وعدم التعامل معه بنفس أسلوب النظام السابق، وكأنَّ الشعب لا يستحق أن تنفذ إرادته وتحترم رغبته، خصوصًا أن أداء هذا الشعب خلال التعديلات الدستورية أكد أنه متقدم ديمقراطيًا وفكريًّا، وليس في حاجةٍ لمَن يرسم له خطواته.
- يوضح الإخوان المسلمون أن مشاركتهم في الحوار الوطني الذي دعا إليه الدكتور عبد العزيز حجازي خلال الأيام الماضية كان من أجل ترسيخ مبدأ اليد الممدودة التي تحمل الخير لمصر؛ ولذلك فقد شارك الإخوان بفاعلية، وقدموا رؤى وأطروحات في مختلف المجالات، انطلاقًا من أهمية وحدة الصف الداخلي.
- يؤكد الإخوان المسلمون أن ما تشهده مصر الآن من تعدد منافذ الحوارات يؤدي إلى الإرباك في حركة الشعب الثورية، وأن ساحة الحوار المنتج الفعال هي مجلسا الشعب والشورى والمجالس المنتخبة التي خولها الاستفتاء الشعبي على التعديلات الدستورية تشكيل وانتخاب الهيئة التأسيسية لعمل الدستور، وكل ما سوى ذلك هو التفاف على الإعلان الدستوري، يعود بمصر خطوات إلى الوراء في الوقت الذي نحن أحوج فيه إلى التقدم للأمام.
ثانيًا: علي الصعيد الإقليمي والدولي:
- يؤكد الإخوان المسلمون أن خطابي الرئيس الأمريكي باراك أوباما المتتاليين يعبران عن عدم إدراك الإدارة الأمريكية التغيير الذي شهدته الشعوب العربية، ويؤكد أن فكر الولايات المتحدة بالإصرار على دعم الكيان الصهيوني بكافة السبل، يعبر عن ثقافة متجذرة في الإدارة الأمريكية لم تستطيع أن تستوعب ثورات الشعوب، ورغبتها في الديمقراطية، واستعادة مكانتها والدفاع عن مقدساتها، ويطالب الإخوان المسلمون الإدارة الأمريكية إلى إعادة ترتيب أولوياتها نتيجة المعطيات الجديدة في المنطقة العربية والعالم الإسلامي.
- يجدد الإخوان المسلمون الدعوة إلى الفصائل الفلسطينية بالعمل على دعم خيار المصالحة، وأن يثبتوا للعالم أجمع أن خيارهم ليس له إلا وجه واحد وهو المصالحة، للرد على المشككين في جدية نواياهم، والعاملين علي إفشال رغبتهم في عودة اللحمة إلى صفهم مرةً أخرى.
- يؤكد الإخوان المسلمون استمرار دعمهم للراغبين في الحرية وكسر قيود الظلم في كلٍّ من ليبيا واليمن وسوريا، ويجدد الإخوان مطلبهم إلى حكام هذه الدول بالاستماع لصوت شعبهم؛ لأنه هو الباقي بينما أصوات الرصاص ودانات المدافع سوف تنتهي في يوم من الأيام.
- يبارك الإخوان المسلمون إعلان الرئيس السوداني عمر حسن البشير بعدم ترشحه للانتخابات مرةً أخرى، ودعمه لشخصية شابة تقود السودان في هذه المرحلة المهمة، وهو ما يُعبِّر عن فكرٍ متقدمٍ يسير بالسودان الشقيق إلى برِّ الأمان .