خميس النقيب :

 

عالم تخدرت فيه الضمائر وسقطت فيه القيم  ، وانهارت فيه المبادئ ، وتلاشت فيه الأخلاق إلا ما رحم ربي وعصم ....!!

أعراض تنتهك ، واموال تغتصب ، وشباب يغترب ، وقامات تغيب ، حقوق تصادر ،  دماء وأشلاء ، كل يوم بل كل ساعة ،  نيران تبرق ونفوس تزهق وأرواح تحلق، لا دواء  ولا غذاء ولا كساء ولا إيواء حتى المياه غابت عنهم  ، الجزار السفاح يعمل في سورية  بآلته العسكرية فيضرب الكبار والصغار ، الرجال و النساء ، المرضي والأصحاء ، حتي أنه يضرب المستشفيات ، ورغم ذلك نغط في نوم عميق، سواء  قريب وحبيب و صديق ...!!   إلا ما رحم الله ....!!

الغرب يساعد المجرم في الباطن وإن كان يظهر غير ذلك ، ومعه أمريكا وروسيا و المتعاونين معهم من الشيعة علي ذبح المسلمين من السنة ..!!

الدماء تسيل والجثث تتساقط والأرواح تتصاعد ، رغم أن حرمة الدم المسلم في الإسلام عظيمة  بل أعظم من البيت :  وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَحُرْمَةُ الْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ حُرْمَةً مِنْكِ مَالِهِ وَدَمِهِ وَأَنْ نَظُنَّ بِهِ إِلاَّ خَيْراً. رواه ابن ماجة وصححه الألباني ،

للأسف المصلحجية يريدون أن يصرفوا المسلمين عن دماء إخوانهم الزكية التي تسيل  في سورية وغير سورية  ..!!

هل تجدي الصرخات ؟ هل ينفع النحيب ؟!، هل يفلح  الشجب فحسب ؟! ربما لا يرضي هذ رسول الإسلام ، إنما يرضيه اتباع سنته ونصرة دعوته وفهم  شريعته  وما فيها من جهاد بالنفس والنفيس ..

نحن نشاهد كل يوم الجثث في البر والبحر وتحت الارض ( الأنقاض )  بيد انه لم يمت احد منهم في سورية وفي كل ميادين الجهاد  ، بل ماتت الانسانية في كل دول العالم ، أما هم فقد ارتقوا في السماء في أعلي الجنان مع النبيين والصديقين والصالحين والشهداء   ...!! كيف ؟!!

 أعلن النبي عليه الصلاة والسلام ثلاثة من أصحابه قواداً على التوالي زيد بن حارثة القائد الأول وجعفر بن أبي طالب القائد الثاني وعبد الله بن رواحة القائد الثالث ، القائد الأول حمل الراية فقاتل حتى قتل والثاني قاتل حتى قتل ، والثالث تردد ما يساوي ثلاثين ثانية  لو عددنا:

يا نفس إلا تقتلي تموتـي

       هذا  حمام الموت قد صليتي

إن تفعلي فعلهما رضيتي

        وإن توليـتتي فقد ******

 خمسة عشرة ثانية تردد في بذل روحه ، وأخذ الراية وقاتل حتى قتل ، ماذا قال النبي عليه الصلاة والسلام ؟ قال: أخذ الراية أخوكم زيد فقاتل بها حتى قتل وإني لأرى مقامها في الجنة ثم أخذ الراية أخوكم جعفر فقاتل بها حتى قتل وإني لأراه يطير بجناحين في *****..!!

وسكت النبي عليه الصلاة والسلام فلما سكت قلق أصحاب النبي على أخوهم عبد الله فقالوا يا رسول الله ما فعل عبد الله ؟ قال: ثم أخذها عبد الله وقاتل بها حتى قتل وإني لا أرى في مقامه إزوراراً عن صاحبيه ، هبط مقامه لأنه تردد في بذل روحه في سبيل الله ...!!

رسالة هامة في وقت عصيب لكل الأطراف ، المجاهدين والمترددين والمشككين والمخذلين ...!!

فهل لأهل سورية من مناصرين يضمدون جراحهم ويمسحون دموعهم ويسدون جوعهم ...!!

سورية تناديكم أيها الشرفاء ، تناديكم أطفالا ونساء سورية تناديكم شيوخا وكهولا .. سورية تناديكم جوارا ورحما وتاريخا .. سورية تناديكم بأخوتكم ودينكم وعقيدتكم ... !!

الخير في وفي أمتي إلي يوم القيامة  قالها محمد بن عبد الله ،  أما إذا فسد أهل الشام أي   ضاعوا ( وسوريا )  منهم في السويداء  فالأمر يختلف  :  إِذَا فَسَدَ أَهْلُ الشَّامِ فَلاَ خَيْرَ فِيكُمْ لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِى مَنْصُورِينَ لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ   صححه الألباني .

وصدق من قال :

الشامُ جَنَّتنا وتجري تحتها

                 أنهارُ عزٍّ بالدّماء تبوحُ

تسقي الكرامةَ كي يظلَّ نخيلُه

                بغصونه للثائرين يَلُوحُ

شقّتْ ظلامَ الغدر عاصفةُ الهوى

             روحا تسابقُها لحسنكِ روح

إنْ تسألي يا شامُ كلَّ جوارحي

           ستجيبُ في قلبي الكليم جروحُ

ثمنُ المحبّة يا شآمُ شهادة

           والمسكُ من دمنا النقي يفوح

وطيورُ أشواقي تجوب فضاءكم

            منكم وإليكم تغدو وتروح

كل يوم يرتقي عصفور سوري الى الجنان ...!! كل يوم يحتضر طفل من أطفال سورية الحبيبة ..  أطفال الشام أصبحت دماؤهم رخيصة في عالم لاقيمة له ...!!

تنهمر الدموع بغزاره ، كيف لا وهم في عمر الزهور، احدهم يقضي غريقا ، والاخر يقضي محروقا ،والثالث يقضي مذبوحا ...

وللأسف ترفص ليبيا ومن بعدها الجزائر ومؤخرا المغرب ان تستضيف اللاجئين من ابناء سورية ...!!

لذلك يرتجف القلم وينتحب القلب وتنزف الحروف لتعبر عن بركان يغلي في صدر كل حر وكل حرة ..

لكن البشري عظيمة والرائحة كريمة والنهاية - باذن الله - بهم رحيمة   كيف ؟!

البشري عظيمة :  عن معاوية رضي الله عنه قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم .

والرائحة كريمة :  عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ما من مكلوم يكلم في سبيل الله الا جاء يوم القيامة وكلمه يدمي ، اللون لون دم والريح ريح مسك .   صحيح البخاري ..

والنهاية -بإذن الله - بهم رحيمة ،   كيف ؟!!

" ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون * فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون *يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين "  ال عمران

 في بعض الأحاديث وأن رائحة دمه رائحة المسك وأن الله يكرمه فيرى مقامه في الجنة فيفرح أشد الفرح ...

رَوى أنسُ ابنُ مالكَ رضِيَ الله عنهُ أنَّ أُمَّ الرُّبَيِّعِ بنتَ البراءِ، وهي أُمُّ حارثَةَ بنِ سُراقَةَ، أتتِ النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقالتْ  يا نَبيَّ اللَّهِ، ألا تُحدِّثُني عن حارثَةَ، وكان قُتِلَ يومَ بَدرٍ، أصابَهُ سهمٌ غَرْبٌ فإن كان في الجنةِ صَبَرتُ، وإنْ كان غيرَ ذلك، اجتهدت

ُ عليهِ في البُكاءِ؟ قال: يا أُمَّ حارثَةَ إنها جِنانٌ في الجنَّةِ، وإنَّ ابنَكِ أصابَ الفِردَوسَ الأعْلَى .  صحيح البخاري

رغم التشويه والتنكيل ، رغم المكر والخداع ستبقي  سورية - كما كانت فلسطين - عاصمة العطور الزكية  في العالم ،  رائحة دماء  شهدائها أزكى من عطور كل  الأرض ...

 

 

المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن رأي نافذة مصر