أعلنت دولة الإمارات ترحيل مواطن صومالي من أراضيها؛ ما قد يبدو أنه أوّل مظهر للخلاف الدبلوماسي بين البلدين بعد اختلافهما في أزمة قطر.

وقال الصومالي «إسماعيل عمر»، في شريط فيديو نشره على حسابه بـ«فيس بوك»، إنه كان ينتظر مشاركته في مسابقة جائزة دبي للقرآن الكريم وإعلانه فائزًا بها، وأضاف: «كنتُ أتوقّع أن أفوز بالمركز الأول أو الثاني؛ ولكن للأسف جاء القرار مخالفًا لما هو متوقَّع. لا زلتُ لا أفهم ما يحدث بالتحديد؛ إلا أني أشكر الله على أيّ حال».

وبعدها، مُنح إسماعيل عشر دقائق لمغادرة مبنى المسابقة، ورافقه الأمن إلى المطار.

يأتي هذا الحادث بعد استدعاء دولة الإمارات العربية المتحدة سفيرها في مقديشيو احتجاجًا على الموقف المحايد للصومال في أزمة قطع العلاقات الإماراتية السعودية مع قطر. وطالب الصومال في وقت سابق بإجراء حوار بشأن الأزمة القطرية وحلّها بشكل جذري، محذرًا من التمادي فيها.

وفي السياق كشف الكاتب الصحفي «جابر الحرمي»، أنّ وزيراً خليجياً (لم يسمه) حمل 80 مليون دولار، للرئيس الصومالي «محمد عبد الله فرماجو» مقابل قطع علاقاته مع قطر.

وأشار «الحرمي» إلى أنه «بعد ساعتين من الإغراءات، رفض فرماجو العرض المغري».

ونقلت صحيفة «الصومال اليوم»، عن مصادر لم تسمها، قولها إن «هناك ضغوطا تمارسها السعودية على الحكومة الصومالية، لتغيير موقفها الحيادي حيال الحصار الذي فرضته بعض من الحكومات العربية على دولة قطر».

وأكدت المصادر أن السعودية هددت بإلغاء وعودها المالية للحكومة الصومالية ما لم تتراجع الأخيرة عن موقها الحيادي الداعي إلى إنهاء الخلاف السياسي بين الدول العربية عن طريق الحوار عبر دوائر «الجامعة العربية» ومنظمة «المؤتمر الإسلامي».

وأضافت المصادر أن «وزراء للحكومة الصومالية عادوا من السعودية خابئين، من عدم لقائهم نظرائهم كما كانوا يتوقعون سابقا».

وسبق لحكام الإمارات، أن سعوا لشراء «فرماجو» بعلم المملكة، بعدما نجح في اعتلاء كرسي الرئاسة في فبراير الماضي، رغما عن إرادة أبوظبي.

المصادر المقربة من أوساط الحكم في مقديشو وأبوظبي، والتي طلبت عدم الكشف عن هويتها نظراً لحساسية الأمر، أوضحت أن حكام الإمارات، وبصفة خاصة ولي عهد أبوظبي، «محمد بن زايد»، كانوا يفضلون استمرار الرئيس السابق «حسن شيخ محمود» في الحكم؛ خاصة أن الأخير منحهم، إبان حكمه، نفوذا كبيرا في البلاد تمثل بصورة أساسية في عقود لاستغلال وإدارة عدد من موانئ البلاد، التي تتمتع بموقع استراتيجي هام لحركة التجارة العالمية.

كما وصل أمس، وفد قطري برئاسة وزير الدولة لشؤون الخارجية «سلطان بن سعد المريخي» إلى العاصمة الصومالية مقديشو، لإجراء مباحثات حول نزاع الدول الخليجية مع مسؤولي الحكومة الصومالية الفيدرالية.

وبحسب المصادر، فإن الوفد القطري التقى مع رئيس الوزراء الصومالي «حسن علي خيري» ومسؤولين من وزارة الخارجية الصومالية، كما يتوقع أن يلتقي الوفد أيضا مع رئيس الجمهورية الصومالية «محمد عبد الله فرماجو».

وأشاد الوفد القطري بموقف الحكومة الصومالية الحيادي حيال نزاع الدول الخليجية، وشجع قادة الحكومة الصومالية على البقاء في موقفهم ضد الحصار على دولة قطر الشقيقة مهما كلّف الثمن.

يشار إلى أن قطر، استخدمت المجال الجوي الصومالي، لتجاوز العقوبات التي فرضتها دول عربية على الطيران القطري.

ونقلت وكالة «أسوشيتيد برس» عن مسؤول في هيئة الطيران المدني الصومالية، الإثنين الماضي، قوله «إن 15 طائرة على الأقل من الخطوط الجوية القطرية حلقت عبر المجال الجوي الصومالي في اليوم الأول للحصار على قطر».