نقلاً عن الصفحة الحقوقية " أنا مهند " :
 


لم يكتف النظام المصري بسرقة عمر الشاب مهند حيًا، وصحته وصولًا لقتله بالبطيء، بل يحاول أن يضيف لسلسلة ضحاياه آخرين في عمر الزهور بعد أن حرمهم حريتهم، وسرق منهم اعمارهم ، ويصبح مهند نموذجًا للقتل البطيء المستمر داخل السجون المصرية.


حيث يضيف النظام العسكري الحالي لسلسلة ضحاياه شاب آخر، على خطى الشهيد مهند، وهو الشاب عبد الفتاح محمد عبد الفتاح الشهير بعبد الفتاح توتو، والذي قضى ثلاث سنوات في سجون النظام المصري يتنقل بين القضايا الملفقة والتحقيقات والاتهامات، ينهش في جسده المرض دون مخرج ، ويهدد حياته.


ظهر التهديد بشكل واضح في وزن عبد الفتاح الذي تم اعتقاله بداية نوفمبر 2013 وكان وزنه آنذاك 98 ك ليصل وعقب ثلاث سنوات من الاعتقال لـ36 كيلو، مع استمرار هبوط وزنه بشكل مخيف.
لم تقتصر أزمة عبد الفتاح المرضية على هبوط وزنه، ولكن وعقب عام وشهر فقط من اعتقاله بدأت رحلته المرضية خلف القضبان، فرفضت معدته أي نوع من الأكل حتى الفاكهه والخضروات، ولم تتقبل في البداية سوى العصائر والزبادي والتمر.


وعقب أشهر قليلة من بداية مرضه، تطور الأمر بشكل كبير فأصبح يتقيء دم، وأصيب بحالة متقدمة من الإمساك، وارتفع ألم معدته بشكل لا يطاق، ورفضت معدته حتى تقبل التمر واللبن.


وفي مسعاها كما يبدوا لقتل المعتقلين تشير أسرة عبد الفتاح إلى أنها ورغم حصولها منذ عام ونصف على إذن من النيابة لعمل تحاليل وإشاعات له، فإن إداراة السجن تقاعست عن السماح له بالذهاب لمشفى السجن لثلاثة أشهر، ثم سمحت له، بالذهاب لمشفى البرج، واجراء سونار، ورفضت اعطاء اسرته نتائج ما ظهر في التحاليل والسونار.


تواصلت معاناة "عبد الفتاح" في التدهور، أصبح لا يستطيع النوم من شدة الألم، لا يستطيع تناول الطعام حتى المياه تسبب له المزيد من الألم، وجبته الوحيدة التي يتمكن من تناولها هي " 2 توست وواحد عصير و2 بسكوت"، واستمر تدهور وزنه أكثر.


مؤخرًا ومع استمرار تدهور حالة عبد الفتاح سمحت ادارة السجن له بالنزول للمستشفى واجراء تحاليل وتحديدًا منذ شهرين فقط، وتم ابلاغه بنتيجة التحاليل عقب عام من اجرائها، حيث قال له طبيب السجن بأنه كان لديه آنذاك التهاب مزمن وشديد في جدار المعده والبراء محشور في معدتك منذ اكثر من عام.


ونقلت التحاليل الأخيرة إصابته بالأنيميا، وانخفاض شدسد في السكر، وانخفاض الضغط، واصابته بعسر هضم وميكروب حلزوني في أوله وقولون مناعي، كما تم ارساله الأسبوع الماضي لمستشفى الميري بالأسكندرية لعمل اشعة تشخيصية كما قاموا بعمل تحليل أورام والذي أظهر عدم وجود أورام لديه، ومن المنتظر أن يجري منظار يوم 6-12 المقبل.


وتلفت أسرته إلى أنه وعلى الرغم من سماح إدارة السجن له مؤخرًا بالنزول للمستشفى لاجراء التحاليل اللازمة إلا أنها مازالت تتعنت في علاجه، وفي معاملته وأن قلقهم الوحيد هو أن يكون مصاب بالسرطان، بينما تتعامى عن تأثير أي مرض آخر، ولا تهتم بالبحث عما أوصله لتلك الحالة المرضية.


وعلى الرغم من فك الحظر عن عبد الفتاح نسبيًا والسماح بإجراء التحاليل اللازمة له إلا أن إدارة السجن ترفض السماح بإدخال أي مسكنات أو منومات له، على الرغم من الألم الشديد الذي حرمه من النوم بشكل كامل مما أدى لإصابته بهلوسة بصرية.


كما يعاني عبد الفتاح الآن من ألم شديد بمفاصل يديه وقدمه، وأدت شدة المرض لاضطراره للبس حزام البطن بشكل دائم، وتبرزه دماء.


"أنا خلاص بموت، أنا حاسس إني في أيامي الأخيرة" بتلك الكلمات وصف عبد الفتاح حالته لأسرته، تحول ليصبح عظام على جلد ، طلبت أسرته إحضار طبيب عن طريقها لمعالجته أمام تعنت إدارة السجن وتركه فريسة للمرض، وقوبل طلبهم بالرفض بحجة أن لوائح السجن تمنع ذلك فهل يتحول عبد الفتاح لضحية أخرى من ضحايا تعنت إدارة السجون المصرية.