حنان السيد :


ليلة مثل كل الليالى تنام الأم وفى حضنها أبنائها الأربعة  , تحتويهم  بذراعيها  تدعى  لهم وتحصنهم  بالأذكار قبل  النوم  .

يسألون  عن  أبيهم  ومتى  يعود تحكى لهم الأم عن والدهم الذى خرج مطاردا بعد خروجه من الاعتقال خرج مطاردا .

تاركا وراءه تلك الأم لتحمي أولاده وترعاهم وتهتم  بهم  ,حياة كلها  فقد وحرمان  وخوف ولكن معية الله ترعاهم وتحفظهم  .

تحاول الأم أن تحتوى أبنائها وتهيئ لهم السكينة والهدوء تقوم بدور الأم والأب وتعوضهم فقدان الأب تكافح فى حياة كلها جهاد .

تقف فى مهب الريح وحدها تستمد قوتها من الله وحده ليس معها  أحد  فالكل  فى نفس ظروفها  غرباء  فى دنيا  العبيد .

ليلة مثل كل الليالى تنظر الى أبنائها وتدعولهم ولا تعلم ماذا يخفى لها القدر تسمع أصوات مرعبة كأنها رعد وبرق وزلزال

يضرب المكان  تقوم مفزعه تنظر الى الأولاد تطمئن عليهم تهرول فى منزلها لترى ماذا يحدث تسمع أصوات هرولت نحو شباك

البيت فترى أشباحا مرعبة كأنهم يأجوج ومأجوج أشكالا لا تعرف إن كانوا شياطين أم كائنات فضائية  تسمع صوت  مفزع .

إنتى اسمك ايه فقالت شرين فقال لها أين زوجك فقالت مسافر فقال لها افتحى فقالت هذا الباب لايفتح افتح من الباب الآخر.

فقال لها افتحى فجرت الى غرفتها لترتدى ملابسها اقتحموا بيتها واقتحموا حرمة مصر كلها عندما  هتكوا عرض البيت  .

ودخلوه  كأنهم لصوص وليسوا رجال أمن كانت تجرى تبحث  عن ملابسها  تسترها وفى عقلها حجابها وأبنائها  .

اقتحموا البيت وفتشوا الغرف وكسروا كل شئ لم يتركوا شئا مكانه كسروا كل ما فى طريقهم سرقوا الأجهزة والأموال والذهب

سرقوا الأمان والسكينة من عين الأطفال وهم يرونهم يرعبونهم باأشكالهم المفزعة الملثمة لم يكتفوا بذلك بل دخلوا غرفة الأطفال

وقلبوها وكسروا كل شئ ولم تسلم كتب الأطفال من أيد المجرمين عن ماذا يبحثون عن أب يعرفون جيدا أنه مطارد فى الخارج .

أى رسالة يريدون توصيلها رعب فزع ودمار قالوا لها تعالى معنا نظرت إليهم وإلى أبنائها لم تفكر فى شئ سوى هؤلاء الأطفال .

كيف تتركهم وحدهم مرعوبين خائفين لا تعلم ماذا سوف يجرى لهم تختطف الأم من أمام أبنائها لا تعرف ما القادم تنظر إليهم وكأن

روحها تخرج من جسدها تهرب الروح فى جسدها تصرخ فى أعماقها تنظر إليهم وتريد أن تاخذهم فى أحضانها وتهرب إلى مكان بعيد

تهرب من  هذا الواقع  المؤلم  القاتل تمسك بيد أبنائها ولا تعلم ماذا تقول  للصغار وهم وحدهم والخوف يملأ أعينهم البريئة تتركهم .

فى عالم مجهول خائفين لا يجدون حضن أم أو أب ليحتويهم ويحتوى آلامهم ويمسح دمعتهم تخدث نفسها في لحظات من يهتم بكم

صغارى ويرسم الضحكة على وجوهكم البريئة من يسهر عليكم ويداويكم من يحويكم بالسكينة والأمان وقد سرقت من أمامكم  .

تنتزع الأم من أمام أولادها وهم ينظرون ليها ودموعهم تذرف وينادونها ماما لا ترحلى لا تتركينا لا تاخذوها تسير على جمر من لهيب

يحرق كل شئ لهيب يحرق قلب أم على أبنائها تنزل دمعات خوف وترقب لحظات وكأنها خروج الروح من جسد يقاوم ليتشبث بالحياة

نظرة وداع من أم لا تعرف متى تلقى فلذات كبدها وما الذى يجرى لهم شيرين بخيت  اختطفت على يد العسكر بدون أى ذنب  .

اختفاء قسرى لا يعلم عنها أحد أى شئ حضرت إلى المحكمة فى سرية تامة ولا تعلم ماذا جرى لأبنائها ولم يحضر معها محام .

شيرين بخيت قلب أم رغم كل ما تتعرض له منهم من تعذيب ورعب إلا أن قلبها قلب الأم لا يفكر إلا فى أبنائها ماذا جرى لكم أبنائى

وأين أنتم الآن ؟!

صرخة  إلي كل ذي نخوة ومروءة متي ننتفض لننقذ أعراضنا هل نظل صامتين حتي ينهش العسكر كل مصر

شيرين ليست وحدها بل 38 فتاه وسيده ومنهم عجائز في سجون العسكر أهانت عليكم نساء مصر أم مازلتم تصدقون قول السفاح

الذي أثبتت الأيام كذبه وخداعه أنهن إرهابيات إما أن تصمتوا وزيدوا في صمتكم فالدائرة لاتقف وإما أن تثوروا لكرامتكم لأعراضكم

لوطنكم لرزقكم وننعم جميعا بالأمن والأمان ونعيم بلادنا التي كانت رائدة العالم

انقذوا شيرين وبنات مصر #شيرين_بخيت_فين


 

المقال يعبر عن رأي كاتبه، ولايعبر بالضرورة عن رأي نافذة مصر