د. عز الدين الكومي:
 

بعد أن تم اختراق البريد الالكتروني للسفير الاماراتي لدى الولايات المتحدة الامريكية ؛"يوسف العتيبة "
فمن تابع التسريبات على مدار اليومين السابقين ، والفضائح التى ظهرت من خلال المتابعة ، والوقوف على حقيقة الأدوار القذرة التى تلعبها هذه الدويلة اللقيطة، ليس على مستوى الخليج فحسب، بل على المستوى الإقليمى والدولى ، يلحظ دون أدنى شك ، مدى الإرتباط الوثيق بين تسريبات العتيبة ، وبين التسريبات التى بثتها عدد من القنوات لقائد الانقلاب العسكرى ، ومدير مكتبه ، ووزير خارجيته ، حيث أظهرت التسريبات نظرة قائد الانقلاب لدولة قطر، والموقف الخليجي الموحد مع قطر ، وعندما اتهم النظام الانقلابى ، قادة الإخوان في قطر بالمسؤولية عن تفجير الكنيسة البطرسية ، انتقد مجلس دول التعاون الخليجي ، الزج باسم قطر في مشاكل مصر الداخلية ، واتهام قطر بلعب دور في تفجير الكاتدارئية ، كما أظهرت التسريبات ، أن جون كيري وزير الخارجية الأمريكى السابق ، عرض مشاركة مصر فى مؤتمر لوزان الخاص بحل الأزمة السورية ، بعد إصرار إيران على حضور مصر!!
كما أظهرت التسريبات الصادرة عن داخل مكتب قائد الانقلاب ، تآمر العسكر على الرئيس محمد مرسي، واختطافه داخل قاعدة عسكرية ، وتلفيق اتهامات له بالتعاون مع الجهات القضائية الانقلابية ، كما أظهرت
التسريبات استيلاء قائد عصابة الانقلاب ، ومدير مكتبه عباس كامل وبقية عصابة المجلس العسكري على عشرات المليارات من الدولارات التي منحتها دول الخليج للنظام الانقلابى عقب انقلاب الثالث من يوليو 2013، وأظهر ت التسريبات وجود مشاكل في تصرف العسكر في وديعة إماراتية بالبنك المركزي المصري ، وتوجيهات مباشرة من قيادة عسكر كامب ديفيد للأذرع الإعلامية بشيطنة جماعة الإخوان المسلمين ، ووجود تمويل إماراتى مسبق لحركة تمرد للانقلاب على الرئيس مرسى !!
كما أظهرت التسريبات ، تآمر عصابة العسكر على الثورة الليبية ، ودعم الانقلابي الخائن خليفة حفتر بالعتاد والسلاح ، بناء على طلب دولة المؤمرات ، للانقلاب على مكتسبات ثورة الشعب الليبي ، التي أطاحت بالقذافي ، وكانت قناة "بنو راما ليبيا "بثت
تسريبا صوتيا لعباس كامل ، يتحدث فيه مع مسؤول عسكري عن شحنة أسلحة ضخمة ، والتحذير من
المساس قضائيا بأحمد قذاف الدم ، بوصفه من "المتعاونين معنا" ، كما تضمن التسريب ، الحديث عن وصول طائرة تقل محمد دحلان ، وتوصيات بإخراجه سرا من المطار ، كما أظهر التسريب ، دعم التحرك لمنع تمديد ولاية المؤتمر الوطني العام فيما عُرف بحراك لا للتمديد ، ودور محمد دحلان فى ليبيا !!
لذلك نرى الانسجام والتناغم بين تسريبات النظام الانقلابى ، وتسريبات العتيبة الشيطانية ، التى تخدم المشروع الصهيو أمريكى !!
فقد ظهر من خلال تسريبات العتيبة، أن الامارات هي المخطط الرئيسي للإنقلاب على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ؛ وهي المخطط الرئيسي للإنقلاب على أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر وهو الدكتور محمد مرسي ، وإن والزعم بأن عزل الرئيس محمد مرسي في الثالث من الشهر يونية ليس انقلابا، وإنما ثورة ثانية، وإن الجيش لا يفرض رغبته بالقوة وإنما يستجيب لرغبة
الشعب ، وأظهر التسريب ، أن هناك اتصالات تمت بين يوسف العتيبة وبين ، وزير الدفاع الأمريكى السابق روبرت جيتس ، بهذا الخصوص!!
وقد أظهر التسريب أيضا ،أن اتصالات للعتيبة تمت مع جاريد كوشنر، زوج ابنته إيفانكا ، لدفع الولايات المتحدة
لغلق قاعدتها العسكرية في قطر، وإثارة بعض القضايا التي من الممكن أن تُسبِّب توتراً في العلاقات بين الولايات المتحدة وقطر!!
وأن العتيبة ، كتب إلى غيتس رسالةً ، قال فيها: موضوع المؤتمر (قطر) كان قضيةً مُهمَلَة في السياسة الخارجية الأميركية رغم كل المتاعب الذي يتسبب فيها، ولكن عندما تتحدث أنت عن الأمر سيستمعون إليك بإنصات".
ورد عليه غيتس قائلاً إنَّه يظن أنَّ لديه فرصةً "لتحذير بعض الأشخاص بخصوص الأمر!!
كما أظهر التسريب ، سعى دولة الإمارات لتحجيم دور قطر الإقليمي ، والتحريض على استهدافها أمنيا وسياسيا واتهامها إلى جانب الكويت بتمويل العمل الإرهابي ، والقيام بحملات ضد تركيا وجماعة الإخوان المسلمين ، وحركة المقاومة الإسلامية ودور قناة الجزيرة كـأداة لزعزعة الاستقرار في المنطقة ، ورعبة دولة الإمارات
في أن تكون اليد اليمنى للولايات المتحدة في المنطقة بدل السعودية !!
كا أظهر التسريب ، حرص دولة الإمارات على إظهار إن الربيع العربي، ساهم في نشر التطرف على حساب الاعتدال والتسامح ، ووصف الإمارات والأردن بأنهما آخر الصامدين في معسكر الاعتدال!!
وفى الوقت الذى خرست فيه قناتا العربية وسكاى نيوز ، وبقية إعلام مسيلمة الكذاب ، قالت المتحدثة باسم السفارة الإماراتية فى واشنطن لموقع "ديلى بيست" "لمياء جباري" أن عنوان البريد الإلكتروني الوارد في الرسائل يعود إلى العتيبة، إلا أن السفارة لم تكن على علم باختراقه عند تواصل ديلي بيست معها!!
وليس بخاف على أحد ، الأدوار المشبوهة التى تلعبها دولة الإمارات ، فقد قدمت الدعم لفرنسا، والميليشيات المسيحية، في حربهم لإبادة المسلمين بإفريقيا الوسطى، وعن دورها في الإطاحة بأول رئيس مسلم للبلاد، وهذا يرجع لكراهية محمد بن زايد للإسلاميين ، وهو الذى قال مستعد أن يضحى بميزانية دولته للإطاحة بالرئيس مرسى !!

 

 

المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن رأي نافذة مصر