حنان السيد :


أوقفتني  كلمات نعى بها احد الاصدقاء صديق له وكتب عن تاريخ حياته والالم والمعاناه التى عاشها وترك امه له منذ صغره واصابه بكهرباء فى المخ وترك والده له معانه فى الحياه الى ان توفى رحمه الله

قلت له … قاسية جدا والدته ثم راجعت نفسى وتذكرت و ابنى الطفل الصغير  و المصاب الذى دفعته دفعا لياتى بحقه ويكون جندى من جنود الله
قلت …لنفسى و ألست أنت ايضا قاسية عندما أوصلت ابنك ليكون معتقل يعذب ويسحل ويبعد عنك وعن حضنك وحنانك وفى لحظة استغفرت الله وتذكرت أننا لم نلد الا رجالا جنودا يدافعون عن دين الله وينصرون دينه الأبناء هم فلذةنعم الأكباد، وهم أمانة في أعناق الآباء. ومن الأمانات التي لا يجوز خيانتها رعاية الأبناء، فالآباء يُسألون عن رعايتهم لأبنائهم إن أحسنوا أو أساءوا وإن الأمة الإسلامية اليوم تمر بظروف عصيبة تكالب فيها الأعداء وتنادوا من كل صوب، وتداعوا على حرب الإسلام وأهله الصادقين؛ وذلك في حملة شرسة وحقد دفين يريدون من ورائه مسخ الإسلام في قلوب أهله، وجر المسلمين إلى التبعية للغرب الكافر· قال رسول الله: “من لم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من شعب النفاق وتحديث النفس بالغزو ليس المراد منه خاطرة تمر في النفس ثم تدفن في أودية الدنيا وزينتها التي سيطرت على كثير منا؛ وإنما المراد به العزيمة الصادقة على ذلك فكانت للمرأة المسلمة مواقف تربى بها أجيال وتعطى نموذج يحتذى به
وفى عهد الرسول، عليه الصلاة والسلام .الخنساء التى قالت لابنائها فقد خرجتْ فى هذه المعركة مع المسلمين فى عهد عمر بن الخطاب – رضى الله عنه – ومعها أبناؤها الأربعة وهناك وقبل بدء القتال أوصتهم قائلة: يابنىّ لقد أسلمتم طائعين ، وهاجرتم مختارين ، ووالله الذى لا إله إلا هو أنكم بنو امرأةٍ واحدةٍ ، ماخنتُ أباكم ، ولافضحتُ خالكم …. إلى أن قالت:- فإذا أصبحتم غداً إن شاء الله سالمين ، فاغدوا إلى قتال عدوكم مستبصرين ، وبالله على أعدائه مستنصرين ، فإذا رأيتم الحرب قد شمرتْ عن ساقها ، وجعلتْ ناراً على أوراقها ، فتيمموا وطيسها ، وجالدوا رئيسها عند احتدام خميسها ، تظفروا بالغنم والكرامة فى دار الخلد والكرامة … ولما دارتْ المعركة استشهد أولادها الأربعة واحداً بعد الآخر ، وحينما بلغ الخنساء خبر مقتل أولادها الاربعة قالت : – الحمد لله الذى شرّفنى باستشهادهم ، وأسأل الله أن يجمعنى بهم فى مستقر رحمته ….

كان بمدينة رسول الله رجل يقال له أبو قدامة الشامي، وكان قد حبب الله إليه الجهاد في سبيل الله والغزو إلى بلاد الروم. فجلس يوماً في مسجد رسول الله يتحدث مع أصحابه، فقالوا له: يا أبا قدامة حدّثنا بأعجب ما رأيت في الجهاد. قال: نعم إني دخلت في بعض السنين الرقة أطلب جملاً أشتريه ليحمل السلاح، فبينما أنا يوماً جالساً إذ دخلت علي امرأة فقالت: يا أبا قدامة سمعتك وأنت تحدث عن الجهاد وتحث عليه، وقد رُزقتُ من الشَّعر ما لم يُرزقه غيري من النساء، وقد قصعته وأصلحت منه شكالا للفرس وعفرته بالتراب كي لا ينظر إليه أحد، وقد أحببت أن تأخذه معك فإذا صرتَ في بلاد الكفار وجالت الأبطال ورُميت النبال وجُردت السيوف وشُرعت الأسنّة، فإن احتجت إليه وإلا فادفعه إلى من يحتاج إليه ليحضر شعري ويصيبه الغبار في سبيل الله، فأنا امرأة أرملة كان لي زوج وعصبة كلهم قُتلوا في سبيل الله ولو كان عليّ جهاد لجاهدت. وناولتني الشكال وقالت: اعلم يا أبا قدامة أن زوجي لما قُتل خلف لي غلاماً من أحسن الشباب وقد تعلم القرآن والفروسية والرمي على القوس وهو قوام بالليل صوام بالنهار وله من العمر خمس عشرة سنة وهو غائب في ضيعة خلفها له أبوه فلعله يقدم قبل مسيرك فأوجهه معك هدية إلى الله عز وجل وأنا أسألك بحرمة الإسلام، لا تحرمني ما طلبت من الثواب. فأخذت الشكال منها فإذا هو مظفور من شعرها. فقالت: ألقه في بعض رحالك وأنا أنظر إليه ليطمئن قلبي. فطرحته في رحلي وخرجتُ من الرقة ومعي صاحبي، فلما صرنا عند حصن مسلمة بن عبد الملك إذا بفارس يهتف من ورائي: يا أبا قدامة قف علي قليلاً يرحمك الله، فوقفت وقلت لأصحابي تقدموا أنتم حتى أنظر من هذا، وإذا أنا بفارس قد دنا مني وعانقني وقال: الحمد لله الذي لم يحرمني صحبتك ولم يردني خائباً. قلت للصبي أسفر لي عن وجهك، فإن كان يلزم مثلك غزو أمرتك بالمسير، وإن لم يلزمك غزو رددتك، فأسفر عن وجهه. فإذا به غلام كأنه القمر ليلة البدر وعليه آثار النعمة قلت للصبي: ألك والد؟ قال: لا بل أنا خارج معك أطلب ثأر والدي لأنه استشهد فلعل الله يرزقني الشهادة كما رزق أبي. قلت للصبي: ألك والدة؟ قال: نعم. قلت: اذهب إليها فاستأذنها فإن أذنت وإلا فأقم عندها فإن طاعتك لها أفضل من الجهاد، لأن الجنة تحت ظلال السيوف وتحت أقدام الأمهات. قال: يا أبا قدامة أما تعرفني قلت: لا، قال: أنا ابن صاحبة الوديعة، ما أسرع ما نسيت وصية أمي صاحبة الشكال، وأنا إن شاء الله الشهيد ابن الشهيد، سألتك بالله لا تحرمني الغزو معك في سبيل الله، فإني حافظ لكتاب الله عارف بسنة رسول الله ، عارف بالفروسية والرمي وما خلفت ورائي أفرس مني فلا تحقرني لصغر سني وإن أمي قد أقسمت على أن لا أرجع وقالت: يا بني إذا لقيت الكفار فلا تولهم الدبر وهب نفسك لله واطلب مجاورة الله تعالى ومجاورة أبيك مع إخوانك الصالحين في الجنة، فإذا رزقك الله الشهادة فاشفع فيّ فإنه قد بلغني أن الشهيد يشفع في سبعين من أهله وسبعين من جيرانه. ثم ضمتني إلى صدرها ورفعت رأسها إلى السماء وقالت: إلهي وسيدي ومولاي هذا ولدي وريحانة قلبي وثمرة فؤادي سلمته إليك فقربه من أبيه

مريم محمد يوسف محيسن والشهيرة بخنساء فلسطين أو أم نضال فرحات أطلق عليها خنساء فلسطين، هو لقب تجسد من سير التاريخ، للصحابية الخنساء ابنها الاستشهادي محمد فرحات (17 عاماً)، ورغم صغر سنه إلا أنها أصرّت على قائد كتائب القسام صلاح شحادة آنذاك لينفذ إبنها الهجوم، تدرب محمد على يد عماد عقل الذي كانت تؤويه الأسرة، وعلى يد أخيه الأكبر نضال، وقبل خروجه ظهرت مع ابنها “محمد” بتسجل مصور في مطلع عام 2002م، وهي تقبله قبلات الوداع، وهي تعلم أنه ذاهب بلا رجعة فسجّل وصيته معها، وتصورت معه بسلاحه في فيديو خاص وأوصته فكانت أول أم فلسطينية تودع ابنها وهو خارج إلى عملية استشهادية في تسجيل مصور، وأوصته بألا يعود إليها إلا مثخناً في عدوه محمولاً على أكتاف الرجال، فذهب في عملية إقتحام قتل فيها 9 جنود إسرائيليين، حيث اقتحم مدرسة تدريب جنود داخل مغتصبة (مستوطنة) عتصمونا )من مجمع مغتصبات غوش قطيف .


 السيدة سناء عبد الجواد رغم تأكيدها أنها فقدت “أغلى ما عندي” بعد مقتل ابنتها خلال الفض الدموي لميدان رابعة، عبرت والدة أسماء البلتاجي عن تمسكها بما خرجت ابنتها من أجله، وقالت إنه لو عاد بها الزمن فإنها لن تمنعها من المشاركة في الاعتصام لو عاد بي الزمن، ما كنت أمنع أسماء من الاعتصام في الميدان. أولا، هي بطبعها شخصية مستقلة، لها رأي يحترم، وفكر مستنير، ولا يستطيع أحد أن يجبرها على شيء كانت لا تريد فعله. وقد ربينا أولادنا وبناتنا على حرية الاختيار، مطمئنين لهم طالما وضعنا فيهم البذور الصالحة التي تجنبهم الوقوع في الخطأ.

ثانيا، ما كان لنا أن نمنعها من حقها في التعبير عن رأيها في مقاومة عصابة عسكر مجرمة، تسلب منها حريتها وإرادتها، وهي الحرة الكريمة. صحيح أن الألم شديد بفقد ابنتي، ولكن ما ندمت قط على مشاركتها. وأنا أشهد الله لها أنها ما قصرت في حق الثورة منذ ثورة 25 يناير إلى يوم استشهادها.


هكذا ربت المسلمة المؤمنة بقضيتها ابنائها روت الارض بدماء ابنائها لتنبت اشجار الحرية والعزة والكرامة لنصرة دين الله
 
فيا آخيتي في الله ايتها المرأة المؤمنة لاتجعلي اولادك فتنة لك بل خذي بيدهم الي درب الجهاد الصحيح وليس الجهاد المطلق فتتلقفهم ايدي اعداء الدين بحجة الجهاد وهم كاذبون واغرسي في قلوبهم : ان المؤمن لايخشي في الله لومة لائم.

 

المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن رأي نافذة مصر