حنان السيد :

الهوية الاسلامية هى “الإيمان بعقيدة هذه الأمة، والاعتزاز بالانتماء إليها، واحترام قيمها الحضارية والثقافية، وإبراز الشعائر الإسلامية، والاعتزاز والتمسك بها، والشعور بالتميز والاستقلالية الفردية والجماعية، والقيام بحق الرسالة وواجب البلاغ، والشهادة على الناس (الهوية الإسلامية لخليل نوري: ص: [45]).

الهوية الإسلامية والقومية العربية:

الذي يؤسف له أن كثيراً من كتابنا ومثقفينا – في محيطنا العربي – قد سطحوا من مسألة الهوية، وهمشوا من محتواها الإسلامي والعقدي، بل ربما ألغوه تماماً، ومن ثم قصروا مفهوم الهوية على الانتماء للعربية، وبعض المظاهر الحضارية والثقافية والفنية المرتبطة بذلك، والتي تبلورت فيما بعد في فكرة القومية العربية، ولا يخفى على أحد خطورة هذا المنحى، فالقومية العربية حركة سياسية فكرية متعصبة، تدعو إلى تمجيد العرب، وإقامة دولة موحدة لهم على أساس من رابطة الدم واللغة والتاريخ، وإحلالها محل رابطة الدين التعارض بين الهوية الإسلامية والانتماء الوطني ….يوجد مصطلحان يتعمد البعض الخلط بينهما، الأول منهما هو مصطلح (الوطنية)، والثاني (حب الوطن)، والفرق بينهما وبين مدلولهما كبير، فمسألة حب الوطن مسألة قديمة قدم الإنسان، حيث تعود الإنسان على حب مسكنه، ومربع طفولته، ومرتع صباه وشبابه، وهو معنى جميل، وخلق راق، لا تعارض بينه وبين مفهوم الهوية الإسلامية، وأما الإشكالية والخلط فيقع في مفهوم (الوطنية)، وهو مفهوم حديث ظهر بعد سقوط الخلافة، وتفتت العالم الإسلامي وانشطاره إلى دويلات صغيرة، وهو مصطلح قد يعمل على إثارة النزعات والعصبيات بين أفراد الأمة الواحدة، بعيداً عن رابط الدين والعقيدة، ويعني الانتماء إلى الأرض والناس، والعادات والتَّقاليد، والفخر بالتَّاريخ، والتفاني في خدمة الوطن، بعيداً عن لحمة الدين

ومن الأسباب التى أدت الى طمس الهوية الاسلامية :

1_ توظيف المؤسسات الصحفية والتنصيرية والفنية في خدمة التبرج والعري
2_دعم حركات التحرير:
 فلم يعد خافيا على أحد أن وراء المؤتمرات النسائية في العالم الإسلامي أياد خارجية , تمول وتقوي وتؤازر مفاهيم
( تمكين المرأة – تحرير المرأة – حقوق المرأة ) ….
3_ تقنين الفاحشة وتزيينها والدأب في إشاعتها:
  فالاستباحة للفاحشة والرذائل لم يكن أمرا جديدا , ولكن الذي جد في العقود الأخيرة هو الاستباحة التي يحميها القانون والنظام
4_ تكريس النموذج الغربي والدعوة إليه بقوة :
فالإنسان الغربي في كثير من الأحيان يرى نفسه فوق كل الأجناس , وأنه الأقوى والأذكى والأولى بالإتباع , وانطلاقا من هذه النظرة فإنه يعمل جاهدا على نشر الأنموذج الغربي وتعميمه في العالم كله
5_ طريق تغريب المرأة المسلمة وتحريرها وتمكينها , و العولمة والنظام العالمي الجديد , وحقوق المرأة وغيرها مسخت في كثير من الأحيان حقيقة المرأة المسلمة .

مظاهر تدنى الهوية الاسلامية فى المجتمع الاسلامى :

1_ عدم ظهور التأثر العقدي الصحيح لديهم حيث نجد الشباب في كثير من الأحيان ليس لديه التفسير الصحيح الواضح لغاية الحياة ونشأتها وتطوراتها والمصير الذي سينتهي إليه
2_ عدم الاهتمام بالسلوك الإسلامي مع أن الدين الإسلامي قد اعتنى بالسلوك الإنساني عناية لم تقم بها الأنظمة التربوية شرقيها وغربيها
 3_ التمسك بالعادات الغريبة : فقد أصبح معظم الشباب الآن ، يتبع العادات الغربية في مأكله ومشربه وملبسه , وهذا هو حقيقة العولمة التي يفرضها الغرب
 
4_ ومن أهم أسباب انكسار الشباب المسلم
أمام الثقافات الأخرى وتبعيته لها أنهم فرطوا في أعظم مقومات البقاء حيث أهدروا القيم الإنسانية , ورفضوا أن يكون للدين الإسلامي سلطان على الحياة
 
لقد أهمل كثير من الشباب الروح والوجدان والقلب ولم ينسجموا مع الفطرة السوية التي فطر الله الخلق عليها , بل قدموا الشهوات البهيمية بزي الحرية الشخصية وحقوق الإنسان فانحدروا إلى الهاوية

يحتاج المجتمع المسلم لاسترداد هويته
 
والحل أن يجتهد الجميع في القيام بمسؤوليتهم تجاه الشباب

فمثلا مسؤولية العلماء أن يكونوا قدوة في سلوكهم فلا يقولون مالا يفعلون وبذلك يطبقون شرع الله تعالى فيما يتعلق بجميع أمورهم فعندها يستطيعون الوصول إلى درجة الإقناع والتأثير في الآخرين .

ومسؤولية الأفراد تأتي بعد قيام العلماء بمسؤوليتهم بالإرشاد والموعظة الحسنة أصبحت

 فيقوم الأفراد بدور النصيحة في بيوتهم بتعليم الرجل زوجته وبناته وأخواته ومحارمه ويرغبهن في اتباع شرع الله تعالى في كل ما أمر به , وينهاهم عن كل ما نهى الله عنه , وعلى المرأة أيضا أن تقوم بهذا الدور فتعلم أبنائها الفضائل وتنهاهم عن الرذائل
أما علي صعيد الحكومات فتتمثل في قيام المؤسسات بواجبها تجاه المجتمع
فمسؤولية الإعلام كبيرة فلا بد أن يوجهوا الناس توجيها صحيحا يتفق مع تعاليم الدين الإسلامي , وقيمه الرفيعة , ويأخذوا بأيديهم إلى طريق الخير
 
وعلي  الحكام ايضا مسؤولية  أكبر من أي مسؤولية أخرى فالحاكم بصلاحه ينعقد صلاح الدولة ومن ثم وجب أن يلتزم بتعاليم الإسلام حتي يلتزم بها أفراد الشعب , فإذا أراد الحاكم أن تكون بلاده مزدهرة وعمل جاهدا على تطبيق المنهج الإلهي الذي أنزله الله لعباده فعندها تبلغ الأمة الإسلامية أوج المجد والعظمة .
ويمكننا أيضا تنمية اعتزاز المسلم بهويته

في نفوس هذا الجيل الجديد عن طريق بناء نفسية الطفل من خلال البناء الروحي والعاطفي مع تهذيب الدافع الجنسي عنده , فتتشكل نفسية الطفل حسب مفهومه عن ميوله وغرائزه وفق قاعدة العقيدة التي تأمر وتنهى وهكذا ينشأ في الطفل هذا حلال وهذا حرام ,
 
فالعبادة تغذي نفسه وروحه وتقوي صلته بالله تعالى , وتزيده قوة وثقة نفسية , والعاطفة عندما يأخذها بجرعات متوازنة مع التهذيب الجنسي لديه فإن نفسيته ستصبح أكثر استقرارا من الأطفال الذين لم تهذب دوافعهم الجنسية

 

المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن رأي نافذة مصر