خميس النقيب

 

قمة وراء قمة ، واجتماع بعد اجتماع ، وكلمة خلف كلمة ، لكنها لاتتجاوز  باب القاعة التي قيلت فيها ، فالواقع موشح بالدماء والاشلاء والشهداء ، ومفعم بالجوع والعوز ....!!

احتاج المجتمعين العرب في قمة الأردن لقراءة تحاول استخراج  ما خلف سطورها التي تؤسس - فقط - لبقائهم علي كراسيهم واستمرارهم في قواعدهم ،فانساقوا وراء الكلمات المطاطة مثل االإرهاب والكباب...!! - للأسف - كالعادة من عشرات السنين !!

علاوة علي انهم شجبوا الربيع العربي وقال بعضهم انه دمر الامن والاستقرار ...!! لكن ماسببه ؟ وما علاجه ؟ وماذا نفعل حتي لاتلجأ اليه الشعوب فتبقي في شتاء قارس أو صيف حار ...!!

لكن العجب ينتابك حينما تجد احدهم ينادي بتثبيت الشرعية في مكان ، ويوجب عزلها في مكان اخر .. !!

حضر الزعماء المنتفخة وغابت الشعوب البائسة ، غابت حتي من بين السطور ،  حتي من وحي الكلمات ، وتكرر نفس الكلام من سنوات ...!!

الجرح الغائر في جسد الامة لم يطرأ عليه جديد لعلاجه ( فلسطين الحبيبة )  اللهم إلا المبادرة  العربية او الاجندة العربية التي تتكرر مرارا دون تقدم في شئ ، الجديد هنا ان مبعوث ترامب حاول تعديلها لصالح الكيان بمباركة بعض الوفود المعروفين بولائهم للأمريكان وعشقهم لليهود  ...!!

لكن المهجرين والمضطهدين والمقهورين من  شعوبهم لهم الله ..!!

والفساد والاستبداد والقهر والظلم  الذي يتزعمه بعض المجتمعين لاذكر له في قليل او كثير ...!!

للأسف حضر بعض القادة لا بالنيابة عن شعوبهم والبحث في حل مشاكلهم وتنمية مواردهم وإزالة همومهم ، بل عن اسيادهم  سواء امريكا او ايران ...!! رغبة في تثبيت اركانهم وضمان مناصبهم ..!!

وكما تلعب الكلمات دورها فإن للحضور المبكر والصمت والارتباك والغياب والخروج من الجلسات أدت أدوارها هي أيضاً وهي لا تقل   ركاكة عن بعض الخطابات..!!

لقد كان لافتاً، في هذا الصدد ومبعثا للضجر ومؤذيا للمشاعر ، قيام مندوب إدارة دونالد ترامب بتمرير مطالب إسرائيل بتعديل المبادرة العربية الشهيرة للتسوية، وهو الأمر الذي لقي تسويقاً من البعض ً لتبنّيه ولكنّ الرياح، كما هو واضح، لم تجر بما تشتهي السفن  ، علي الاقل في الوقت الراهن ..!!

وكان هناك  تجاذباً عربيّاً في الموقف من إيران، وفي هذه النقطة ذهب الاتجاه مجدداً نحو اختراق تمثّل بمجاملات البعض لخلق نوع من التباين والتوازن حسب المصالح الشخصية علي حساب الشعوب المطحونة ..!!

لكن اين القمة من اللاجئين والمضطهدبن والجوعي والعرايا والايتام والبطالة ، هنا تجد في افواههم ماء .. !!

الاتفاق علي الضحية والجلاد ؟ والوصول للظالم من المظلوم ، هنا غابت المروءة ،  الوصول  لحل أمثل ومجدي لليمن المجروحة وسوريا المذبوحة وفلسطين المغتصبة وغيرها فلا وألف لا ..!!

كان الحاضر الأكبر الدولة غير المدعوّة للحضور ( إيران ) والتي قامت، عمليّاً، بتفويض ممثليها في العراق ولبنان، والمتعاطفين معها في بعض الدول الأخرى، بالحديث عنها.

قمة تدعوا الي مزيد من التطبيع مع العدو وتعمق الانقسام والبغض والكراهية وعدم قبول الاخر ، لا تساوي وقود الحاملات التي حملتهم الي هناك ، او قل لاتساوي المداد الذي كتبت به الكلمات ..!!

ولذلك لن تخرج للنور ، بل ماتت في مكانها ...!!

ماتت القمة العربية في البحر الميت  ، ولم تبعث الروح في وطن عربي ملئ  بالجرحى والثكالي  والموتى  ، ومكتظ بالعمالة والحقد والنفاق ، كما يخرج الجنين ميتا من رحم امه التي تكاد تفارق الحياة ...!! فهل من مسعف مخلص  ؟ وهل من معتصم حقيقي  ؟!!

 

المقال يعبر عن رأي كاتبه، ولايعبر بالضرورة عن رأي نافذة مصر