شهر رمضان من الأشهر المباركة التى أنعم الله علينا بها حيث تعود بالنفع والخير على الإنسان فى جميع نواحى الحياة بصفة عامة، والصحة البدنية والنفسية بصفة خاصة، وعلى الرغم من كل التغير التى تحدث فى اختلاف نظام، ومواعيد الوجبات الأساسية، إلا أن هناك الكثير من الدراسات التى أثبتت أن الصوم يمثل عاملا أساسيا فى الوقاية من العديد من الإمراض، ويأتى ذلك من خلال توجيه جزء كبير من الألم إلى العضلات والمخ، بدلا من أن يتركز بأكمله على الجهاز الهضمى، كما هو معتاد فى الأيام العادية، فالصوم يساعد على تنظيم الدورة الدموية، ويزيد من النشاط والحيوية.
ومع دخول فصل الصيف تظهر الكثير من الأمراض التى تثير جدلا وتشكل نوعا من القلق، فى كيفية التعامل معها وخاصة توافقه مع توقيت شهر رمضان، فتزداد الحيرة وتكثر الأسئلة ومن أهم هذه الأمراض "الأمراض الصدرية".
أشار الدكتور "محمد عوض تاج الدين"، دكتور أمراض صدرية بكلية الطب جامعة عين شمس، ورئيس الجمعية المصرية للأمراض الصدر إلى أن هناك مجموعة من الأمراض الصدرية يجب تحديدها أولا، حتى نميز فى كيفية التعامل معها، فهناك أمراض مزمنة تحتاج إلى معاملة خاصة منها: حساسية الصدر، وانسداد وضيق بالشعب الهوائية المزمنة، والدرن الرئوى وهذه الحالات تحتاج إلى اهتمام، ورعاية مكثفة حتى تتفادى التعرض إلى الأزمات الحادة.
وشدد "تاج الدين" على ضرورة الابتعاد عن المسببات التى تؤدى إلى حدوث الأزمات الصدرية مثل: التعرض إلى الأدخنة، والأبخرة، والمواد الكيمائية.
فيما أكد الدكتور، محمد محمود البتانونى، أستاذ إمراض الصدرية والمهنية كلية طب القصر العينى على أن الحساسية الصدرية تختلف من مرحلة إلى أخرى، وفقا لشدة المرض، ويجوز على مريض حساسية الصدر البسيطة أو المتوسط، فى حالة الإصابة بالأزمات استعمال البخاخ أثناء فترة صيامه دون أن يبطله، مبررا ذلك بأنها تدخل مباشرا على الرئة وليست الجهاز الهضمى، وأضاف أنه فى حالة الأزمات المتكررة لا يجوز على المريض الصيام، لأنه يحتاج إلى علاج مستمر.
أما عن مريض"الدرن الرئوى" فهو غير مرغوب له الصيام، لأن المناعة تضعف بشكل مستمر، ولابد من التغذية المنتظمة والسليمة.
بينما رد الشيخ "خالد الجندى" على هذه الاستشارة قائلا: "هناك فريق من علماء الشيوخ أجازوا لمريض حساسية الصدر استخدام البخاخ أثناء فترة الصيام دون إبطاله، طبقا لما أفتت به دار الإفتاء بالمملكة العربية السعودية، مبررة ذلك بأنها تنزل فى مسالك الهواء وليس فى مسالك الغذاء، ولكن دار الإفتاء المصرية رفضت ذلك، بالإجماع فالمريض لدية رخصة الإفطار ولابد من استخدامها فى حالة الحاجة إليها.
وأكد "تاج الدين" على ضرورة استشارة المريض، وأخذ التعليمات المناسبة من طبيبة الخاص قبل رمضان، حتى يضع له برنامج علاجى له يسير علية خلال شهر رمضان، لكى يتم تنظيم مواعيد العلاج بين فترتى الصيام والسحور.
ونصح "تاج الدين والبتانونى" بعدم التعرض فترة طويلة للأشعة الشمس، شرب السوائل بكثرة حتى يكون الجسم دائما رطب ولا يصاب بالجفاف، وتناول الطعام البسيط غير المركب حتى لا تؤدى إلى اضطرابات معوية، وانتظام مريض الحساسية على العلاج المحدد له.
اليوم السابع