د. عبدالرحمن صبري:



نشر موقع الثورة اليوم التابع للمنشقين عن جماعة الإخوان المسلمين وثيقة يرى أنها خطيرة وأنه سيضرب بها الجماعة بقيادة الدكتور محمود عزت ضربة فى مقتل ، حيث تعرض الوثيقة ورقة عمل أو دراسة أعدها الإخوان حول الواقع الحالى وكيفية الخروج منه تحت عنوان الرؤية ، وقد ذكرنى هذا الموقف بما حدث عام 95 حين داهمت قوات أمن الدولة مقر شركة سلسبيل المملوكة للمهندس خيرت الشاطر وعثرت فيها على ملف بعنوان التمكين ، تولى نشره يومها فى حلقات الكاتب حمدى رزق فى مجلة المصور  ولقد سعدنا بنشر هذه الدراسة أيما سعادة وكنا ننتظرها بلهفة حتى أدرك المجرمون ذلك وعرفوا أن سهمهم يرتد إليهم فأصدر يومها النائب العام- بعد العدد الثالث - قراراً بوقف النشر أحزننا كثيرا.

إذ أن خطة التمكين أظهرت جانباً رائعاً من هذه الجماعة احتفظت به فى كواليسها ولم تظهره للناس ، وهو جانب التخطيط  وقد كان حمدى رزق – ونحن مثله – مبهورا بدقة الدراسة واستخدامها لأحدث وسائل التكنولوجيا وعلوم الإحصاء .

وما أشبه الليلة بالبارحة  ولكن للأسف من نشر هذه المرة هم مجموعة من شباب الجماعة الغاضبين من قادتها ، يدفعهم غضبهم ويستغلهم أعداء الجماعة فى البحث عن أى نقيصة ليلصقوها بالقادة متمنين أن يستطيعوا إزاحتهم بهذه الطريقة الساذجة، ويعيشون على هذه الأمانى فتجرهم إلى طريق خاطئ يسيرون فيه بينما التغيير فى الجماعة له طرق أخرى أسهل وأشرف من هذا بكثير.

حكاية الرؤية

المتابع للشأن الإخوانى يعلم أن مجلس الشورى العام حينما اجتمع فى مارس 2016 وتسلم إدارة الجماعة  قرر تشكيل أربعة لجان منها لجنة الرؤية " ومهمتنا إعداد دراسة عن رؤية الجماعة لإدارة المرحلة القادمة " وهذا من مفاخر هذه الجماعة التى تدرس واقعها جيدا وبموضوعية حتى تعرف موطئ قدمها ونقاط ضعفها وقوتهاوالفرص المتاحة أمامها والتهديدات المحدقة بها ثم تبنى على ذلك خطتها

وقد قامت هذه اللجنة باستطلاع رأى الإخوان فى كل مكان فى مصر وخارج مصر ووضعت تصورات وسيناريوهات وعرضتها على الإخوان فى المستويات الإدارية وأجرت استطلاعات رأى حول بعض المسائل ثم جمعت كل هذا وعكفت على دراسته وخرجت بعدة أوراق عمل ، واحدة منها تلك التى نشرها الموقع وهى لم يتم تداولها لأن أمن الدولة استولوا عليها أثناء اعتقالات قيادات الإخوان ولاشك أنهم سربوها إلى أحبابنا الغاضبين فى الموقع

 نقاط فوق الحروف

وحتى ﻻتلتبس المفاهيم وﻻيدلس المدلسون ينبغى أن نوضح بعض المصطلحات والمفاهيم المتعلقة بالوثيقة وبالتخطيط عموما بشكل مبسط ….ورب ضارة نافعة

الرؤية  ...هى الصورة التى تطمح أن تصل إليها الجماعة أو المؤسسة فى نهاية مدة الخطة(محطة الوصول)

تقييم الواقع هو التقييم الموضوعى اﻷمين للحالة التى تعيشها الجماعة أو المؤسسة اليوم (محطة اﻻنطﻻق)

مربع القوة ..هى طريقة متعارف عليها لتقييم الواقع وتحديد موقف المؤسسة فى بداية الخطة من زوايا أربعة تتعلق بالمؤسسة نفسها (نقاط القوة – نقاط الضعف) وبالظروف المحيطة بها من متغيرات فى البيئة المحلية وواﻹقليمية والدولية وخﻻفه(الفرص – التهديدات) لتبحث الفجوة بين الواقع والمأمول و إمكانية وكيفية تحقيق الرؤية
   
السيناريوهات المتوقعة..هى جميع اﻻحتماﻻت الوارد حدوثها والتى يمكن توقعها بدراسة المعطيات الموجودة
   
السيناريو الراجح ..هو أقرب اﻻحتماﻻت المتوقعة للحدوث فعليا إذا سارت اﻷمور على ماهى عليه بناء على توفر مقوماته
   
الخطة ...هى مجموعة اﻷهداف( الكلية والمرحلية) واﻹجراءات التى تقوم المؤسسة باتخاذها لتحقيق الرؤية والتعامل مع السيناريوهات المتوقعة 


دعوة للقراءة

لن أتحدث عن التفاصيل ولن أتناول الرؤية بالشرح والتحليل ولكننى أدعوالقراء الكرام وخاصة شباب اﻹخوان إلى قراءة متأنية فى وثيقة الرؤية المنشورة – مع احتمال أن يتم التلاعب فيها – أو طلب الوثيقة من اﻹدارة وقراءتها فى ضوء المصطلحات التى ذكرتها آنفاً

وكلى ثقة أنكم ستجدون فيها جهدا طيبا وستشعرون بالفخر والثقة وستخرجون بعد قراءتها تخاطبون  كل أصحاب الحناجرالتى تهتف بكسراﻻنقلاب وتهاجم اﻹخوان وتتهمهم  ولسان حالكم يقول هذه رؤية جماعتى وفكرها وخطتها فأرونى أيها الناس أحلامكم وأمانيكم وأخبرونى كيف ستحققونها .وإﻻ صدق فيكم المثل "المنى بضاعة الحمقى" .

 

المقال يعبر عن رأي كاتبه، ولايعبر بالضرورة عن رأي نافذة مصر