السعيد الخميسى:

 

* أيها الأخوة العرب من المحيط إلى الخليج : هل نسيتم قول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه ساعة قال نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله؟ هل نسيتم أنكم كنتم رعاة غنم على رؤوس الجبال والأودية والسهول،فحولكم الإسلام إلى قادة أمم. هل نسيتم قول الصحابى الجليل ربعى بن عامر أمام رستم قائد الفرس حين سأله: ماجاء بكم ؟  فقال فى عزة وشموخ : لقد ابتعثنا اللهُ لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة . هل نسيم يوم أن توحدتم فى حرب العاشر من رمضان وزأرتم كالأسود : الله أكبر، ضد الكيان الصهيونى فأعزكم الله بنصره. هل نسيتم حرب داحس والغبراء فى الجاهلية وهى أطول حرب فى تاريخ البشرية بسبب الكلأ والمرعى، فجاء الإسلام فطهركم  من رجس النعرات القبلية والعصبية؟

 * هل نسيتم يوم أن تركتم العراق فريسة للذئب الأمريكى ينهش لحمه ويمص دمه وظننتم أن الذئاب قد تشبع،فلم تشبع وسقطت بعدها سوريا وليبيا واليمن والصومال والبقية فى الطريق؟ هل نسيتم عدوكم التاريخى الذى لايحترم عهدا ولا وعدا؟ هل نسيتم أن النعرات القومية والحزبية والطائفية كانت سببا فى هلاككم وهزيمتكم أمام أعدائكم ؟ هل نسيتم أنكم عرب أقوياء أعزاء بدينكم وعقيدتكم وليس ببترولكم وأموالكم ؟ هل نسيتم أنكم لم تجتمعوا يوما واحدا على مقاطعة عدوكم، ثم تهرولون اليوم كأنكم حمر مستنفرة فرت من قسورة، لكى يقاطع بعضكم بعضا،ويقتل بعضكم بعضا،ويتآمر بعضكم ضد بعض.أين دينكم وإسلامكم؟أين عزتكم ووحدتكم وقوتكم ونخوتكم وشهامتكم؟ أيها العرب :أنتم بدينكم مارد عملاق الكل منه قد فر وهرب،وبغير دينكم أنتم ظاهرة صوتية مرضية لاتسمع ولاتغنى من جوع.

* أيها الأخوة العرب:
 الزمن لن ينتظركم والرب لن يعذركم فوحدوا صفوفكم وأجمعوا كلمتكم وانبذوا خلافاتكم ،إنما الذئب يأكل من الغنم القاصية. اوطانكم محتلة وشعوبكم معتلة ومواردكم الاقتصادية مختلة،وليس أمامكم سوى جمع الصفوف وتشابك الكفوف. فمتى تعلنوها صراحة أن إجماعكم ووحدتكم على الصحيح خير من تفرقكم على الأصح.إن المشترك بينكم أكثر من المختلف فيه.يربط بينكم عقيدة واحدة ولغة واحدة ومصالح مشتركة بل ومصير واحد على الخير والشر والسراء والضراء. دافعوا عن دينكم وأوطانكم وشعوبكم.ولاتكونوا كالتى نقضت غزلها من بعد قوة انكاثا. هذ نصيحتي لكم لوجه الله فالعدو أمامكم والبحر ورائكم ولن ينفعكم الندم إذا تقاعستم ولا الحسرة إذا لاقدر الله فشلتم. وفقكم الله لاتخاذ القرار الصائب فى الوقت المناسب.والله من وراء القصد والنية

 

المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن رأي نافذة مصر